كتاب يكشف عن «دبلوماسية» أزياء الملكة إليزابيث خلال 70 عامًا

تناول كتاب ” The Queen: 70 Years of Majestic Style” تفاصيل أزياء وإطلالات ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية خلال 70 عامًا من توليها عرش المملكة.

وتحدثت مؤلفة الكتاب بيثان هولت عن أسلوب الملكة الذي يوضح كيف تشعر من خلال ملابسها، مشيرة إلى أنه بالتنقيب وراء هذه الإطلالات سنجد الكثير من البحث والفكر المذهل الذي ساهم في ابتكار المظهر المميز للملكة، وفقًا لما نشرته مجلة بيبول في 4 إبريل 2022.

الأزياء تؤرخ حياة الملكة

حسب المجلة، أوردت المؤلفة محطات من حياة الملكة إليزابيث أرَّخت لها عبر إطلالاتها الجذابة في العديد من المناسبات الملكية والعامة خلال حياتها الحافلة، وفالت إن الملكة إليزابيث كلفت المصمم نورمان هارتنيل بتصميم ثوب تتويجها على العرش عام 1953. وكتب هارتنيل عن هذا الفستان الفخم: “كان عقلي مليئًا بالأفكار النبيلة والزهور، وكل شيء جميل يمكن تطريزه على هذا الفستان”.

وقرر المصمم إدماج شعارات الدول التابعة للمملكة المتحدة ودول الكومنولث في تطريزات الفستان التاريخي، الذي نفذه باستخدام خيوط الحرير واللؤلؤ والألماس والجمشت والكريستال والترتر، واستغرق تصميم الثوب نحو 9 أسابيع، وأخذ تطريزه نحو 3 آلاف ساعة.

الملكة ترفض أزياء كريستيان ديور

في الخمسينات ظهرت الملكة إليزابيث بأزياء رقيقة وجذابة تناسب سنها الشاب، ورفضت ارتداء ملابس من دار كريستيان ديور من أجل جولتها في دول الكومنولث عام 1953، وفضلت ارتداء ملابس بتصميم هارتنيل وهاردي آميس اللذين قدما لها ما بين 100 و150 زيًّا من أجل الجولة التي زارت خلالها برمودا وجامايكا وفيجي وتونغا ونيوزيلندا وأستراليا وجزر كوكوس وسريلانكا واليمن وأوغندا ومالطا وجبل طارق.

ووفقًا للكتاب، كانت جولة الملكة مرهقة، سافرت هي وزوجها الأمير فيليب لمدة 6 أشهر تركت خلالها أطفالهما الصغار في المنزل، لكن صور الرحلة أظهرتها بصورة ساحرة ورومانسية وكانت عناوين الأخبار تتحدث عن الملكة الشابة ذات الملابس الجميلة وزوجها الوسيم.

أثواب تحترم تقاليد الدول

عمدت الملكة إليزابيث دومًا إلى اختيار أزياء مناسبة لتقاليد الدور التي تزورها، وخلال عام 1979 أجرت جولة في الشرق الأوسط لتعزيز العلاقات مع الدول التي شكلت أحد أهم أسواق التصدير للمنتجات البريطانية، وكان من المهم أن تكون ملابس الملكة ملتزمة بتقاليد المنطقة التي تقتضي ارتداء ملابس محتشمة.

وابتكر الثنائي هاردي آميس وفريدريك فوكس مجموعة من الأثواب والإطلالات المحتشمة الطويلة التي ظهرت خلالها إليزابيث خلال زياراتها للدول العربية، ولم تُهدر الملكة هذه الفساتين الطويلة بعد انتهاء جولتها، بعد تقصيرها وتعديلها وارتدها الملكة بعد ذلك في عدة مناسبات ملكية منها سباق رويال أسكوت، حسب الكتاب.

الملكة لا تُفضل السراويلات

بخلاف الفساتين ارتدت الملكة إليزابيث السراويلات، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية عندما شاركت كميكانيكي في خدمات المساعدة الإقليمية، لم تكن وقتها تعبيرًا عن الموضة بل مجرد زي عملي نياسب المهمة الموكلة إليها، بخلاف ذلك كانت إطلالات الملكة بالسراويلات قليلة ومتباعدة، مفضلة النظرة الرومانسية للملكية التي صاغتها والدتها عبر فساتين بتوقيع نورمان هارتنيل.

ومنذ زيارتها لمنجم في فايف عام 1958 التي ارتدت فيها بدلة واقية، لم تصور الملكة وهي ترتدي البنطال مرة أخرى حتى عام 1970 عندما شاركت هي والأمير فيليب في إعادة تمثيل هبوط الكابتن كوك في نيوزيلاندا، وبعدها بـ9 سنوات في رحلة سفاري في زامبيا، وبدت أنيقة في بنطال بيج وبلوزة من الحرير الكريمي المنقوش باللون الذهبي والقرمزي والأزرق، مع نظارة شمسية.

ثوب هارلكوين

من تصميم هارتنيل أيضًا ارتدت الملكة فستانًا جذابًا في حفل تنصيب الأمير تشارلز كولي للعهد عام 1969، جاء تصميم الفستان بسيطًا باللون الأصفر مع معطف بأسلوب الستينيات، ونسقت معها قبعة مرصعة باللآلئ والخرز من تصميم سيمون ميرمان من طراز تيودور، أطلق عليها “خوذة الملكة من العصور الوسطى”.

وفي حفل “رويال فارايتي برفورمانس” عام 1999 ارتدت الملكة إليزابيث واحدًا من أشهر فساتين السهرة التي ظهرت بها، وأُطلِق عليه “هارلكوين”.

دبلوماسية الأزياء

في حفل زفاف الأمير ويليام على زميلته الجامعية كيت ميدلتون عام 2011، عبر اختيار الملكة لإطلالتها من حيث اللون والتفاصيل التي ترمز الأمل عن تفاؤلها بما يمثله هذا الزواج من مستقبل ناجح للنظام الملكي.

ونسقت أنجيلا كيلي فستانًا أصفر بلون زهرة الربيع مع معطف وقبعة مزينة بالورد. وفي وقت لاحق من نفس العام، أعادت الملكة ارتداء الزي بطريقة جعلته أشبه برسالة دبلوماسية عبر الأزياء عندما ارتدته في كنيسة بأستراليا حيث اللون الأصفر هو اللون الوطني.