كورونا واحتجاجات.. تبادل السجناء مع واشنطن إنقاذ للنظام الإيراني أم مصالح متبادلة؟

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تتزايد الضغوط الداخلية على النظام الإيراني في الداخل والخارج؛ فالعقوبات الأمريكية والملف النووي أزمات عالقة دون حلول، فيما ترتفع الإصابات بفيروس كورونا القاتل في المدن الإيرانية، وسط تعتيم لم يستطع نظام “الملالي” الحفاظ عليه.

فتراكمت الأزمات والمعضلات من عقوبات غربية وأزمات اقتصادية ووباء كورونا واحتجاجات داخلية أمام النظام الإيراني لتشكل تحديًا وتهديدًا قويًا.

كورونا واحتجاجات

تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ألحق خسائر بنسبة 15% من إجمالي الناتج المحلي لإيران، بحسب ما صرح وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، فرهاد دجبسند، وأضاف الوزير الإيراني – في تصريحات أدلى بها أمام البرلمان الإيراني، أمس الأحد، وبثتها وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، أنه حتى لو جرت صادرات النفط بلا معوقات ناجمة عن الحظر الأمريكي، فان بلاده لن تصل إلى جميع المصادر اللازمة، وأنه يتعين اعتماد الميزانية دون الاعتماد على النفط خلال العام الجاري، والاعتماد على العوائد الضريبية فقط.

واليوم الإثنين، قام متظاهرون إيرانيون بحرق صورة كبيرة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، وذلك في مظاهرة للتعبير عن غضبهم من قمع الحريات ورفض استمرار الظلم الذي تقوم به السلطة الحاكمة في البلاد، وعرضت قناة العربية عبر حسابها بموقع التدوينات المصغرة “تويتر” فيديو حرق صورة خامنئي وظهر في الفيديو صوت مصور يقول أثناء اشتعال الصورة: “فلتسقط سلطة الظلم والفساد والجور والاستبداد والكذب والمراوغة.. على أمل النصر، نحن مناضلو طريق الحرية”.

وعلى جانب آخر، نشرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، مقطع فيديو للحظة وصول الطبيب والعالم الإيراني مجيد طاهري صباح اليوم، إلى إيران بعد أن أفرجت عنه السلطات الأمريكية، الأسبوع الماضي، وكان معتقلًا لديها؛ لمدة 16 شهرًا.

بارقة أمل

البعض رأي بارقة أمل في تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، خاصة فيما يتعلق بتبادل السجناء بين البلدين، ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أمس الأحد، أن إيران مستعدة لمزيد من عمليات تبادل السجناء مع الولايات المتحدة.

وأطلقت السلطات الإيرانية، يوم الخميس الماضي، سراح الأمريكي مايكل وايت المحتجز في إيران منذ 2018 في إطار اتفاق سمحت الولايات المتحدة بموجبه للطبيب الأمريكي من أصل إيراني مجيد طاهري بزيارة إيران، في حالة نادرة من التعاون الأمريكي الإيراني.

جاء الإفراج عن وايت بعد يومين من ترحيل الولايات المتحدة للأستاذ الجامعي الإيراني سيروس أصغري الذي كان مسجونا في الولايات المتحدة، على الرغم من تبرئته من تهمة سرقة أسرار تجارية.

وقال موسوي: “إذا كان من الممكن تبادل السجناء، فنحن على استعداد لتحرير باقي الأفراد المسجونين في أمريكا وإعادتهم إلى البلاد”.

مصالح متبادلة

قال الكاتب الصحفي والباحث المتخصص في الشأن الإيراني، محمد شعت: لا بد للنظر إلى عملية تبادل السجناء باعتبارها أمر منفصل تمامًا عن أي مفاوضات مرتقبة بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي، خاصة وأن إيران حاولت مرارًا تحسين شروط التفاوض لكن الولايات المتحدة الأمريكية تصر على موقفها في الوقت الذي تفتقر فيه إيران لأي أوراق ضغط لتحسين هذه الشروط، إضافةً إلى أن واشنطن هي من تمسك بخيوط اللعبة والمعاناة تقع على الجانب الإيراني وحده.

وأضاف محمد شعت في تصريحات خاصة لـ”رؤية” أن عملية تبادل السجناء قد تمثل مصالح لكلا الطرفين دون التحول أو التغيير في سياسات كل منهما تجاه الآخر، مشيرًا إلى أن التفاهم الذي حدث في هذا الملف اعتقد أنه لن يتجاوزه إلى ملفات أخرى، خاصة وأن هناك أطراف دولية عديدة أصبحت ضمن المعادلة في ظل التخريب الذي تمارسه إيران.

ونوه الباحث المتخصص في الشأن الإيراني بأن طهران مهتمة جدًا بهذا الملف خاصة وأنه يعزز موقفها داخليًا ويظهر النظام الإيراني بأنه حريص على مواطنيه وقادر على استعادتهم حتى لو تم احتجازهم في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وهي في هذه النقطة تعلم مدى الحرص الأمريكي على استعادة مواطنيه لذلك؛ فواشنطن لن تمانع من التعاون في هذا الملف، وبالتالي هي ورقة تحاول إيران استثمارها في مواجهة الغليان الداخلي.

ربما يعجبك أيضا