كوريا الجنوبية أول دولة بالعالم تخوض انتخابات في خضم أزمة كورونا

وليد أبوالمعارف

رؤية  
 
سيول – في خضم الأزمة التي تعاني منها دول العالم بسبب فيروس كورونا، وإجراءات العزل والإغلاق والتباعد الذي تتبعها بعض البلدان، تتجه كوريا الجنوبية، الدولة المتأثرة بشدة من الوباء، إلى إجراء انتخابات برلمانية، اليوم الأربعاء، لتكون الدولة الأولى التي تجري انتخابات وسط أزمة الفيروس، وأول دولة يتفشى فيها الوباء بشكل كبير، وتتجه إلى كسر الحجر الصحي والإغلاق، ليذهب مواطنوها إلى صناديق الاقتراع في أنحاء البلاد.

وبحسب ما أفادت به “صحيفة الشروق” المصرية، تشهد كوريا الجنوبية تفشيا لفيروس كورونا، منذ انفجار موجة من الإصابات في مدينة دايجو، ثالث أكبر مدينة في البلاد، في فبراير الماضي، ليصل عدد المصابين إلى حوالي 11 ألف شخص، والوفيا إلى أكثر من 200 شخص.

ومنذ ذلك الحين، قامت السلطات بتتبع المصابين ومخالطيهم، وأجرت اختبارات الفيروس لعدد كبير من المقربين منهم، وفرضت القيود على السفر، وحجر على المواطنين، إذ تباطأت الإصابات الجديدة إلى بضع عشرات في اليوم، بعدما كانت تتخطى المئة، والآن، يتجه ما يقرب من 44 مليون ناخب في كوريا الجنوبية إلى صناديق الاقتراع، وسط تصريحات للسلطات بتطبيق إجراءات جديدة صارمة لحمايتهم في أيام الانتخابات.

وعن اتجاه كوريا الجنوبية للتصويت بالرغم من أزمة كورونا، يقول وون هو بارك، المتخصص في أساليب وسلوك التصويت في جامعة سيول الوطنية، إنه بالرغم من الجدل حول تأجيل الانتخابات في كوريا الجنوبية، لكن الرئيس الكوري مون جايين كان سيواجه معارضة شديدة لأي تغييرات في جدول الانتخابات، فقد أمضت كوريا الجنوبية عقوداً تحت الحكم العسكري، ولم تجر أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة إلا في عام 1988، لذا فإذا أجل الرئيس انتخاب المشرعين سيبدو قرار ديكتاتوري.

أدى انتشار فيروس كورونا إلى تأخير الانتخابات في جميع أنحاء العالم، إذ قامت أكثر من خمس عشرة ولاية أمريكية بتأجيل الانتخابات التمهيدية للرئاسة، وأجلت المملكة المتحدة الانتخابات المحلية لمدة عام، أعلنت إثيوبيا أنه سيتم إعادة جدولة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أغسطس المقبل.

ويرى المحللون الأمريكيون أن إجراء التصويت والانتخابات في كوريا الجنوبية إذا تم دون التسبب في ارتفاع كبير في الإصابات بالفيروس، فستكون تجربتها ملهمة وستوفر خريطة ونهج لإجراء الانتخابات في بلدان العالم، بما في ذلك انتخابات 3 نوفمبر المقبل في الولايات المتحدة.

يقول سكوت سنايدر، مدير برنامج السياسة الأمريكية الكورية في مجلس العلاقات الخارجية: “لقد فكرت كوريا جيدا لإجراء عملية الانتخابات، كما أنها حريصة لتقليل مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، وسيكون ذلك نموذجًا لكيفية إجراء الانتخابات بفعالية وأمان في الولايات المتحدة.”

وأعلنت السلطات في كوريا الجنوبية أن عملية الانتخابات يسبقها تطهير لمراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، يستمر بانتظام بعد فتح باب التصويت، بالإضافة لتحقق المسؤولون من درجات حرارة المواطنين، وسيتم توجيه أي شخص يعاني من الحمى إلى حجرة تصويت خاصة، قبل إرساله للحجر الصحي، كما سيتم تزويد الناخبين بمطهر وقفازات بلاستيكية قبل دخول مركز الاقتراع، وسيكون ارتداء الكمامات إلزامياً.

وأنشأت كوريا الجنوبية أكثر من 14 ألف مركز اقتراع للناخبين، وعلقت على أبواب اللجان الانتخابية إرشادات تطالب الناخبين الذين ينتظرون دورهم في الطابور الابتعاد عن بعضهم لمسافة مترًا واحدًا، أو ما يزيد عن ثلاثة أقدام.

وخصصت السلطات ثمانية لجان انتخابية لمصابي فيروس كورونا، وغيرها مخصصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية في المناطق المتضررة بشدة، فمصابو كورونا والأطقم الطبية يمكنهم إرسال تصويتهم عبر البريد، أو التصويت في لجانهم المخصصة بمراكز الاقتراع التي حددتها السلطات.

وخصصت الدول وقت محدد من اليوم للناخبين الخاضعين للحجر المنزلي كالعائدين من السفر أو الذين خالطوا بعض المصابين بالفيروس، للتصويت لمنعهم من الاختلاط المواطنين غير المصابين، ومع ذلك، فهم ممنوعون من استخدام وسائل النقل العام للوصول إلى مراكز الاقتراع، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية. 

وتمكنت قوات مكافحة الإرهاب من القضاء على جميع العناصر الإرهابية بعد اقتحام الوكر الإرهابي، فيما استشهد المقدم محمد فوزي الحوفي، أحد ضباط الأمن الوطني، وأُصيب ضابط آخر وفردان من قوات الشرطة أثناء المواجهات.

ربما يعجبك أيضا