كوريا الشمالية تتخذ إجراءات جديدة.. هل تستعد بيونج يانج للحرب؟

أقال زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، رئيس أركان الجيش، الجنرال باك سو إيل، وطالب جيشه بالاستعداد للحرب.

وجاءت هذه الخطوة في اجتماع اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال، الأربعاء 9 أغسطس 2023، وسط تغييرات كبيرة في القيادة العسكرية لكوريا الشمالية، حسب ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

كيم جونج أون يترأس اجتماع اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال

تغيير القيادة

أفادت “سي إن إن”، نقلًا عن وكالة الأنباء المركزية الكورية، أنه جرى تعيين نائب المارشال، ري يونج جيل، رئيسًا للأركان، إضافة إلى إقالة عدد من “القادة العسكريين البارزين” الآخرين، أو نقلهم إلى مواقع أخرى.

وتجدد بيونج يانج قيادتها العسكرية بانتظام، ويظهر بعض القادة العسكريين لاحقًا في مناصب أخرى، في حين يختفي آخرون عن المشهد العام.

سبب التغيير

حسب وكالة أنباء رويترز، عمل ري يونج جيل في السابق وزيرًا للدفاع، وقائد القوات التقليدية لكوريا الشمالية، وتولى منصب رئيس الأركان من قبل. وعندما جرى استبداله في 2016، تسببت إقالته وغيابه اللاحق في إثارة شائعات عن إعدامه، لكنه ظهر مجددًا بعد بضعة أشهر، عندما تولى منصبًا رفيعًا آخر.

رأى المحلل بمعهد سيجونج في سيول، شيونج سيونج تشانج، أنه توجد أسباب عدة محتملة وراء تغييرات كيم العسكرية، فهي ليست عقابية بالضرورة.

وقال في تصريحات لـ”سي إن إن”: “يرقي كيم جونج أون المسؤولين التنفيذيين، ويخفض رتبتهم ويقيلهم، بناءً على قدرتهم على أداء واجباتهم، وقد يكون سبب إقالة المسؤولين هو مساءلتهم، لكن من غير الملائم أن نعده عقابًا”.

وفي السياق ذاته، قال أستاذ الدراسات الدولية بجامعة إيها للإناث في سيول، ليف إيريك إيسلي: “يتداول كيم جونج أون المناصب القيادية تحته لمنع ظهور أحد مثل يفجيني بريجوجين، الذي تحدى سلطة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعدما حشد السيطرة الشخصية على الأصول المالية والولاء ضمن صفوف القوات المسلحة”.

زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون

تعزيز إنتاج السلاح

نقلت رويترز عن وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم حدّد هدفًا لتوسيع قدرة إنتاج الأسلحة، والأسبوع الماضي، زار مصانع للأسلحة، وحثّ على إنتاج المزيد من محركات الصواريخ، والمدفعية، وغيرها من الأسلحة.

ودعا الزعيم الكوري الشمالي جيشه لإجراء تدريبات بأحدث الأسلحة والمعدات لإبقاء القوات مستعدة للقتال. ومن المقرر أن تنظم كوريا الشمالية عرضًا في 9 سبتمبر المقبل، لإحياء الذكرى 75 ليوم تأسيس الجمهورية.

اقرأ أيضًا| رصد نشاط مرتفع في موقع نووي بكوريا الشمالية.. هل تستعد للهجوم؟

وأشارت رويترز إلى أن بيونج يانج لديها عدد من الجماعات شبه المسلحة التي تستخدمها لتعزيز قواتها العسكرية.

استهداف كوريا الجنوبية

في سياق متصل، أوردت شبكة بلومبرج الأمريكية، أمس الخميس، أن كيم بحث خطة لضرب كوريا الجنوبية. وفي اجتماع اللجنة العسكرية المركزية، دعا زعيم كوريا الشمالية إلى “تأمين المزيد من وسائل توجيه الضربات القوية لتنفيذ مهمة ردع الحرب”.

كيم جونج أون يشير إلى منطقة سيول

وأشارت بلومبرج إلى أن الجهاز الدعائي للدولة نشر صورة لكيم وهو يشير إلى منطقة سيول على خريطة في الاجتماع، التي أظهرت “خطط الإجراءات العسكرية الهجومية المضادة” لردع “الأعداء”، في الوقت الذي تستعد واشنطن وسيول لإجراء تدريبات، من 21 إلى 24 أغسطس، وصفتها بيونج يانج بأنها تحضير لغزو.

ردع التهديدات

من المتوقع أن يبحث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سبل ردع كوريا الشمالية عن استخدام ترسانتها الذرية، عندما يلتقي نظيره الكوري الجنوبي، يون سوك يول، ورئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، في 18 أغسطس الحالي بمنتجع كامب ديفيد.

اقرأ أيضًا| أكبر مناورات عسكرية لأمريكا وكوريا الجنوبية منذ 2018.. تفاصيل وردود فعل

ووفق بلومبرج، قد يكون الحدث واحدًا من أهم المباحثات الأمنية بين القادة الـ3، الذين دعموا موقفًا متشددًا ضد بيونج يانج، وأعربوا عن القلق إزاء جزم الصين المتزايد في منطقة الهندوباسيفيك، وشجبوا روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.

اقرأ أيضًا| قمة ثلاثية بـ«كامب ديفيد» لبحث تهديدات بيونج يانج