كيف أبطلت «قدرات التشويش» الروسية تأثير أسلحة الغرب في أوكرانيا؟

روسيا تتقدم على أوكرانيا في ميدان «الحرب الإلكترونية»

محمد النحاس
الحرب في أوكرانيا

قدرة روسيا على التعامل مع الأسلحة عالية التقنية لها آثار بعيدة المدى على أوكرانيا، وكانت سببًا رئيسيًا وراء استعادة القوات الروسية زمام المبادرة والتقدم في ساحة المعركة.


لم تتمكن العديد من الأسلحة الأمريكية الموجهة عبر الأقمار الصناعية الصنع بحوزة القوات الأوكرانية من الصمود في وجه تكنولوجيا التشويش الروسية.

 وأدى ذلك إلى استغناء كييف عن  أنواع معينة من الأسلحة بعد انخفاض معدلات الفعالية وقدرتها على إصابة الأهداف، وفقًا لمسؤولين عسكريين أوكرانيين كبار، وتقييمات أوكرانية سرية حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.  

إبطال تأثير الأسلحة الغربية الحديثة

مشكلات كييف خلال الحرب مع روسيا، لم تتوقف عند تقدم الأخيرة ميدانيًا، ولا تأخر الإمدادات الغربية، ولا عند التفوق الجوي الروسي، بل جاوزت ذلك لمشكلات تتعلق بالتفوق الروسي التقني وفي قدرات التشويش التي جعلت بعضًا من  الأسلحة الأمريكية تكاد تكون عديمة الجدوى.  

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن قدرات التشويش الروسية قوضت إلى حد كبير تأثير الأسلحة الغربية الحديثة، بما في ذلك قذائف المدفعية الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ومنظومة HIMARS الصاروخية. 

بدوره، قاد ذلك إلى تآكل قدرة أوكرانيا، للدفاع عن أراضيها، كما دفع المسؤولين في كييف لمطالبة البنتاجون بالحصول بشكل عاجل على أنظمة أكثر تطورًا، أو ترقيات للأسلحة المقدمة، وفق ما نقل تقرير واشنطن بوست المنشور 24 مايو 2024. 

آثار بعيدة المدى

بحسب التقرير، فإن قدرة روسيا على التعامل مع الأسلحة عالية التقنية لها آثار بعيدة المدى على أوكرانيا، وكانت سببًا رئيسيًا وراء استعادة القوات الروسية زمام المبادرة والتقدم في ساحة المعركة.

لا يقف الأمر عند أوكرانيا فقد يمتد التأثير لحلفائها، فمن المحتمل أن يوفر هذا الأمر مخططًا لخصوم الغرب، بما في ذلك الصين وإيران، لوضع تصورات مماثلة حول كيفية التصدي للأسلحة الغربية وتقويض تفوقها التقني.  

لا استجابة من الجانب الأمريكي

على سبيل المثال، انخفض معدل نجاح قذائف “أكسكاليبور” المصممة في الولايات المتحدة بشكل حاد على مدى أشهر، إلى أقل من 10% في إصابة أهدافها، قبل أن يتخلى عنها الجيش الأوكراني العام الماضي، وفقا لما نقل التقرير عن التقييمات الأوكرانية السرية ولم تسمي الصحيفة الأمريكية أيًا من المسؤولين الوارد ذكرهم سواءً الأوكرانيين أو الأمريكيين. 

وبعد أن أبلغ الأوكرانيون عن المشكلة، توقفت واشنطن ببساطة عن توفير قذائف “إكسكاليبور” بسبب ارتفاع معدل الفشل. وأعدت القيادة العسكرية الأوكرانية التقارير حول قذائف “إكسكاليبور” بين خريف 2023 وأبريل 2024 وشاركتها مع الولايات المتحدة وغيرها من الداعمين، على أمل تطوير الحلول وفتح اتصال مباشر مع الشركات المصنعة للأسلحة. 

لكن ينقل التقرير عن مسؤولين أوكرانيين -لم يسمهم- أن المسارات البيروقراطية أدت إلى تعقيد مسار التعديلات المطلوبة بشكل عاجل لتحسين كفاءة الأسلحة، وهو ما ينفيه مسؤولون من البنتاجون تحدثت إليهم واشنطن بوست.

روسيا والتوسع في قدرات الحرب الإلكترونية

نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن “روسيا واصلت توسيع استخدامها لقدرات حرب الإلكترونية.. ونواصل التطوير والتأكد من أن أوكرانيا لديها القدرات التي تحتاجها”.

إجمالاً يعد الابتكار سمة من سمات كل صراع تقريبًا، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، حيث يطور كل جانب التكنولوجيا التي يستخدمها بهدف التفوق على الطرف الآخر واستغلال وتوظيف نقاط الضعف. 

ومنذ سنوات أبدت روسيا مهارة عالية في ما يتعلق بقدرات الحرب السيبرانية، حيث تستثمر في أنظمة بإمكانها التغلب على إشارات وتردد المكونات الإلكترونية، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، الذي يساعد في توجيه بعض الذخائر الدقيقة إلى أهدافها.

تبادل المعلومات

أفاد أحد كبار المسؤولين العسكريين الأوكرانيين للصحيفة الأمريكية أنه  “بينما نتبادل المعلومات مع شركائنا، فإن الروس بالتأكيد يتبادلونها مع الصين”، مستدركًا “وحتى لو لم يشاركوا البيانات مع الصين.. فالصين تراقب من كثب الحرب في أوكرانيا”.

وقال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) توقعت أن بعض الذخائر الموجهة بدقة ستتفوق عليها روسيا بقدرات الحرب الإلكترونية، وعملت مع أوكرانيا لصقل التكتيكات والتقنيات.

وفي المقابل، قال مسؤول الأوكراني إن كييف شاركت بيانات فشل الأسلحة مع واشنطن لكنها لم تتلق أي رد.

ربما يعجبك أيضا