حسب ما ذكرت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس في تحليل حديث، فإن الشركات تسعى إلى زيادة مرونة سلاسل التوريد من خلال تحويل الإنتاج بالقرب من المستهلك النهائي وإلى البلدان "الصديقة ".
تأخذ التوترات في البحر الأحمر، منعطفًا سلبيًا وقد تؤدي إلى تكوين اختناقات جديدة في سلاسل الإمداد العالمية غير المستقرة.
وذلك بعد شن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا هجمات على مواقع الحوثيين في اليمن ردًا على هجماتهم المستمرة على الشحن الدولي، غير أن المجموعة شددت على عزمها المضي قدمًا في استهداف سفن الشحن المتجه لإسرائيل.
تداعيات توترات البحر الأحمر
ذكر تقرير موجز نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي أن التوترات في البحر الأحمر أدت إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًّا، وتعقيد عمليات الشحن الدولي، حيث أعلنت شركة “تسلا” تعليق الإنتاج في ألمانيا.
لا يقف الأمر عند هذا الحد، فبحسب التقرير المنشور اليوم السبت 13 يناير 2024، فإن الموقف برمته يثير مخاوف بشأن نقص السلع عالميًّا، والذي قد يدفع حال استمر إلى رفع التضخم مجددًا، ومن ثم عودة الحديث عن نقل إنتاج كبرى الشركات العالمية إلى مكان، سواء كان ذلك عند الحديث عن أوروبا أو الولايات المتحدة.
محاولة لتنويع سلاسل التوريد
تأتي التطورات الخطيرة في وقتٍ لم يكد فيه العالم يتكيف مع تداعيات جائحة كورونا طويلة الأمد، واندلعت جملة من التوترات الجيوسياسية، ما ولد نقص في السلع وتضخم في الأسعار ومثل ضغوط متزايدة على سلاسل الإمداد العالمية، والتي تدفع في اتجاه زيادة التضخم.
ووفقًا للتقرير، فمع تزايد النزعة القومية، وتوترات الاقتصاد العالمي، برزت المكسيك كمستفيد رئيسي من فكرة تقريب سلاسل الإمداد ومقار التصنيع من الولايات المتحدة.
وحسب ما ذكرت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس في تحليل حديث، فإن الشركات تسعى إلى زيادة مرونة سلاسل التوريد من خلال تحويل الإنتاج بالقرب من المستهلك النهائي وإلى البلدان “الصديقة “.
ضرورة تنويع سلاسل الإمداد
بحسب المؤسسة البحثية الاقتصادية، فإن جاذبية المكسيك واضحة للغاية، فهي متاخمة للولايات المتحدة ولديها اتفاقية تجارة حرة معها، ولديها أيضًا أجور عمالة منخفضة نسبيًا “.
ومنذ الوباء، بذلت الشركات جهدًا لجعل خدماتها اللوجستية أكثر مرونة وأقدر على مواجهة الصدمات العالمية. وفي مقابلة مع أكسيوس، قال الرئيس التنفيذي لشركة ناو بورتس، ألفونسو دي لوس ريوس وهي شركة رائدة متخصصة في شحن البضائع الرقمية، إن إحدى الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع التطورات سالفة الذكر، تنويع سلاسل التوريد.
تشير كابيتال إيكونوميكس إلى أن نجاح المكسيك يستند إلى كونها حافظ على وتيرة ثابتة كمصدر رئيس للولايات المتحدة لتوريد السيارات أو بعض الإلكترونيات.
زيادة التوترات العالمية
عادت هذه المحادثات للواجهة مجددًا مع استمرار التوترات الجيوسياسية، مع استمرار حرب روسيا وأوكرانيا خلال عام 2023، واندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وبلغ الأمر ذروته مع شن الحوثيين هجمات عرقلت حركة الشحن الدولي في البحر الأحمر، ناهيك عن مهاجمة الولايات المتحدة لأهداف الحوثيين.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شنتا ضربات جوية ضد الحوثيين بعد أن واصلت المجموعة هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر. وتشير طبيعة الهجمات أنها قد تكون مصحوبة بضربات أخرى مستقبلاً خاصةً مع إبداء الحوثيين إشارات على إيقاف هجماتهم.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1731493