كيف تخطط الصين لتقليص الفجوة العسكرية مع الولايات المتحدة؟

آية سيد
كيف تخطط الصين لتقليص الفجوة العسكرية مع الولايات المتحدة؟

من المتوقع أن تصل الميزانية العسكرية الرسمية للصين إلى 224 مليار دولار، في 2023، لتحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.


تقترب الصين من تحقيق حلمها ببناء قوات مسلحة على طراز عالمي بقوة بحرية قوية في مركزها، بعد تجاوز البحرية الصينية لنظيرتها الأمريكية في 2020 كأكبر بحرية في العالم.

وعلى الرغم من أن بعض الباحثين اعتبروا أن تباطؤ الاقتصاد الصيني وتوحد الغرب، يعني أن القوة النسبية للصين قد بلغت ذروتها، وأن الوقت ينفد منها لتغيير النظام العالمي، رأى تقرير لمجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية أن الوقت لا يزال في صالح بكين.

صعود مستمر

لفت التقرير، الذي نشر الاثنين 8 مايو 2023، إلى أن الزعيم الصيني، شي جين بينج، يواجه تحديات خطيرة، مثل الشيخوخة السكانية، والديون الحكومية المحلية الجامحة، وعزم الحكومة الأمريكية على كبح وصول الجيش الصيني للتكنولوجيا الغربية.

ولكن يوجد الكثير من الأدلة، من الناحية العسكرية، على أن القوة الصينية لن تتوقف عن الصعود. وضرب التقرير مثالًا بميزانية الدفاع الصينية، التي ارتفعت بمتوسط 9% سنويًّا منذ إطلاق برنامج التحديث العسكري في أواخر التسعينات.

اقرأ أيضًا| الصين إلى الشيخوخة.. هل يحدث نقص في القوى العاملة؟

ميزانية الدفاع

من المتوقع أن تصل الميزانية العسكرية الرسمية للصين إلى 224 مليار دولار، في 2023، لتحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، التي تبلغ ميزانيتها 4 أضعاف الميزانية الصينية.

ومن المتوقع أن يرتفع الإنفاق الدفاعي هذا العام 7.2%، تماشيًا مع توقعات الصين للنمو الاسمي في الناتج المحلي الإجمالي. وحسب التقرير، فإن هذا يشير إلى أن شي يحصن الإنفاق الدفاعي الأساسي عند 1.6% إلى 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي.

تقليص الفجوة

لفت التقرير إلى أن بكين ستقلص الفجوة في الإنفاق العسكري السنوي مع واشنطن بدرجة كبيرة، بحلول 2030، عبر زيادة الإنفاق العسكري من حيث تعادل القوة الشرائية بمقدار 155 مليار دولار، مقارنة بـ123 مليار دولار لأمريكا.

وإذا استمر الاقتصاد الصيني في النمو أبطأ من المتوقع، يمتلك شي مساحة لتحويل الموارد من الاقتصاد المدني إلى القوات المسلحة. وداخل القوات المسلحة، يمكن أن يمنح الأولوية للمجالات التي يعدها أكثر أهمية استراتيجية.

القوة البحرية

أحد المؤشرات التي تعكس القوة العسكرية للصين هي البحرية. وحسب التقرير، تستخدم البحرية الصينية الكثير من المعدات المختلفة، مثل الصواريخ والطائرات، وستقود أي جهد لضم تايوان أو استعراض القوة عالميًّا. ولأن بناء السفن مكلف ويحتاج إلى قاعدة صناعية قوية، فإنه يعكس سلامة الاقتصاد.

وعلى مدار العقدين الماضيين، نمت البحرية الصينية لتصبح قوة حديثة ومحلية الصنع قادرة على تنفيذ بعض المهام بعيدًا عن شواطئ الصين. ولكن لا يزال ينقصها بعض الاحتياجات الأساسية للزعيم الصيني، مثل السفن البرمائية الضخمة التي تضمن الغزو الناجح لتايوان.

مقارنة مع البحرية الأمريكية

تتوقع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن تضيف البحرية الصينية سفنًا حديثة ومتعددة المهام. والآن، تمتلك البحرية الصينية قوة قتالية تتكون من 340 سفينة، تضم حاملات، وغواصات، وفرقاطات، ومدمرات. ومن المرجح أن يصل هذا العدد إلى 400 بحلول 2025، و440 بحلول 2030.

وبالمقارنة، امتلكت البحرية الأمريكية قوة قتالية من 296 سفينة في إبريل الماضي، وتتوقع انخفاض هذا العدد إلى 290 بنهاية العقد الحالي. وبعد ذلك، قد تبدأ أمريكا في تقليص الفجوة، لأن الهدف الرسمي للبحرية الأمريكية لا يزال امتلاك 355 سفينة، وفق التقرير.

ولكن قيود الميزانية، والتغييرات السياسية، وغيرها من العوامل قد تجعل من الصعب تحقيق هذا الهدف حتى بحلول 2040. وفي حين تركز الصين تعزيزها العسكري على تايوان، يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على وجود عالمي.

تحديث السفن

على الرغم من أن السفن الأمريكية أكبر وأكثر قدرة، من المرجح أن تلحق بها الصين في العقد المقبل. وفي هذا السياق، قال مكتب الاستخبارات البحرية الأمريكي إنه يمكن مقارنة تصميم سفن البحرية الصينية وجودتها بالسفن الأمريكية في الكثير من الحالات “والصين تسد الفجوة سريعًا في مجالات القصور”.

وأفاد تقرير “ذي إيكونوميست” أن إحدى مزايا الصين هي صناعة بناء السفن الضخمة، التي تُعد الأكبر في العالم، ومثلت 44% من إنتاج السفن التجارية في العالم في 2021.

نقطة ضعف صينية

أشار التقرير إلى وجود مجال حيوي، حيث ستكافح الصين لسنوات، وربما لعقود، كي تلحق بالولايات المتحدة، وهو الخبرة، فالصين لم تخض حربًا منذ حربها مع فيتنام، في 1979، التي كانت برية إلى حد كبير.

ولم تتقن عمليات حاملات الطائرات وقت السلم، ولا فن إخفاء غواصاتها في أثناء تعقب الغواصات المعادية. ولكن على الجانب الآخر، صقلت أمريكا هذه القدرات على مدار العقود. وتكافح الصين أيضًا لجذب عدد كاف من المجندين المتعلمين لتشغيل سفنها الجديدة.

غزو تايوان

وفق “ذي إيكونوميست”، يوجد خطر أن يخوض شي حربًا قبل أن تكون قواته المسلحة جاهزة. ويتوقع بعض المسؤولين الأمريكيين أنه أمر قواته المسلحة بتطوير القدرات اللازمة لضم تايوان بحلول 2027. وتشير محاكاة الحروب الأخيرة إلى أن الصين قد تربح الصراع على تايوان هذا العقد، وستكون الخسائر مدمرة للجانبين.

وحسب المجلة البريطانية، كلما انتظر شي، رجحت كفة الميزان العسكري لصالح الصين. ويتوقع البنتاجون أن يتضاعف حجم الترسانة النووية الصينية 4 مرات بحلول 2035. ويأمل الخبراء الاستراتيجيون الصينيون في أن هذا سيسهل الحل السلمي عبر إقناع تايوان والولايات المتحدة بأن الصراع سيكون باهظ التكلفة.

اقرأ أيضًا| الرئيس الصيني يعلن تجهيز بلاده للحرب.. من سيقاتل؟

اقرأ أيضًا| تكلفة الصراع كارثية.. هل اقتربت حرب أمريكا والصين بسبب تايوان؟

ربما يعجبك أيضا