كيف تناولت الصحافة العبرية مقتل البغدادي؟.. القضاء على الإرهاب لا يزال صعب المنال

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

اغتيال البغدادي أمر ضئيل مقارنةً بالصورة الكبيرة

أشاد المحلل السياسي “جال فينكل” في مقال له بموقع “زْمَن يسرائيل” بقدرة الولايات المتحدة على اغتيال زعيم تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن إرسالهم قوة عسكرية برية أمر ليس بالهيِّن رغم تفوق الولايات المتحدة عسكريًّا، غير أن هذا الإنجاز لن يضاهي إنجاز اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة؛ لأن الأخير كان رمزًا ومقتله أثّر سلبًا على تنظيم القاعدة وفكرة الجهاد الإسلامي بشكل عام.

ورغم أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب شجاعٌ، إلا أن قراره الخاص بالانسحاب من سوريا الذي أتاح للأتراك القيام بحملة عسكرية على الأكراد شمال البلاد، ثم امتناعه عن تنفيذ رد فعل عملي على الاستفزازات الإيرانية وعدوانها على البلاد المجاورة، هو أمر أكثر أهمية من مسألة اغتيال البغدادي، لذا فإن الولايات المتحدة بالفعل ليست شرطي العالم، لا سيما في عهد ترامب، الذي يجب على إسرائيل الاستعداد جيدًا لإمكانية التخلي الأمريكي عنها في أوقات الحرب.    

 انتصار رمزي فقط

وفي السياق، رأى المحلل السياسي “تسفيكا يخازكالي” أن عملية اغتيال زعيم تنظيم داعش هي انتصار رمزي للأمريكيين، لكن الأمر لن يؤثر على التنظيم لأنه سوف يستمر في تنفيذ عملياته بشكل طبيعي، وذلك لأن البغدادي ترك خلفه هيئة كبيرة لإدارة أعمال التنظيم، مضيفًا أنه أيضًا كلما زادت قوة إيران في منطقة الشرق الأوسط، سيدفع ذلك أتباع السُّنة لتأسيس تنظيمات مشابهة لداعش.

وأشار “يخازكالي” إلى أن وجود الإيرانيين أو داعش على حدود إسرائيل هو أمر غير إيجابي؛ غير أنه ألمح بتفضيل وجود داعش عن أتباع طهران. وفي رد على المحاور الذي تحدث عن وحشية تنظيم داعش، أوضح المحلل الإسرائيلي أن سكان دول الشرق الأوسط يعتقدون أن الرئيس السوري بشار الأسد هو أكثر وحشية من البغدادي؛ لأن الأول قتل أكثر من مليون شخص والأخير لم يتعدَ عداد قتلاه مائة ألف.  

القضاء على الإرهاب مازال بعيد المنال

ووصف الكاتب “خاييم إيسروفيتش” العملية الأمريكية بـ”البراقة والناجحة”، غير أنها لا تغير تمامًا قواعد اللعبة ولا تبشّر بالقضاء على الإرهاب في العالم، وذلك على خلفية أن مقتل زعماء سابقين لتنظيمات إرهابية أمر لم يساعد في دحر الإرهاب، مشيرًا إلى أنه ليس هناك شك في أن اغتيال البغدادي – الذي جعل تنظيم الداعش الأخطر والأغنى في العالم – هو إنجاز رائع لقوات أمريكية هبطت ليلًا في مناطق سورية معادية وبجوار طائرات روسية وتركية ونفّذت مهمتها دون أية إصابات.

وأضاف “خاييم” في مقال له بصحيفة “معاريف”، أن العملية سوف تؤثر بالطبع على التنظيم، لكن أي محاولة للتصوير بأن اغتيال البغدادي سوف يهدم التنظيم، هو اعتقاد خاطئ تمامًا، لعدة أسباب مثل وجود هيئة لاتخاذ القرارات مع البغدادي، إضافة إلى وجود فروع كبيرة وكثيرة لتنظيم داعش في مختلف مناطق ودول العالم، مثل سيناء والهند ونيجيريا والفلبين وغيرهم.

زعزعة محدودة

وعلق عضو الاستخبارات السابق والمحلل بمركز أبحاث الأمن القومي “يورام شفايتسر” على الحادث، واتفق مع سابقيه بأن العملية هي إنجاز استخباراتي عملي رائع، لكن نتائجها الفعلية على أرض الواقع أقل تأثيرًا من قيمتها الرمزية، وأن الحديث عن أن مقتل البغدادي سيؤدي إلى دمار داعش، هو اعتقاد ليس صحيحًا بالمرة، موضحًا أن عملية إيجاد خليفة آخر وبديل للبغدادي هو أمر يسير بالنسبة لداعش، مستدلًا على ذلك بخلافة قادة كبار في تنظيمات الجهاد الإسلامي بعد مقتلهم بكل سهولة.

وأضاف شفايتسار أن التحدي الحقيقي الذي يواجهه قادة تنظيم داعش في الوقت الحالي هو قدرتهم على البقاء والاستمرار في ظل الهزائم التي تكبدوها في الشهور الماضية، إضافة إلى مسألة استمرارية دعم ومؤازرة تنظيمات الجهاد الخارجية في دعم تنظيم داعش من عدمه، فهي قد أعلنت “البيعة” لأبو بكر البغدادي نفسه، ورأى الخبير الاستخباراتي أن تداعيات مقتل البغدادي على إسرائيل هامشية للغاية؛ لأن تهديدات داعش على حدودها ضئيلة، بيد أنه دعا لضرورة الاستعداد استخباراتيًّا لإمكانية تنفيذ هجمات إرهابية على أهداف تابعة لإسرائيل أو موالية لها على الأقل.

ما حظوظ مساهمة إسرائيل في عملية اغتيال البغدادي؟

أجرى محرر صحيفة إسرائيل اليوم “آساف جولان” حوارًا مع خبراء إسرائيليين حول إمكانية تدخل إسرائيل في عملية اغتيال قائد تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، فقال آفيف أوريح خبير التنظيمات الإرهابية: “إنه رغم أن لإسرائيل تجارب وخبرات سابقة في هذا الأمر وأنها أبلغت برسالات لأستراليا بإمكانية وقوع حوادث إرهابية، إلا أنه هذه المرة لا أتوقع تدخل إسرائيل؛ لأن الأمريكيين في هذه العملية اعتمدوا على حلفائهم الموجودين في سوريا”، فيما أكدت سيما شاين عضو التحقيقات السابقة بالموساد الأمر ذاته، وأنه رغم اتفاق دول العالم على دحض الإرهاب، إلا أن حظوظ مساهمة إسرائيل في هذه العملية ضئيلة نسبيًّا، وتوقعت أن يكون من قام بالإبلاغ هي عناصر كردية أو سورية.

واتفق معهم اللواء احتياط يوسي كوفرفسر، مبررًا ذلك بأن إسرائيل ليست معنية بهذا الأمر؛ لأن الدولة الإسلامية لم تضع إسرائيل كهدفٍ رئيسٍ لهجماتها، وأن تل أبيب تعاملها بالمثل وتنشغل فقط بإيران والتنظيمات التابعة لها في المنطقة. 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا