كيف يؤثر الإحساس بالوقت على حياة البشر؟

بسام عباس

وجد باحثون أن مرونة الوقت جزء متأصل من الطريقة التي نعالجه بها، ويبدو أن الدماغ البشري مبرمج على إدراك الوقت بطريقة تستجيب للعالم من حولنا.

وترتبط الطريقة التي يعالج الدماغ بها الوقت ارتباطًا وثيقًا بالطريقة التي يعالج بها المشاعر، لأن بعض مناطق الدماغ المشاركة في تنظيم الإثارة العاطفية والفسيولوجية تشارك في معالجة الإحساس بالوقت.

الاستقرار والقدرة على معالجة الوقت

أوضح موقع The Conversation، في تقرير نشره يوم الجمعة 3 نوفمبر 2023، أن أستاذة علم نفس الزمن في جامعة ليفربول، جون موورس البريطانية، روث أوجدن، أجرت العديد من التجارب للإجابة على كل الاستفسارات، وضع الأشخاص في مواقف متطرفة لاستكشاف كيفية تأثر تجربتهم بالوقت.

وأضاف أن بعض المشاركين في تجاربها، المصممة في الواقع الافتراضي، تعرضوا لصدمات كهربائية للحث على الألم، بينما اجتاز آخرون جسورًا متداعية يبلغ ارتفاعها 100 متر، وحتى أن بعضهم قضى 12 شهرًا في عزلة في القارة القطبية الجنوبية.

وأثناء الانفعال الشديد، يحاول التنشيط الذي يحدثه الدماغ الحفاظ على الاستقرار، ما يغير قدرته على معالجة الوقت، ولذلك فعندما نختبر الخوف أو الفرح أو القلق أو الحزن، تتفاعل المعالجة العاطفية ومعالجة الوقت، ما ينتج عنه ذلك الإحساس بمرور الوقت بشكل أسرع أو أبطأ.

Old-style alarm clock hovers over outreached hand, slowly disintegrating

الوقت ليس مرنًا كما تظن، على الأقل ليس بالطريقة التي نختبره بها

استجابات غير محسوبة

قالت أستاذة علم النفس إن التغيرات في التجارب التي أجرتها على الإحساس بالوقت كانت أكثر عمقًا خلال فترات الانفعال الشديد، ففي تجارب الاقتراب من الموت، يتباطأ الوقت إلى حد التوقف، ولا نعرف لماذا تشوه أدمغتنا المعلومات الحسية أثناء الصدمة.

وأضافت أن أحد الاحتمالات، قال إن التشوهات الزمنية هي تدخل تطوري للبقاء، وقد يكون تصورنا للوقت أساسيًّا في استجابتنا للقتال والطيران، ومن غير المرجح، في أوقات الأزمات، أن تكون الاستجابات غير المحسوبة هي الأفضل، ويبدو أن التباطؤ يساعد على النجاح.

زيادة الاهتمام بالوقت

استذكرت أوجدن، أيام الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا، ومدى التقلبات الزمنية التي لوحظت حينها، فلم يعد لدينا خيار حول كيف ومتى نقضي وقتنا. ودُمج وقت المنزل ووقت العمل فجأة في زمن واحد، ما أدى إلى زيادة الاهتمام بالوقت الفعلي.

وأضافت أن الناس، الآن، أقل رغبة في “إضاعة الوقت” في التنقل، ويولون قيمة أكبر للوظائف التي تتسم بالمرونة فيما يتعلق بمكان وزمان العمل، وتساءلت عما إذا كنا قادرين على تسخير قدرة الدماغ على تشويه الوقت وإعادة توظيفه بطريقة أو بأخرى حتى نتمكن من التحكم في كيفية تجربتنا له.

ربما يعجبك أيضا