أدمغة متعددي اللغات تعمل بنحو مختلف عندما يتعلق الأمر باللغة الأم

دراسة أمريكية: إتقان اللغة الأم لا يحتاج إلى بذل جهد كبير لتفسيرها على عكس اللغات الأخرى

بسام عباس
أدمغة متعددي اللغات تعالج اللغة الأم بشكل مختلف

توصلت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إلى أن أدمغة متعددي اللغات لا تبذل جهدًا كبيرًا نسبيًا عند معالجة لغتهم الأم.

ووجدت الدراسة الجديدة أن شبكة اللغة في دماغ متعددي اللغات تستجيب بقوة أكبر للغات التي يكون المتحدث أكثر كفاءة فيها، وأكثر ضعفًا بكثير للغة الأم للمتحدث.

اتقان اللغة الأم

قال المعهد الأمريكي في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، الاثنين 11 مارس 2024، إن أدمغة متعددي اللغات، الذين يتحدثون 5 لغات أو أكثر، تضيء مناطق اللغة نفسها عندما يستمعون إلى أي من اللغات التي يتحدثوها.

وأضاف ان هذه الشبكة تستجيب بقوة أكبر للغات التي يكون المتحدث أكثر كفاءة فيها، مع استثناء واحد ملحوظ في اللغة الأم للمتحدث، فعند الاستماع إلى اللغة الأم، ينخفض ​​نشاط شبكة اللغة بشدة، وكشفت النتائج وجود صفة فريدة في اللغة الأولى التي يكتسبها الشخص، تسمح للدماغ بمعالجتها بأقل جهد.

وقالت خبيرة اللغة الإنجليزية، والأستاذ المشاركة في علم الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤلفة الدراسة، إيفيلينا فيدورينكو، إنه يوجد شيء ما يجعل عملية المعالجة أسهل قليلا، ربما هو أنك أمضيت وقتا أطول في استخدام تلك اللغة، ما يشير إلى أن إتقان اللغة الأم لا يحتاج إلى بذل جهد كبير لتفسيرها.

لغات عديدة.. شبكة واحدة

أوضح تقرير المعهد أن شبكة معالجة اللغة في الدماغ التي تقع بشكل أساسي في النصف الأيسر من الدماغ، تشمل مناطق في الفص الجبهي والفص الصدغي، وفي دراسة أجريت عام 2021، وجد مختبر فيدورينكو أن شبكة اللغة في أدمغة متعددي اللغات كانت أقل نشاطًا عند الاستماع إلى لغتهم الأم.

وأضاف أن الباحثين، في الدراسة الجديدة، أرادوا التوسع في هذه النتيجة واستكشاف ما يحدث في أدمغة متعددي اللغات أثناء استماعهم إلى لغات لديهم مستويات مختلفة من الكفاءة في تحدثها.

ويمكن أن تساعد دراسة اللغات المتعددة الباحثين على معرفة المزيد عن وظائف شبكة اللغة، وكيف يمكن تمثيل اللغات التي يتم تعلمها لاحقا في الحياة بشكل مختلف عن اللغة الأم.

الكفاءة

ذكر الموقع أن الباحثين جندوا 34 شخصًا متعدد اللغات، كل منهم لديه على الأقل درجة معينة من الكفاءة في 5 لغات أو أكثر، ولكنهم لم يكونوا ثنائيي اللغة أو متعددي اللغات منذ الطفولة، وتحدث 16 من المشاركين 10 لغات أو أكثر، من بينهم شخص تحدث 54 لغة مع بعض الكفاءة على الأقل.

وأضاف أن الباحثين فحصوا جميع المشاركين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أثناء استماعهم إلى مقاطع مقروءة بـ 8 لغات مختلفة، شملت لغتهم الأم، واللغة التي كانوا يتقنونها بدرجة عالية، واللغة التي كانوا يتقنونها إلى حد ما، واللغة التي وصفوا أنفسهم بأنهم ذوو كفاءة منخفضة بها.

أكثر تفاعلًا

كشفت فحوصات الدماغ أن شبكة اللغة تنشط أكثر عندما استمع المشاركون إلى اللغات التي كانوا أكثر كفاءة فيها، ولم ينطبق ذلك على اللغات الأصلية للمشاركين، ما أدى إلى تنشيط شبكة اللغات بشكل أقل بكثير من اللغات غير الأصلية التي كان لديهم إتقان مماثل فيها.

ورأى الباحثون ظاهرة مماثلة عندما استمع متعددو اللغات إلى لغات لا يتحدثونها، إذ كانت شبكاتهم اللغوية أكثر تفاعلًا عند الاستماع إلى لغات مرتبطة بلغة يمكنهم فهمها، مقارنة بالاستماع إلى لغات غير مألوفة تماما.

ربما يعجبك أيضا