هل الضوء الأزرق المنبعث من الهاتف يدمر الصحة حقًا؟

دراسة تحذر: التعرض للضوء الأزرق يعطل إيقاع الساعة البيولوجية ويؤدي إلى نتائج صحية ضارة

بسام عباس
تأثير الضوء الأزرق على الدماغ

هل يمكن للضوء الأزرق ذو الطول الموجي القصير (SWL) الصادر من وهج هواتفنا الذكية، خاصة في ساعات المساء، أن يعبث بالإيقاعات الطبيعية لجسمنا بل والإضرار بصحتنا؟

أجابت اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين (ICNIRP) على هذا السؤال في بيان صدر مؤخرًا في مجلة (Health Physics)، موضحةً أن التعرض لـ (SWL) يعطل إيقاعاتنا اليومية وأن هذا الاضطراب قد يؤدي إلى نتائج صحية ضارة.

لماذا يهم الضوء؟

أوضح موقع (Study Finds) أن أجسامنا تعمل في دورة مدتها 24 ساعة تقريبًا تُعرف باسم إيقاع الساعة البيولوجية، وتتحكم هذه الساعة في كل شيء بدءًا من وقت شعورنا بالنعاس وحتى وقت إطلاق الهرمونات، واللاعب الرئيس في هذا النظام هو الميلاتونين، الذي يُطلق عليه غالبًا “هرمون النوم” لأن مستوياته ترتفع في المساء.

وأضاف، في تقرير نشره، أمس الثلاثاء 26 مارس 2024، أن الضوء أحد الإشارات الخارجية الرئيسة التي تساعد في الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية لدينا في الموعد المحدد، وأن الضوء الأزرق، الذي يبلغ ذروة طوله الموجي حوالي 480 نانومتر، مثل التوهج الأزرق لشاشة الهاتف الذكي، يقمع إنتاج الميلاتونين ويغيِّر إيقاع الساعة البيولوجية.

Man looking at smartphone in bed at night

تحذر العديد من الدراسات من أن التعرض للضوء الأزرق في الليل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية كثيرة

دراسات متناقضة

قال الموقع إن خبراء (ICNIRP) وجدوا أن الدراسات التجريبية أظهرت بالفعل أن التعرض للضوء الأزرق (SWL)، في الليل، يمكن أن يثبط الميلاتونين، ويزيد من اليقظة، ويعطل النوم، لافتين إلى أن النتائج ليست متسقة تمامًا، فبعض الدراسات أظهرت تأثيرات كبيرة بينما وجدت دراسات أخرى تأثيرًا ضئيلًا.

ويمكن للعوامل الفردية مثل العمر وتاريخ التعرض للضوء وعلم الوراثة أن تؤثر على حساسية (SWL)، فعلى سبيل المثال، تصبح عدسات أعيننا بشكل طبيعي أكثر اصفرارًا مع تقدم العمر، ما يؤدي إلى تصفية المزيد من الضوء الأزرق، ما يعني أن الأطفال والمراهقين قد يكونون أكثر عرضة لآثار التعرض لـ (SWL) في المساء.

وعندما يتعلق الأمر بالعواقب الصحية طويلة المدى، تصبح الأمور أكثر قتامة، ففي حين ربطت بعض الدراسات اضطراب الساعة البيولوجية وتثبيط الميلاتونين بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، والاضطرابات الأيضية، واضطرابات المزاج، فهناك ندرة في الدراسات الوبائية عالية الجودة التي تقيم أضرار التعرض المزمن لـ (SWL).

فتاة مراهقة في السرير تنظر إلى الهاتف الذكي ليلاً

تجنب استخدام الهاتف الذكي في وقت متأخر من الليل هو الأفضل

حظر التجول الرقمي

ويخلص بيان (ICNIRP) إلى أنه على الرغم من وجود سبب للقلق، إلا أننا لا نملك حتى الآن ما يكفي من الأدلة القوية لنقول بشكل قاطع أن إشعاعات الشمس القوية الناتجة عن أجهزتنا والإضاءة تلحق الضرر بصحتنا، وذلك باستخدام تدابير موحدة للتعرض لـ (SWL) والتحكم في العوامل المربكة.

ويقدم الخبراء بعض النصائح للتقليل من التأثيرات المحتملة لـ SWL، خاصة في الليل، وذلك بتعتيم الأجهزة الالكترونية، باستخدام إعدادات ” الوضع الليلي ” التي تقلل من انبعاثات الضوء الأزرق، وحظر التجول الرقمي قبل ساعتين من النوم، واختيار الإضاءة الخافتة والدافئة في المساء، والتأكد من التعرض للضوء الساطع خلال النهار للحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية بشكل صحيح.

ربما يعجبك أيضا