كيف يؤثر تمرد فاجنر في العلاقات الروسية الصينية؟

محمد النحاس
الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

لدى قيادات الحزب الشيوعي الصيني "قلق مزمن" من عدم الاستقرار.. فكيف يؤثر تمرّد فاجنر في العلاقات بين موسكو وبكين؟


تجمع روسيا وبكين شراكة استراتيجية على المستويات كافة، لكن تمرد مجموعة فاجنر هدد هذه الشراكة، وأثار قلقًا عميقًا في بكين.

وشنّت مجموعة فاجنر، تمردًا عسكريًّا مسلحًا استمر لمدة يوم واحد ضد قيادة الجيش، مع ذلك فقد هدد سلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما قد يقلق حلفاءه المقربين، ويظهر أنه ليس كفؤًا بما فيه الكفاية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة موسكو تايمز.

قلق بكين

يستطلع التقرير المنشور الأحد 25 يونيو 2023 آراء الخبراء والمتخصصين في ما يتعلق بالكيفية التي ستتأثر بها العلاقات الروسية الصينية، بعد الخلاف الذي وقع بين مجموعة فاجنر وبين السلطات الروسية.

وتنقل موسكو تايمز عن أستاذة التاريخ والسياسية الصينية الحديثة، بجامعة أكسفورد، رنا ميتر، قولها “ستنظر بكين بقلق شديد إلى الأحداث الأخيرة في روسيا”، وتتابع بأنه قد يكون لدى السلطات الصينية قلق من الكيفية التي ستسعى بها موسكو لتوحيد القوات، ومدى قدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السيطرة على أركان نظامه.

ضربة خطيرة

من جانبه، يرى الزميل المشارك، في المعهد الملكي لدراسات الأمن والدفاع (RUSI) ساري أرهو هافرين، أن الرئيس الصيني شي جين بينج قد يرى تمرد فاجنر على أنه عدم كفاءة لأداء الرئيس الروسي، متابعًا “من الواضح أن التمرد أضعف مكانة بوتين”،  ويلفت إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يخاف “حتى النخاع” من الفوضى وعدم الاستقرار.

ووفق التقرير فإن ظهور الرئيس الروسي في موضع ضعف أمام بكين يمثل ضربة “خطيرة” لموسكو، ولبوتين شخصيًّا، الذي أمضى سنوات في بناء علاقات روسيا بالصين، كما أنه يعتمد على دعمها السياسي، فضلًا عن روابطهما التجارية الآخذة في النمو يومًا بعد آخر.

شراكة وثيقة

منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 من فبراير 2022 أصبحت الصين أهم شريك دولي لروسيا، ويصف بوتين وشي علاقاتهما بـ”الصداقة الوثيقة”، ويقدمان نفسيهما كمواجهان للهيمنة الأمريكية على الصعيد العالمي، وقبل الحرب بأيام معدودة، أقامت موسكو وبكين اتفاقية “شراكة بلا حدود”.

مع ذلك ومن الناحية العملية، كانت الصين حذرة من تقديم الدعم الذي قد يؤدي لفرض عقوبات غربية، ووفق التقرير أقر الرئيس الروسي علنًا بأن الرئيس الصيني شي جين بينج لديه مخاوف بشأن الحرب في أوكرانيا.

ميل ميزان القوى تجاه الصين

حسب التقرير فإن تمكن مجموعة فاجنر من السيطرة على أحد أهم مراكز القيادة الروسية للحرب والتقدم إلى مسافة قريبة من موسكو، من المرجح أن يزيد ميل ميزان القوى في علاقات روسيا والصين، تجاه الأخيرة. ومن جانبها ترى خبيرة الشأن السياسي، ليفيا باجي، أن ما حدث سيؤدي إلى ترسيخ كون روسيا مجرد “شريك صغير” للصين.

وتضيف: “ما في ذلك شك.. وقد أصبحت روسيا بالفعل تعتمد على الصين، على سبيل المثال في مبيعات النفط والغاز”، زاعمةً أن “الأمر قد يذهب إلى حدٍ أبعد من ذلك”.

 اقرأ أيضًا| اختراق حصن بوتين.. هل انهارت إمبراطورية الرئيس الروسي بعد تمرد فاجنر؟

اقرأ أيضًا| انسحاب فاجنر.. هل يتوقف سعي طباخ بوتين للتغيير العسكري؟

ربما يعجبك أيضا