كيف يتأثر الجمهور البريطانى بالدعاية المتطرفة على الإنترنت؟

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – بسام عباس

تجتذب الدعاية الجهادية على الإنترنت مزيدًا من الزوار في بريطانيا أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، فيما تفشل شركات الإنترنت الكبرى في كبحها، وفقًا لما ذكره مركز بحثي وسط يميني.

وقال محللون في مجال تبادل السياسات: إن تنظيم داعش ما زال ينتج، نحو 100 منتج من المحتوى الجديد أسبوعيًّا، بما في ذلك أشرطة فيديو الإعدامات وتعليمات صنع القنابل، رغم هزائمه العسكرية الكبرى التي مُنِيَ بها في العراق وسوريا.

ويقول تقرير NEW NETWAR: إن جوهر الجهادي على الإنترنت متجذر في تطبيق التليجرام، ولديه مخالب عبر مئات الخوادم المختلفة. فهي مرنة وتصل إلى الجمهور، والذي يزيد عددهم عن عشرات الآلاف على أقل تقدير، بما في ذلك أعداد كبيرة من المستخدمين في المملكة المتحدة.

ونُشِرَ التقرير قبل لقاء جمع بين تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث الإجراءات الجديدة الممكنة لمعالجة التطرف على الإنترنت بما في ذلك فرض غرامات على شركات الإنترنت التي تفشل في التخلص من المحتوى المتطرف.

ويشمل التقرير مقدمة للجنرال ديفيد بترايوس، القائد الأمريكي السابق في العراق ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، الذي يقول: إن محاولة تفجير أنبوب في بارسونز غرين يوم الجمعة الماضي، وذلك باستخدام جهاز يمكن بناؤه وفقًا لتعليمات وجدت على الإنترنت، وأكد مرة أخرى طبيعة التهديد الحالية والمستمرة.

وقال بترايوس: إن "الجهاديين استغلوا المساحات غير المراقبة جيدًا أو تلك التي بدون رقابة على الإطلاق في العالم الإسلامي". مضيفًا أن "هذا التقرير الجديد لتبادل السياسات يبين أنهم يستغلون أيضا المساحات الضخمة غير الخاضعة للرقابة إلى حد كبير في الفضاء السيبراني، مما يدل على زيادة الخبرة التقنية، وتطورها في الإنتاج الإعلامي، والمرونة في مواجهة مختلف جهود التصدي لها".

وقال بترايوس، في مقدمته، "من الواضح أن جهودنا لمحاربة التطرف وغيرها من مبادرات مكافحة التطرف على الإنترنت لم تكن كافية حتى الآن. ولا شك في أن هذه القضية ملحة. كما أن الوضع الراهن غير مقبول بشكل واضح".

ويقول تقرير تبادل السياسات: إن إنتاج داعش على الإنترنت، خلافا للادعاءات السابقة، لا ينخفض،​ ولكنه ظل ثابتا على مدى السنوات الثلاث الماضية. ويعتمد الجهاديون بشكل متزايد على تكنولوجيا "سورام كاست" – وهي شبكة مترابطة تعيد تشكيل نفسها باستمرار وتتمتع بقدرة عالية على المواجهة.

وأضاف التقرير: "سيشهد متوسط الأسبوع ​​أكثر من مائة مادة أساسية جديدة، وأشرطة فيديو وصحف تنتجها داعش، ويتم نشرها عبر نظام إيكولوجي واسع من المنصات، وخدمات تبادل الملفات، والمواقع الإلكترونية، ووسائل الإعلام الاجتماعية".

وحذر المحللون من أن "تنظيم داعش قد تكيف مع التحولات التكنولوجية، والآن يستخدم تليجرام كمنصة اتصال أساسية للتحدث إلى المتعاطفين – مع بقاء منصات مثل تويتر ويوتيوب والفيسبوك حيوية للنشاط الدعوي له".

ويقولون: إن دراستهم المتعمقة كشفت أن بريطانيا احتلت المركز الخامس من حيث الوصول إلى المحتوى بعد تركيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والعراق – وسجلت أكبر عدد من الزيارات في أوروبا.

وكشف أحد الإجراءات أنه بين منتصف فبراير وأوائل مايو 2017، كانت تركيا صاحبة أكثر الزيارات عموما، بنحو 10810 زيارة. تليها الولايات المتحدة بنحو 10388 زيارة، والمملكة العربية السعودية بنحو 10239 زيارة، والعراق بنحو 8138 زيارة، والمملكة المتحدة بنحو 6107 زيارة، ومصر بنحو 5410 زيارة. وكان أكثر من 40٪ من الزيارات حول مادة داعش عبر تويتر.

وتقترح الورقة أن الحكومة البريطانية بحاجة إلى زيادة الضغط على شركات الإنترنت، وينبغي أن تنظر في تمكين لجنة مواجهة التطرف المزمع إنشاؤها للإشراف على إزالة المحتوى المتطرف. كما تؤيد المقترحات المتعلقة بإنشاء هيئة تنظيمية مستقلة تتمتع بسلطة فرض غرامات على شركات الانترنت، وإصدار تشريعات جديدة تجعل من حيازة المواد المتطرفة والترويج لها جريمة.

وقال مارتن فرامبتون، المؤلف الرئيس للتقرير، إن الحكومات وأجهزة الأمن كانت تلعب "لعبة لا جدوى منها" ركزت على إزالة أجزاء معينة من المحتوى.

وأضاف: "تشير الأدلة إلى أننا لا نكسب الحرب ضد التطرف عبر الإنترنت، ولذلك فنحن بحاجة إلى النظر في خيارات التغيير".

وقال: "اذا لم تفعل شركات الانترنت ما يريده زبائنها، وتتحمل مزيدًا من المسئولية لإزالة هذا المحتوى، سيتعين على الحكومة اتخاذ اجراءات من خلال فرض لوائح وتشريعات إضافية".

وفي يونيو، أعلنت فسيبوك ومايكروسوفت وتويتر ويوتيوب إنشاء منتدى إنترنت عالمي للتعامل مع الإرهاب. وقالت إن التعاون سيركز على الحلول التكنولوجية بما في ذلك تقنيات التعلم الآلي والبحوث والشراكات مع الحكومات والجماعات المدنية.

وردًّا على التقرير قال موقع تويتر إن المحتوى الإرهابي ليس له مكان على منصته.

وتظهر الأرقام التي نشرها الموقع أن 636248 حسابا تم تعليقه في الفترة ما بين أغسطس 2015 وديسمبر 2016 بسبب الترويج للإرهاب.
وقالت متحدثة باسم جوجل: "التطرف العنيف مشكلة معقدة ومعالجته يشكل تحديا حاسما بالنسبة لنا جميعا. ونحن ملتزمون بأن نكون جزءًا من الحل، ونحن نفعل المزيد كل يوم لمواجهة هذه القضايا".

وأضافت: "نحن نحقق تقدمًا كبيرًا من خلال تكنولوجيا التعلم الآلي، والشراكات مع الخبراء والتعاون مع الشركات الأخرى من خلال منتدى الإنترنت العالمي – ونعلم أن هناك الكثير يتعين علينا القيام به".

وقالت إيفيت كوبر، رئيس لجنة الشئون الداخلية في مجلس العموم البريطاني، "إن الناس قد سئموا الفعل من مدى سهولة نشر التطرف الخطير والمواد السيئة على الإنترنت. وسواء أكانت دعاية الكراهية على يوتيوب، أو أدلة على صنع القنابل على جوجل، أو تفاصيل عن المظاهرات ضد السامية البيضاء على تويتر أو بث العنف المتطرف على فسيبوك، فمن الواضح أن شركات الإنترنت يجب أن تقوم بالمزيد لاعتراض وإزالة المحتوى المتطرف وغير القانوني. وإذا لم تفعل ذلك، فإن عليها أن تواجه غرامات وعقوبات قوية. لقد كان لدينا سنوات من مؤتمرات القمة الحكومية والصناعية والبيانات الصحفية – لقد حان الوقت لاتخاذ إجراء عملي".

 المصدر – الجارديان

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا