كيف يضر نمو الثروة الحيوانية بطبيعة كوكب الأرض؟

ولاء السيد
الثروة الحيوانية

أشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” إلى التأثير الضار على البيئة الناتج عن ارتفاع استهلاك اللحوم على البيئة.

وقالت المنظمة، في تقرير نشرته الجمعة 8 ديسمبر 2023، إن تربية الثروة الحيوانية مسؤولة عن 12% من انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، وذلك حسب فوربس الشرق الأوسط.

ما هي الغازات الدفيئة؟

الغازات الدفيئة حسب تعريف منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، تعتبر مصدرًا رئيسيًا لتلوث الهواء، وهي تشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان، ويتم إنتاج بعضها من خلال عمليات طبيعية مثل التنفس الحيواني والنباتي.

غير أن أغلب هذه الغازات يأتي من النشاط البشري مثل حرق الوقود الأحفوري وتربية الماشية، وتتميز هذه النوعية بقدرتها على امتصاص الأشعةِ تحتِ الحمراءِ التي تطلقها الأرضُ وتعيد إطلاقها مما يؤدي لرفع درجة حرارة الهواء، وبذلك تقلل من ضياع الحرارةِ من الأرض إلى الفضاء مما يجعلها تساهم في تسخين جوِّ الأرض، وبناءً عليه تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي.

تحسين إنتاجية الثروة الحيوانية

في تقرير لها تناولته فوربس، دعت الفاو التي تتخذ من روما مقرا لها، إلى تحسين إنتاجية الثروة الحيوانية، وتعديل الأعلاف وتحسين صحة الحيوان، من أجل خفض الانبعاثات.

واقترحت بذل جهود للحد من استهلاك اللحوم في الدول الغنية، لكنها أشارت إلى أن آثارها ستكون محدودة من دون تخفيف استهلاك اللحوم في جميع الدول.

وقالت المنظمة إن استهلاك اللحوم يميل إلى الارتفاع مع النمو الاقتصادي والتوسع الحضري، متوقعه أن يؤدي النمو السكاني العالمي إلى زيادة بنسبة 21% في استهلاك البروتين الحيواني بين عامي 2020 و2050.

مسببات أخرى لزيادة الغازات الدفيئة

حسب تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي، يعتبر الوقود الأحفوري المتمثل في الفحم والنفط والغاز، هو أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ونظرًا لتواجدها في الغلاف الجوي للأرض، فإن انبعاثات غازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس، وهذا يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل.

وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد، وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.

الزراعة تستحوذ على 30% من إجمالي الانباعاثات

قالت المنظمة الدولة للطاقة الذرية في تقرير عبر موقعها الرسمي، إن الزراعة تنتج كمية كبيرة من انبعاثات غازات الدفيئة التي تُسهم كثيراً في الاحترار العالمي وتغيُّر المناخ، لافتة إلى أنه يمكن أن تُستخدم النظائر المستقرة والمشعة في تطوير حُزم تكنولوجية تساعد الدول الأعضاء على الحدِّ من هذه الانبعاثات على نحو مستدام، وفي تحسين كفاءة استخدام الموارد وزيادة إنتاجية المحاصيل والإنتاجية الحيوانية.

تُعدُّ الزراعة ضحية لتغيُّر المناخ وعاملاً مساهماً فيه في الوقت نفسه، فمن ناحية، تسهم الأنشطة الزراعية بنحو 30% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة، وهو ما يرجع أساساً إلى استخدام الأسمدة الكيميائية ومبيدات الآفات والنفايات الحيوانية.

ومن المحتَّم أن تشهد هذه النسبة مزيداً من التصاعد نتيجة لزيادة الطلب على الأغذية من جانب عدد متزايد من السكان على الصعيد العالمي، وارتفاع الطلب على منتجات الألبان واللحوم، وتكثيف الممارسات الزراعية.

ربما يعجبك أيضا