كيف يقدّم الحوثيون روايتهم الإعلامية للعالم؟

رغم أن جماعة الحوثي تأسست في التسعينيات، لكن خلال الأشهر الماضية أصبح اسم الحوثيين مألوفًا في الغرب، بل وفي جميع أنحاء العالم.

حدث ذلك جرّاء هجمات الحوثيين على سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر، بذريعة صلتها بإسرائيل، وذلك في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر.

آلة الحوثيين الإعلامية

مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها السادس، تحركت الآلة الإعلامية للحوثيين بسرعة للاستفادة من الشهرة الجديدة للجماعة.

وشرع الحوثيون في تصوير أنفسهم على أنهم في طليعة “القضية الفلسطينية”، كما تعهدوا بمواصلة هجماتهم حتى تنهي إسرائيل الحرب، وفق تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، نشرته في 27 مارس 2024.

وعلى مدار السنوات الماضية، عزز الحوثيون تواجدهم على المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن خطابهم لم يكن له صدى خارج حدود اليمن.

مهاجمة السفن في البحر الأحمر

على شاكلة الخطاب الإيراني، أطلق الحوثيون شعار “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل”، وحسب ما نقلت مجلة “فورين بوليسي”، عن خبراء فإن اليمنيين عند صعود الحوثيين في عام 2014، استهانوا بهذا الشعار ولم يأخذوه على محمل الجد.

إلا أنّ كل ذلك قد تغيّر بحلول الـ19 من نوفمبر 2023، حيث استولى الحوثيون على سفينة جالاكسي ليدر، بذريعة أنها مرتبطة بإسرائيل.

وأعلنوا عن العمليّة من خلال مقطع فيديو عالي الجودة تم نشره على قناة تلفزيونية مملوكة للحوثيين، وأظهر مقاتلين يقومون بهبوط دراماتيكي على سفينة الحاويات من مروحية تحمل علم اليمن وفلسطين، ويأخذون جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 كرهائن.

نشر محتوى باللغة الإنجليزية

بعد البث، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو، وسواء كانت منشورات أو مقاطع فيديو أو رسائل صوتية، فإن رسائل الحوثيين عبر الإنترنت يتم إنتاجها وتنفيذها بجودة عالية جدًا، وفق ما نقلت “فورين بوليسي” عن خبراء.

كما توجه الحوثيون لإنتاج المحتوى موجه للجماهير الغربية، يتعلق بغزة، كما ينشرون البيانات الرسمية باللغة الإنجليزية.

استخدام مؤثري مواقع التواصل

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، سمح الحوثيون للمؤثرين على منصة “يوتيوب” وموقع “تيك توك” بالتجول في سفينة جلاكسي ليدر، بما في ذلك مصطفى المعمري، الذي يتجاوز عدد المشتركين لديه على “يوتيوب” 2.6 مليون شخص.

لكن صانع المحتوى الذي راج محتواه بشكل كبير هو راشد الحداد، وهو مراهق يمني يبلغ من العمر 19 عامًا، وينفي أنه مقاتل حوثي، وقد أحدث ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن نشر مقطع مرئي على “تيك توك” صعد خلاله على متن سفينة يحتجزها الحوثيون.