لائحة الذوق العام في السعودية.. ضوابط اجتماعية وعقوبات رادعة

حسام السبكي

حسام السبكي

على قاعدة “لا ضرر ولا ضرار”، أصدرت وزارة الداخلية السعودية، مجموعة من الضوابط والقواعد الأخلاقية، والمحددات الاجتماعية للسلوك العام، فيما عُرف بـ “لائحة الذوق العام”، بما يتماشى مع طبيعة المجتمع السعودي الإسلامي المحافظ، وبما يواكب تطلعات المملكة نحو احترام وحماية الخصوصية القومية والثقافية للمجتمع، وهو ما يصب في صالح سمعة المملكة إقليميًا ودوليًا، ويخدم أهداف رؤية 2030، والتي بدأت بدعم الخدمات السياحية عبر “التأشيرة المميزة”، التي صدرت مؤخرًا.

لائحة الذوق العام

قبل ساعاتٍ قليلة، أصدر وزير الداخلية السعودي الأمير “عبدالعزيز بن سعود بن نايف”، الضوابط الخاصة بتطبيق لائحة الذوق العام، التي دخلت حيز النفاذ في البلاد بدءا من السبت.

ووفقًا لما أوردته “وسائل الإعلام السعودية”، فإن ‏‎لائحة الذوق العام حددت 19 مخالفة يعاقب مرتكبها بغرامات مالية، أقلها 50 ريال وأعلاها 3 آلاف ريال، وهي على النحو التالي:

1. التصرفات الخادشة للحياء التي تتضمن تصرفًا ذا طبيعة جنسية.

2. رفع صوت الموسيقى داخل الأحياء السكنية إذا اشتكى أحد سكان الحي من ذلك شريطة ألا تكون هناك موافقة مسبقة.

3. تشغيل الموسيقى في أوقات الأذان وإقامة الصلاة.

4. عدم إزالة مخلفات الحيوانات الأليفة من قبل مالكها.

5. البصق وإلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لذلك.

6. إشغال مقاعد ومرافق كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

7. تجاوز الحواجز للدخول إلى الأماكن العامة.

8. ارتداء اللباس غير اللائق في الأماكن العامة بحسب طبيعة كل مكان، على أن تكون قواعد اللباس في الأماكن العامة لزوار المملكة العربية السعودية وفق النموذج المعد لهذا الغرض.

9. ارتداء الملابس الداخلية وثياب النوم.

10. ارتداء ملابس في الأماكن العامة تحمل عبارات أو صورا أو أشكالا تخدش الحياء أو الذوق العام.

11. ارتداء ملابس في الأماكن العامة تحمل عبارات أو صورا أو أشكالا فيها إثارة للعنصرية، أو النعرات، أو الترويج لتعاطي الممنوعات، أو الإباحية.

12. الكتابة أو الرسم، أو ما في حكمهما، على وسائل النقل وعلى جدران الأماكن العامة، أو أي من مكوناته أو موجوداته دون ترخيص.

13. وضع عبارات أو صور على وسائل النقل، فيها إثارة للعنصرية، أو الترويج لتعاطي الممنوعات أو الإباحية.

14. وضع الملصقات وتوزيع المنشورات التجارية في الأماكن العامة دون ترخيص.

15. إشعال النار في الحدائق والأماكن العامة، في غير الأماكن المسموح بها.

16. التلفظ بقول أو الإتيان بفعل، في الأماكن العامة فيه إيذاء أو إخافة لمرتاديها أو تعريضهم للخطر.

17. تخطي طوابير الانتظار بالأماكن العامة، لغير الحالات المستثناة، التي تحددها الجهات المعنية.

18. استخدام الإضاءة المؤذية كالليزر، وما في حكمها في الأماكن العامة، بما يؤذي أو يضر مرتاديها، أو يؤدي إلى إخافتهم أو تعريضهم للخطر.

19. تصوير الأشخاص بشكلٍ مباشر دون استئذانهم، أو تصوير الحوادث الجنائية أو المرورية أو العرضية، دون الحصول على إذن من أطرافها.

أحكام عامة

حددت لائحة الذوق العام السعودية، عددًا من الضوابط الخاصة بتنفيذ بنودها، على النحو التالي:

– المخول بضبط المخالفات وإيقاع الغرامات وفقًا للائحة هم رجال الشرطة.

– لا يجوز إيقاع عقوبة على أي سلوك غير منصوص بجدول المخالفات.

– يجب على كل مخالف تغطية تكاليف الإصلاح، وإزالة الأضرار الناجمة عن أي من المخالفات سالفة الذكر.

– يحق لكل متضرر من المخالفات المطالبة بحقه الخاص.

– في حالة تعدد مرتكبي المخالفة، يتم إيقاع الغرامة المقررة على كل مخالف على حده.

– في حال تعددت المخالفة يعاقب مرتكبها بالغرامة المقررة لكل مخالفة وفقًا للائحة.

– يجوز لمن صدرت بحقه قرار بغرامة مالية، بناءً على تلك اللائحة، التقدم بتظلم أمام دائرة قضايا الذوق العام، في المحاكم الإدارية المختصة (ديوان المظالم).

الأسباب والدوافع

تمثل لائحة الذوق العام مجموعة من القواعد العامة لتنظيم سلوك الأفراد الذين يعيشون في السعودية، ويشملون إلى جانب مواطنيها ملايين الأفراد من عشرات الجنسيات والدول.

واختيار المملكة تقنين ضوابط الذوق العام ينسجم مع توجهاتها الحضارية لترسيخ لغة القانون في وعي الأفراد خلال ممارساتهم لأنشطة في المجال العام، لكنها ليست الدولة الوحيدة في هذا المضمار، فهناك العديد من الدول التي أفردت الذوق العام بمجموعة من القوانين لضبطه وتنظيمه، رغم وجود القوانين التي تتعلق به ضمن المنظومة القانونية للدولة، وتكاد تكون دوافع الدول واحدة في اللجوء إلى هذا التقنين؛ ومنها زيادة معدل خرق قواعد الذوق العام، أو ضعف الوعي بها من قبل مواطنين وأفراد تستضيفهم الدولة.

وإصدار المملكة ضوابط الذوق العام، يتماشى مع توجهاتها الحالية بتوظيف إمكاناتها السياحية بمختلف أنواعها في زيادة موارد الدخل القومي، ومن ذلك: بدء العمل بالتأشيرة السياحية وفتح أبواب المملكة لدخول مواطني 49 دولة بلا تأشيرة مسبقة؛ مما يتطلب معه وجود قوانين تحافظ على قيم المجتمع السعودي وتوعي السياح وغيرهم بها، وتزامن إصدار ضوابط الذوق العام مع تطبيق التأشيرة السياحية نابع من حرص المملكة على عدم التعارض بين خططها التنموية وقيمها الدينية والثقافية.

ورغم أن الهدف من إصدار السعودية ضوابط الذوق العام المحافظة على قيمها، إلا أنها تتسم بطابع حضاري إنساني تتطابق فيه مع ما تطبقه الدول الأخرى، وهي أقرب إلى قاسم حضاري تأخذ به كل المجتمعات، ومما يؤكد ذلك أنها تتوزع في إطارها العملي التطبيقي على مسارين أساسيين: الأول المحافظة على قيم المجتمع وصيانتها من الضرر، والثاني المحافظة على حقوق وحريات الأفراد الذين يعيشون فيه. وكل دول العالم تسنُّ قوانينها في نطاق الحفاظ على المصلحة العامة والحفاظ على حقوق وحريات الأفراد.

ربما يعجبك أيضا