لا كروا: غزة أرض غير صالحة للسكن بسبب الدمار

صحيفة فرنسية: العملية الإسرائيلية الجارية جعلت قطاع غزة غير صالح للسكن

عبدالمقصود علي
قطاع غزة

عانى قطاع غزة من مستوى غير مسبوق من الدمار جعله غير صالح للعيش، بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكتوبر الماضي.

تحت هذه الكلمات كتبت جولي كونان بصحيفة “لاكروا” الفرنسية: على غرار عدد القتلى المدنيين فإن مستوى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في قطاع غزة لم يسبق له مثيل.

مي جولان

أضافت “يشير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إلى أن الكثير من الأضرار التي تسببت بها العمليات العسكرية السابقة لم يتم إصلاحها، ومستوى الدمار الذي خلفته العملية الإسرائيلية الجارية جعل قطاع غزة غير صالح للسكن”.

وأشارت إلى أنه في تصريح مفاجئ قالت وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، مي جولان، في 21 فبراير من على منصة الكنيست: “أنا فخورة برؤية غزة في حالة خراب”.

وتابعت الكاتبة “على غرارها يعبر الجنود الإسرائيليون بانتظام عن شعورهم بالفخر من خلال نشر صور لأنفسهم على الشبكات التواصل الاجتماعية وهم في المباني التي تحولت إلى ركام”

في المقابل، تضيف لاكروا، ينشر النازحون من القطاع صورًا لما تبقى “مفاتيح المنزل المفقود”، في إشارة ما باتوا يملكونه من منازلهم المدمرة، مثل أسلافهم الذين هجروا عام 1948.

كومة من الركام

أصبح قطاع غزة كومة من الركام دُفنت تحتها أرواح وغرف وفصول دراسية وذكريات، يشير أحمد عرابي أحد سكان القطاع، قائلا “لا نعرف ماذا حدث لمنزلنا في جباليا (شمال غزة)، ومن بقي هناك يخبرنا أن معظم المباني دمرت أو تضررت وأن ممتلكاته سُرقت إما على يد الاحتلال أو من قبل الأشخاص الذين لا يستطيعون العثور على الطعام أو الماء”.

ويضيف هذا الأب لستة أطفال، وهو لاجئ حاليا في رفح: “لقد مُحيت كل ذاكرتنا”.

قطاع غزة

قطاع غزة

من جهته يقول رئيس بلدية غزة يحيى السراج، عندما يتجول في المدينة إنه يشعر “بغضب هائل إزاء الدمار الذي لحق بالمباني السكنية والشركات. إنه أسوأ من الزلزال”.

وأضاف للصحيفة عبر تطبيق واتساب: “كما لو أن آلة دمار وموت عظيمة قد عبرت كل شارع، وكل ركن من أركان المدينة”.

“قتل المنازل”

تقول الكاتبة إنه من خلال نظرة سريعة على صور الأقمار الصناعية سنعرف حجم الدمار الذي لحق بالمشهد الحضري وما يسميه الباحثون “قتل المنازل”.

وبحسب الكاتبة في خرائط الأضرار التي وثقتها الصور التي التقطها مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة يظهر الرمز الأحمر على الجزء الشمالي من القطاع بأكمله تقريبًا حيث تركزت أعنف المعارك والقصف الإسرائيلي بحيث دُمرت أكثر من 37% من المباني في محافظة غزة، أما في محافظة رفح حيث يتكدس أكثر من مليون ونصف المليون نازح فقد نعرَض ثلث المباني للتدمير أو الضرر.

قطاع غزة

قطاع غزة

وتقدر الأمم المتحدة أن هناك في القطاع أكثر من 23 مليون طن من الحطام، وهو ما سيستغرق سنوات لإزالته وتطهيره من مخلفات المتفجرات.

أما بالنسبة للأراضي الزراعية فيقول البنك الدولي إن ما بين 80 إلى 96% من البنية التحتية الزراعية تضررت أو دُمرت، وكذلك الأمر لنحو 62% من الطرق وحوالي 84% من المرافق الصحية.

ووفقًا للأمم المتحدة سيتعين على أكثر من 60% من المدارس والجامعات الخضوع لإصلاحات هائلة أو إعادة بنائها بالكامل.

من جانبه أدرج المكتب الحكومي في غزة 3 كنائس و500 مسجد في خانة المرافق المدمرة جزئيًا أو كليًا.

وأضافت الأمم المتحدة ترى أن هناك حاجة إلى خطة مارشال جديدة بحيث قدّرت الأضرار في القطاع منتصف فبراير الماضي بأكثر من عشرين مليار دولار.

ربما يعجبك أيضا