تسعى جهود إقليمية إلى إنهاء حربٍ في اليمن، بدأت عقب سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، وكانت إيران المتهمة فيها بتحريك هذه الجماعة الشيعية لأهدافها في المنطقة.
تنص اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، وهو ما يعني انفتاح الحوار الإيراني على دول أخرى في إقليم الشرق الأوسط، وكذلك دعم جهود إنهاء الأزمة اليمنية، بأن تسهم إيران في إقناع جماعة الحوثي الموالية لها بالجلوس على طاولة المفاوضات.
تثبيت المصالحة الإيرانية-السعودية
استضافت بكين اجتماعًا، الخميس 6 إبريل، بين وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين عبداللهيان، وجاء هذا الاجتماع تنفيذًا لاتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية، الذي توصل له البلدان، برعاية صينية، 10 مارس الماضي، بعد قطيعة دبلوماسية استمرت 7 سنوات.
وعلى الرغم من زيارة فريق فني سعودي طهران، السبت الماضي، لمناقشة آلية إعادة افتتاح السفارة في طهران والقنصلية في مشهد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، لكن تظل المصالحة بين البلدين مرهونة بتحقيق مكاسبها، وأهمها دعم إيران للحل في اليمن، خاصة أن طهران متهمة بدعم جماعة الحوثي، التي أضرت بالأمن القومي السعودي وهددت سلامة الملاحة في منطقة باب المندب وخليج عدن.
خطوات إيجابية
تزامنا مع زيارة الوفد السعودي إلى طهران، وحسب راديو فردا، فقد تم إزالة لافتة تحمل اسم «شارع نمر النمر» عن شارع القنصلية السعودية في مشهد، وكان قد تم تسمية شارعين في طهران ومشهد باسمه، عندما هاجم متظاهرون ايرانيون متشددون السفارة والقنصلية السعوديتين بعد إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر المدان بتهم إرهابية، وبعد هذه الاعتداءات قطعت المملكة علاقتها مع إيران وعدة دول أخرى.
وحسب وكالة فارس، يوم الأحد 9 أبريل 2023، فقد أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي رضا عنايتي، عن إرسال وفد إيراني، إلى السعودية، نهاية الأسبوع الجاري، لبحث الأمور الفنية لإعادة فتح سفارة إيران في العاصمة الرياض وقنصليتها في جدة.
كذلك، وحسب وكالة تسنيم، فقد التقى السفير السعودي في سلطنة عمان، عبدالله بن سعود العنزي مع نظيره الإيراني، علي نجفي، في مقر السفارة الإيرانية في مسقط.
تمهيد الحل في اليمن
تتسارع التحركات الإقليمية نحو حل الأزمة اليمنية التي تمثل الاختبار الكبير بالنسبة لجدية المصالحة الإيرانية-السعودية. فبينما نص بيان اجتماع وزيري خارجية البلدين على إعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية خلال المدة المتفق عليها، وهي الشهران. يجري وفد مشترك سعودي وعُماني محادثات مع الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، منذ أمس السبت، حسب تقرير موقع شفقنا الفارسي.
وحسب تقرير صحيفة العرب اللندنية، 8 إبريل، فإنه من المتوقع أن تسفر هذه الاجتماعات عن إعلان تمديد الهدنة الأممية لمدة عام قبل عطلة عيد الفطر التي تبدأ في 20 إبريل. وأشار التقرير إلى أن اتفاق إنهاء الأزمة اليمنية سيأتي على مرحلتين، الأولى لبناء الثقة، والثانية لبناء مسار سياسي شامل لإنهاء الحرب.
وحسب مصادر الصحيفة، فإنه سيتم في المرحلة الأولى خطوات لخفض مستوى التوتر بين الأطراف المتصارعة في اليمن، مثل تبادل الأسرى وتفعيل قرارات توحيد البنك المركزي اليمني، وتنفيذ المسارات الإنسانية مثل فتح المطارات والموانئ وصرف الرواتب وتصدير النفط. أما في الخطوة الثانية، سيتم إحياء مسار التسوية الشاملة لإنهاء الحرب، والتوافق على فترة انتقالية لتوحيد مؤسسات الدولة.
اليمن مقابل النووي
حسب تقرير الصحيفة اللندنية، فإن من أبرز التحديات التي تواجه الوسطاء الإقليميين (السعودية-إيران-عُمان) والدوليين (الأمم المتحدة-الولايات المتحدة)، مدى التزام الحوثيين بالاتفاق ووقف عمليات تصعيدهم العسكري، خصوصًا في اتجاه محافظة مأرب، إذ يسود تفاؤل حذر في الأوساط اليمنية، بسبب التاريخ الطويل لجماعة الحوثي في الانقلاب على الاتفاقيات وتفريغها من مضامينها الحقيقية.
وحسب تقرير لصحيفة النهار اللبنانية، 3 إبريل، فإن كانت طهران قد منعت جماعة أنصار الله الحوثية من أي هجمات معادية خارج اليمن ضد المصالح السعودية أو الإماراتية، إلا أن هذه الجماعة الموالية لإيران لا تزال مستمرة في تصعيدها الداخلي، ويدل ذلك إلى أن طهران تريد مقايضة الرياض بالملف اليمني في مقابل الحصول على دعمها في المفاوضات النووية، حيث تدرك أن للسعودية القدرة على تعطيلها.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1484245