للتعامل مع تهديدات إيران.. أمريكا تحتاج إلى خطة بديلة

للتعامل مع تهديدات إيران.. أمريكا تحتاج إلى خطة بديلة

آية سيد
للتعامل مع تهديدات إيران.. أمريكا تحتاج إلى خطة بديلة

المرحلة الأولى من هذه الخطة هي إدراك أنه لا توجد إمكانية للتفاعل، أو التعاون، أو تغيير السلوك مع الحكومة الإيرانية.


منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ارتفعت هجمات الجماعات الوكيلة لإيران على الأهداف الأمريكية في سوريا والعراق.

وفي مقال بصحيفة ذا هيل الأمريكية، الخميس 9 نوفمبر 2023، أشارت الخبيرة في الشؤون الإيرانية، سيما ثابت، إلى أن أمريكا لم تستطع حل التحدي الذي تشكله هذه الجماعات حتى الآن بسبب غياب الاستراتيجية الواضحة لاحتواء إيران.

معاداة أمريكا                                     

بدأ التحدي الإيراني للولايات المتحدة منذ 44 عامًا، عندما احتجزت إيران دبلوماسيين أمريكيين رهائن في السفارة الأمريكية بطهران. ولفتت ثابت إلى أن معاداة أمريكا أصبحت السياسة الرسمية والثابتة للنظام الإيراني، الذي يعتبر الولايات المتحدة “عدوًا”، وبنى سياسته الداخلية، والإقليمية والخارجية على هذا المبدأ.

للتعامل مع تهديدات إيران.. أمريكا تحتاج إلى خطة بديلة

الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والرئيس الأمريكي، جو بايدن

وحسب الخبيرة في الشؤون الإيرانية، رعى الحرس الثوري الإيراني، خاصة فيلق القدس، الكثير من الجماعات التي هاجمت مصالح أمريكا وحلفائها في العراق وسوريا، وهكذا فإن الولايات المتحدة تواجه عدوًا ميدانيًا نشطًا يتحدى سياسات واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط.

وأضافت أن الهدف الإيراني يتمثل في انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من المنطقة، ما يُضعف حلفاء أمريكا ويُمكّن إيران من الهيمنة على الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن انتشار الجماعات الوكيلة لإيران في المنطقة، ما وصفته بظاهرة “الأخطبوط”، يحمل خطر أن تتحالف هذه الجبهة مع جبهات أخرى، مثل روسيا أو الصين.

الخطة البديلة

لفتت ثابت إلى أن برنامج إيران النووي، إلى جانب برنامجها الصاروخي ودورها الخبيث في الشرق الأوسط، جعلها بعيدة عن التواصل، وهذا يدفع إلى التساؤل بشأن الخطة الأمريكية البديلة للتعامل مع النظام الإيراني.

وأشارت ثابت إلى أن المرحلة الأولى من هذه الخطة هي إدراك أنه لا توجد إمكانية للتفاعل، أو التعاون، أو تغيير السلوك مع الحكومة الإيرانية. ويُعد التخلي عن هذا الخيال أو التفاؤل في السياسة الخارجية شرطًا أساسيًا لأي انفراجة أو حل بديل.

الحركة الشعبية

في المرحلة الثانية من الخطة، يجب تحديث الفهم الأمريكي للواقع الإيراني. هذا لأن تكتيكات الحكومة الإيرانية ضد أمريكا تطورت على مدار الـ4 عقود الماضية، وديناميكات التغيير داخل المجتمع الإيراني كانت سائلة جدًا.

للتعامل مع تهديدات إيران.. أمريكا تحتاج إلى خطة بديلة

احتجاجات إيران

ونوّهت خبيرة الشؤون الإيرانية إلى أن الحركة الشعبية الإيرانية المطالبة بتغيير الحكومة أصبحت أقوى مما كانت عليه منذ 4 عقود، وأصبحت أكبر تحدي داخلي تتعامل معه حكومة إيران في السنوات الأخيرة.

وعلى عكس الحكومة، فإن الشعب الإيراني علماني إلى حد كبير ويرغب في صداقة الغرب والولايات المتحدة. ولذلك، قالت ثابت إنه ينبغي أن تضع أمريكا استراتيجية شاملة لدعم شعب إيران وخصوم النظام الإيراني.

تشكيل ائتلاف

رأت ثابت أن مواجهة النظام الإيراني ليست مسؤولية الولايات المتحدة وحدها، ولذلك من الضروري وضع آلية إقليمية أو دولية قوية لكبح السلوك الإيراني المدمر. وحذرت أن الخطر الذي تشكله إيران في الشرق الأوسط لا يقل عن تهديد روسيا في منطقة البلطيق، كما أن تحالفهما يصعّد المخاطر على الشرق والغرب.

ويتمثل دور الائتلاف الدولي، الذي اقترحته الخبيرة، في تحديد حجم التهديد ومواجهته. وقد تشمل أجندة الائتلاف أيضًا الإضعاف السياسي والدبلوماسي للنظام الإيراني على المستويين الإقليمي والعالمي، وكذلك أيضًا التعاون مع، والضغط على، الحكومات الإقليمية للتعامل بمزيد من الجدية مع الجماعات الوكيلة لطهران.

وفي الختام، قالت ثابت إن الخطة البديلة تشير إلى تحول في الاستراتيجية، وهي ليست بالضرورة خطة عسكرية، بل تمثل نهاية لإغراء التعامل مع عدو عنيد وبداية لتصور إيران مختلفة.

ربما يعجبك أيضا