لماذا تعارض البرازيل توسع «بريكس»؟

محمد النحاس

على الرغم من دول منظمة بريكس تهدف إلى تأدية دور ريادي في الاقتصاد العالمي، ليس من الواضح ماهية الهدف المشترك بين هذه الدول.

وتناول أستاذ مساعد للتاريخ في كلية هامبدن سيدني بوسط فيرجينيا والزميل غير مقيم في معهد كوينسي، أندريه باجلياريني، في مقال نشرته مجلة ريسبتسبول ستيت كرافت الأمريكية، الاثنين 7 أغسطس 2023، مدى نجاح المنظمة.

موقف البرازيل

في تقرير أعدته الصحفية في وكالة أنباء رويترز، ليساندرا باراجواسو، أشارت إلى أن البرازيل في ظل الإدارة الحالية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تميزت عن أقرانها بأنها أحجمت عن دعم التوسع السريع لمجموعة بريكس، متمثلةً في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

تصف باراجواسو هذا الموقف بالرائع لأكبر دولة في أمريكا اللاتينية، وهو مؤشر على تعقيدات السياسة الخارجية التي غالبًا ما يجري اختزالها، واعتبارها على أنها محض سياسات معادية للولايات المتحدة، في حين أنها ليست هكذا.

تضاؤل نفوذ البرازيل

حسب التحليل، للبرازيل مصلحة قوية في الحفاظ على عدد دول البريكس، كما هي عليه الآن، إذ لدى المجموعة بنك تنمية ضخم، وتعقد قمم سنوية رفيعة المستوى، صغيرة وضيقة نسبيًّا، لكن من المرجح أن يتضاءل نفوذ البرازيل حال زيادة عدد الأعضاء، البالغ عدد أعضائها حاليًّا 5 دول.

اقرأ أيضًا| هل منظمة بريكس كتلة جيوسياسية؟.. جلوبال تايمز تجيب

يتابع أندريه باجلياريني، كاتب المقال: “البلد (البرازيل) الذي يتجاوز تعداد سكانه 200 مليون شخص ولديه ديمقراطية نابضة بالحياة، وقد تعرّض لاختبار مؤخرًا (أحداث اقتحام القصر) يريد في ظل هذه العوامل أن يكون له دور أكبر في الشؤون العالمية”.

بالعودة لتقرير رويترز، فقد قالت: “ستضطر البرازيل في مرحلة ما إلى القبول بتوسع المجموعة، لأننا واقعيون وليس من طبيعتنا الوقوف كحجر عثرة، ومع هذا أقر المسؤول، لكن توسع المجموعة لن يكون في صالحنا”.

معايير محددة

علنًا، قال لولا في وقت سابق من الأسبوع الحالي، إنه يجب السماح بانضمام الدول  الدول التي ترغب في هذا، لكن بشرط أن تفي بمعايير معينة يقرها الأعضاء الرئيسيون خلال القمة المزمع إجرائها هذا الشهر.

وحسب مقال المجلة الأمريكية، يبدو أن لولا يريد عددًا صغيرًا من الدول ذات الوزن الكبير، بدلًا عن نموذج يعطي دولًا صغيرة وزنًا أمام البرزيل، كمنظمة دولية أممية.

حسب المقال، في حين يعزز النموذج الأخير تكافؤ الفرص في مجال الحوكمة العالمية، فالنموذج الأول سوف يمكن البرازيل من الحفاظ على النوع الخاص من العلاقة المتميزة التي تتمتع بها من خلال وجود مجموعة بريكس مع اللاعبين العالميين الرئيسيين.

ماذا عن الموقف روسيا والصين؟

يختلف الموقف الصيني والروسي عن توجه البرازيل، فحسب رويترز، ترحب الصين “بالمزيد من الشركاء من الدول ذات التفكير المماثل للانضمام للمجموعة”. في ما ترغب روسيا من جانبها إضافة المزيد من الأعضاء لتعزيز وتنويع بدائلها أمام العقوبات التي يفرضها الغرب.

وتتخذ المجموعة قرارتها بالإجماع، وبالتالي من الضروري موافقة البرازيل قبل أي توسع للمجموعة، وكانت عدد من الدول في مناطق متفرقة من العالم قد أعربت عن رغبتها في الانضمام لبريكس.

ومن المتوقع أن يجري التباحث بشأن قضية التوسع في قمة البريكس التي ستعقد في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا.

اقرأ أيضًا| دول بريكس تستعد لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| معلومات عن قمة بريكس المقبلة

ربما يعجبك أيضا