لماذا يسعى نتنياهو لتسريع انضمام إسرائيل لبرنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية؟

إسراء عبدالمطلب
الولايات المتحدة - إسرائيل - برنامج الإعفاء من التأشيرة

في حين لا يتطلب من الأمريكيين تأشيرة قبل الوصول إلى إسرائيل، فإن ملايين الإسرائيليين يخضعون لعملية طويلة ومكلفة قبل الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة.


يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لتحقيق إنجاز يُرضي الإسرائيليين، وسط تأجج المعارضة الداخلية والاحتجاجات الحاشدة.

وفي خطوة تقرّب نتنياهو من تحقيق هذا الإنجاز، زار وفد من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية، روبرت باشال، الأسبوع الماضي، إسرائيل، لمناقشة تعزيز دخولها برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكي.

الولايات المتحدة - إسرائيل - برنامج الإعفاء من التأشيرة

الولايات المتحدة – إسرائيل – برنامج الإعفاء من التأشيرة

الإعفاء من التأشيرة الأمريكية

ضم الوفد الأمريكي المحللة السياسية في وزارة الأمن الداخلي، كاثرين أندروز، والقنصل العام في السفارة الأمريكية في القدس، أندرو ميلر، وأجروا محادثات مع نظائرهم الإسرائيليين في القدس، يومي الأربعاء والخميس 1 و2 فبراير 2023. 

وجاءت الزيارة، بعد إعلان وزير الأمن الداخلي الأمريكي، أليخاندرو مايوركاس، في 30 يناير، أن نسبة رفض الطلبات الإسرائيلية كانت أقل من 3%، مثل ما هو مطلوب عام 2022، ولكنه حذر الحكومة الإسرائيلية من أن لديها وقت محدود لتمرير القوانين اللازمة، وضمان مبدأ المعاملة بالمثل للمسافرين العرب.

هدف إسرائيلي مراوغ

يشير موقع مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن برنامج الإعفاء يسمح للمواطنين في الدول المشاركة فيه بزيارة الولايات المتحدة دون الحاجة إلى التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول، وتعد نسبة الرفض المنخفضة، خطوة نحو الهدف الإسرائيلي المراوغ، المتمثل بالسماح لمواطنينها بزيارة الولايات المتحدة دون تأشيرة.  

وحسب ما أورده موقع المونيتور، صرح سياسيون إسرائيليون بأن بلادهم ظلت لسنوات على مقربة من الانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة، لكن ينقصها بضع خطوات أخرى يتعين فعلها، والأمر كله متروك الآن في يد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ويوجد العديد من المتطلبات الأخرى، التي يجب الوفاء بها، في طريقها إلى برنامج الإعفاء.

إعفاء الإسرائيلين من التأشيرات الأمريكية

أشاد السفير الأمريكي في تل أبيب، توم نيديس، في مقطع فيديو بالتقدم الإسرائيلي في دخول البرنامج، وإعلان أن معدل الرفض انخفض قبل ساعات قليلة من وصول وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل.

ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بالبيان الأمريكي، متوقعًا أن الإسرائيليين سيتمكنون هذا العام من زيارة الولايات المتحدة، دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة، وتقدم بالشكر إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على دعمه وقيادته في منح الإعفاءات من التأشيرات للإسرائيليين. 

شروط أمريكية لمنح الإعفاءات

رغم الجهود الإسرائيلية المبذولة، فإن الشروط المتبقية لانضمام إسرائيل إلى البرنامج لن تكون سهلة، خاصة بالنسبة إلى حكومة نتنياهو. وستتطلب الشروط من إسرائيل تقديم معاملة مماثلة لجميع المواطنين الأمريكيين، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الدينية.

وهذا الشرط يعني أن إسرائيل ستكون ملزمة بالسماح لأي أمريكي من أصل عربي أو فلسطيني، بالصعود على متن طائرة إلى مطار بن جوريون، واستخدام جواز سفره الأمريكي لزيارة الأسرة في الضفة الغربية، ما كانت تمنعه إسرائيل، ويوجد شرط آخر وهو التشريع للسماح بمشاركة بعض المعلومات بشأن طالبي التأشيرة مع الولايات المتحدة.

نتنياهو يسعى لتحقيق إنجار

حسب المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية، يجب على الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الإسراع بإقرار 3 قوانين ذات صلة، في موعد أقصاه سبتمبر 2023، وفي حال فشل ذلك، ستضيع الفرصة وتحتاج إلى الانتظار حتى العام المقبل على الأقل، وسبق أن أخرت المعارضة برئاسة نتنياهو، في عهد الحكومة السابقة، هذا التشريع، بدعوى أنه ينتهك الخصوصية الشخصية.

ويبدو أن إعاقة المعارضة للتشريع في عهد حكومة بينيت، كان مجرد مناورة سياسية تهدف إلى منع الحكومة من تحقيق إنجاز شعبي، وجرى طلب نفس التشريع من جميع الدول الـ40، التي حصلت على إعفاءات من التأشيرة. ويبدو الآن، أن نتنياهو سيقود بنفسه العملية التشريعية السريعة، حتى يتمكن من إدراجها ضمن إنجازاته، وهو ما يحتاجه لأسباب عدة.

الولايات المتحدة - إسرائيل - برنامج الإعفاء من التأشيرة

الولايات المتحدة – إسرائيل – برنامج الإعفاء من التأشيرة

نتنياهو في حاجة ماسة إلى هذه الخطوة

في حين أنه لا يتطلب من مواطني الولايات المتحدة طلب تأشيرة قبل الوصول إلى إسرائيل، فإنه يجب أن يخضع ملايين الإسرائيليين لعملية طويلة ومكلفة تستمر عدة أشهر، قبل أن يتمكنوا من الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة، لذلك فإن أي رئيس وزراء إسرائيلي سيكون فخورًا بالحصول على إعفاء من التأشيرة.

وعلى نحو خاص يحتاج نتنياهو إلى إنجاح الانضمام إلى البرنامج الأمريكي، خاصة أنه يواجه حركات احتجاجية حاشدة، وسط اتهامات بأن سياساته تعرّض الديمقراطية الإسرائيلية للخطر.

هجرة الأمريكان إلى إسرائيل

في اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي، الشهر الماضي، جدد نتنياهو التزامه بتحقيق هدف الإعفاء من التأشيرة، حتى إنه قال إن ذلك سيشجع هجرة يهود الولايات المتحدة إلى إسرائيل، ورشح مستشار الأمن القومي، تساحي هنجبي، لقيادة الملف.

وسيتعين على الحكومة الإسرائيلية التحرك سريعًا، لتغيير الإجراءات الأمنية القائمة لسنوات عديدة، وغالبًا ما يجد الفلسطينيون والعرب، الذين يعيشون في الولايات المتحدة ويحملون الجنسية الأمريكية، صعوبة في زيارة أقاربهم في الضفة الغربية.

وفي كثير من الأحيان، يضطرون إلى دخول أراضي الضفة الغربية عبر جسر ألنبي، على الحدود مع الأردن، بدلًا من الوصول إلى مطار بن جوريون، والسفر ببساطة بالسيارة مباشرة إلى الضفة الغربية، واشتكى عرب إسرائيل، ومنهم مواطنون أمريكيون أيضًا، مرارًا وتكرارًا، على مر السنين من الصعوبات، التي يواجهونها في مطار بن جوريون.

الوقت يداهم نتنياهو

حتى إعلان واشنطن، يوم 31 يناير، لم يقف تحالف نتنياهو اليميني المتطرف في طريقه، لتسريع الاستعدادات للبرنامج، ومع ذلك أعرب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، مساء الثلاثاء، عن بعض التحفظات، قائلًا إن الشرطة لا يمكنها منح موافقتها على اللوائح الأمنية الجديدة في المطار، حتى يدرس بنفسه القضية بدقة.

وأوضحت الإدارة الأمريكية أنه يجب على إسرائيل الالتزام بالتشريعات وأنظمة المطارات، بنهاية سبتمبر 2023، أو تأجيل الطلب الإسرائيلي عامًا آخر، ما يعني أنه سيتعين على إسرائيل أن تنجح مرة أخرى في الحفاظ على معدل رفض التأشيرات الخاص بها، لأقل من 3% لعام 2023 أيضًا. ووفقًا لتصريحات نتنياهو وكوهين، ستضاعف إسرائيل جهودها من أجل إنهاء الإجراءات المطلوبة في الوقت المحدد.

ربما يعجبك أيضا