لماذا يغيب تهديد الصين عن مناظرات المرشحين للرئاسة الأمريكية؟

آية سيد
«صواريخ معيوبة».. الاستخبارات الأمريكية تكشف سبب حملة تطهير الجيش الصيني

يُعد الاستخفاف بخطر الصين خطأ استراتيجيًا أمريكيًا قديمًا.


أعلن العديد من أعضاء الحزب الجمهوري، سعيهم لكسب ترشيح الحزب للمنافسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في 24 نوفمبر 2024.

وفي هذا الإطار، لفت المدير التنفيذي لجمعية ألكسندر هاميلتون، جابرييل شينمان، والزميل بمركز الأمن الأمريكي الجديد، ديفيد فيث، إلى أن المرشحين الجمهوريين، والرئيس الديمقراطي الحالي، جو بايدن، يقللون من شأن تهديد الصين في حملاتهم الانتخابية.

صدمة مزدوجة

في مقالهما، الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، قال الكاتبان إن “السباق الرئاسي لعام 2024 هو الأول منذ الصدمة المزدوجة التي وجهتها الصين للولايات المتحدة”.

وتمثلت هذه الصدمة في رفض بكين “للمشاركة” الأمريكية وظهورها خصمًا استراتيجيًّا بارزًا لواشنطن، إضافة إلى الخطر الحقيقي الذي تواجهه الولايات المتحدة بخسارة الحرب أمام الصين على تايوان بحلول 2027، إن لم يكن قبل ذلك.

تجاهل جمهوري

رأى الكاتبان أن الاستجابة لهاتين الصدمتين، هي تحدي الأمن القومي الرئيس الذي يواجه الرئيس الأمريكي القادم.

وعلى الرغم مما سبق، تجاهلت أول مناظرة للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري تهديد الصين. وحسب الكاتبين، طُرح سؤال واحد عن الصين، أجاب عنه حاكم داكوتا الشمالية، دوج بورجوم، ثم تحول النقاش إلى تأمين الحدود الجنوبية، وذُكرت الصين لاحقًا بنحو عابر.

اقرأ أيضًا| محللون يقدمون لـ«رؤية» توقعاتهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024

لكن وفق شينمان وفيث، يستحق الناخبون نقاشًا مباشرًا بشأن التهديد العسكري الصيني.

استخفاف ديمقراطي

استعرض الكاتبان النمط الذي يتعامل به الرئيس جو بايدن مع تهديد الصين، والتزم بايدن تكرارًا بالدفاع عن تايوان عسكريًّا حال العدوان الصيني عليها، ما وصفه الكاتبان بأنه التزام تاريخي.

لكن بايدن سعى أيضًا لتخفيض ميزانية الدفاع، وإرجاء بناء السفن، والتقليل من شأن تهديد الصين.

الرئيس الأمريكي جو بايدن

الرئيس الأمريكي جو بايدن

وفي زيارته لفيتنام الأسبوع الماضي، شدد بايدن على أن مشكلات الصين الاقتصادية تجعل غزوها لتايوان أقل ترجيحًا.

وفي أكثر من مناسبة، ألمح بايدن إلى أن الصين لا تشكل تهديدًا حقيقيًّا على الولايات المتحدة، ولا ينبغي القلق بشأنها.

وبرغم اتخاذه خطوات مهمة للتنافس مع الصين، مثل قيود تصدير أشباه الموصلات، وقانون الرقائق، والترتيبات الأمنية الجديدة مع حلفاء الولايات المتحدة، فتصريحاته تقلل من شأن تهديد الصين ويبدو أنه لا يُقدِّر خطورة تعهداته بشن حرب، إذا تحركت الصين عسكريًّا ضد تايوان.

خطأ استراتيجي

رأى الكاتبان أن الاستخفاف بخطر الصين يُعد خطأ استراتيجيًّا أمريكيًّا قديمًا، وعلى مدار عقود، اعتبر الأمريكيون الصين أضعف، وأقل إنتاجية وابتكارًا، وأقل عداءً مما هي عليه في الحقيقة.

لماذا يغيب تهديد الصين عن مناظرات المرشحين للرئاسة الأمريكية؟

الجيش الصيني

وأشار الكاتبان إلى أن قوة الصين الاقتصادية والتكنولوجية تفوق قوة الاتحاد السوفيتي في خلال الحرب الباردة.

ومنذ 1885، لم تواجه الولايات المتحدة منافسًا، أو مجموعة منافسين، يتجاوز ناتجهم المحلي الإجمالي 40% من الناتج الأمريكي.

ويمثل اقتصاد الصين 75% على الأقل من الاقتصاد الأمريكي، وتمتلك بكين بحرية وقدرة بناء سفن أكبر من الولايات المتحدة.

تساؤلات مهمة

طرح الكاتبان بعض التساؤلات المهمة بشأن الاستعداد لردع الصين أو شن حرب عليها، التي ينبغي أن يجيب عليها المرشحون للانتخابات الرئاسية. ومن هذه التساؤلات “هل ينبغي أن تدافع القوات الأمريكية عن تايوان ضد الصين؟”.

اقرأ أيضًا| هل تستعد الصين للحرب مع الولايات المتحدة؟

ومن ضمن الجمهوريين، رفض الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فكرة الدفاع عن تايوان أثناء رئاسته، وظل غير ملتزم منذ ذلك الحين، والمرشح الجمهوري، رون دي سانتيس، أيضًا، ولم تكن مواقف المرشحين الآخرين واضحة.

ووفق الكاتبين، التخلي عن تايوان سيزيد مخاطر الحرب الأكبر في المستقبل، لأنه سيشجع بكين على مهاجمة جيرانها الآخرين ومضايقة أمريكا “الضعيفة”.

الإنفاق الدفاعي

السؤال الثاني الذي ينبغي الإجابة عنه هو “كم يجب أن تنفق أمريكا على الدفاع؟”.

وأشار الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة أنفقت 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في أثناء الحرب الباردة. والآن، تنفق 3.1% فقط، ورأى الكاتبان أنه يجب مضاعفة النسبة إلى 6%.

أما السؤال الأخير، فيتعلق بوعد رونالد ريجان برفع عدد سفن البحرية الأمريكية إلى 600 سفينة، وقال الكاتبان إن البحرية الأمريكية تمتلك اليوم 299 سفينة فقط، وهي أقل بـ82 سفينة عن متطلباتها.

لماذا يغيب تهديد الصين عن مناظرات المرشحين للرئاسة الأمريكية؟

سفن حربية أمريكية

وحسب دراسة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قد تخسر الولايات المتحدة سفنًا وطائرات مقاتلة في غضون أسابيع أكثر مما خسرته على مدار نصف القرن الأخير، حال الحرب على تايوان، وبخلاف مايك بنس، لم يعد أي مرشح بزيادة في ميزانية وقدرات الجيش الأمريكي.

اقرأ أيضًا| تكلفة الصراع كارثية.. هل اقتربت حرب أمريكا والصين بسبب تايوان؟

ربما يعجبك أيضا