ماذا ستقدم السويد إلى حلف الناتو؟

بعد انضمامها.. هذا ما ستقدمه السويد للناتو

محمد النحاس
علم السويد والناتو

تقدمت السويد لأول مرة بطلب عضوية الناتو في مايو 2022، إلى جانب فنلندا، بعد ثلاثة أشهر فقط من الحرب الروسية الأوكرانية، وبينما انضمت فنلندا إلى الحلف في أقل من عام، كان طريق السويد إلى العضوية طويلاً وواجهت معارضة كبيرة من تركيا والمجر.


باتت السويد عضوًا رسميًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد ما يقرب من عامين من الانتظار.

ولن تأتي الدولة الاوروبية للحلف خالية الوفاض، بل لديها الكثير لتقدمه، وفي مقال لها، الخميس 7 مارس 2024، سلطت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية الضوء على أهمية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي. 

دفعة جيوسياسية

يشكل انضمام السويد دفعة جيوسياسية هائلة لحلف شمال الأطلسي، ويطوق أعضاء الحلف الآن بحر البلطيق (باستثناء المدخل الضيق إلى سانت بطرسبرج على خليج فنلندا وجيب كالينينجراد الروسي)، وفق مقال لمجلة “بوليتكو” الأمريكية. 

 بالإضافة إلى للعراقيل أمام أسطول بحر البلطيق الروسي، فإنه يمنح التحالف أيضًا القدرة على مراقبة خطوط الأنابيب والكابلات البحرية الحيوية.

الاهتمام بالجانب الدفاعي

السويد هي أيضًا جيب عسكري لا يستهان به، فرغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 10 ملايين نسمة، وأنفقت في العام الماضي 1.54% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، إلا أن قرونًا من الحياد التاريخي الذي تتمتع به البلاد أجبرها على تطوير مجمع صناعي عسكري حيوي.

لدى السويد صناعة دفاعية متميزة، حيث تصنع المقاتلة جاس-39 جربين “Saab JAS 39 Gripen”، وبنادق كارل جوستاف، والأسلحة المضادة للدبابات التي تطلق من المحمولة على الكتف والغواصات من فئة جوت لاند.

بالإضافة إلى صواريه آر بي إس 15 المضادة للسفن. كما تتعاون مع منتجين عسكريين آخرين، ومن الأمثلة على ذلك دبابة “ستريدسفان 122″، وهي النسخة السويدية من دبابة “ليوبارد 2” الألمانية.

السويد وحلف الناتو

تقدمت السويد لأول مرة بطلب عضوية الناتو في مايو 2022، إلى جانب فنلندا، بعد 3 أشهر فقط من الحرب الروسية الأوكرانية، وبينما انضمت فنلندا إلى الحلف في أقل من عام، كان طريق السويد إلى العضوية طويلًا وواجهت مُعارضة كبيرة من تركيا والمجر.

وفي أعقاب الزيارة المترددة التي قام بها رئيس الوزراء السويدي أولف كيرسترسون إلى بودابست، والصفقة التي أقرت حصول المجر على 4 طائرات مقاتلة، و10 سنوات أخرى من الدعم والخدمات اللوجستية لأسطولها الحالي، صدق البرلمان المجري على عضوية السويد في الشهر الماضي.

في حديث لشبكة رؤية الإخبارية، قال الباحث المعني بشؤون الأمن الأوروبي، أحمد سمير، إن قرار الحرب الروسية الأوكرانية، دفعت السويد وفنلندا للانضمام إلى الناتو في تحول استراتيجي، غير أنه استدرك موضحاً أن انضمام هذه الدول للحلف مبني على فرضية سعي بوتين للتتمدد، وهو ما ليس صحيحا وقد جاءت حرب أوكرانيا بهدف منع الوجود الغربي في أوكرانيا المتاخمة.

قلب موازين “عدم الانحياز”

حسب نيل ملفين، من المعهد الملكي للخدمات الموحدة في لندن، فإن قرار السويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “يقلب موقف الحياد وعدم الانحياز العسكري الذي يعود إلى الفترة النابليونية”.

ويرى أن عضوية السويد في الحلف إلى جانب فنلندا، والتي نشأت بسبب قرار الحرب الروسية الأوكرانية، هو جزء من تحويل شمال أوروبا إلى معقل لحلف شمال الأطلسي.

ربما يعجبك أيضا