ماذا وراء منع ناشطة أوكرانية من حضور ملتقى «سراويك» الأمريكي للطاقة؟

بسام عباس

رومانكو تدعو إلى الانتقال للطاقة النظيفة، القضية التي تزعم جميع شركات النفط والغاز الكبرى أنها تدعمها في ملتقى سراويك.


جرى منع محامية وناشطة بيئية أوكرانية، ومؤسسة حملة “رازوم وي ستاند” لمكافحة استخدام الوقود الأحفوري، سفيتلانا رومانكو، من المشاركة في قمة الطاقة الأبرز في العالم.

وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن سفيتلانا رومانكو، سافرت من بلدها بغرب أوكرانيا، أواخر فبراير إلى هيوستن بتكساس، لحضور مؤتمر سراويك (CERAWeek)، قمة الطاقة السنوية التي تجذب رؤساء شركات النفط والغاز الكبرى بجانب كبار المسؤولين الحكوميين.

المشاركون في سيراويك

أفادت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 10 مارس 2023، أن المشاركين في الملتقى هذا العام هم من كبار الشخصيات العالمية مثل المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ، جون كيري، والرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، دارين وودز، ورئيس قمة المناخ Cop28، والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية، الدكتور سلطان أحمد الجابر.

ويشارك أيضًا في الملتقى كل من نائب رئيس مؤسسة استاندرد آند بورز جلوبال، دانييل يرجين، ومفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الإفريقي، الدكتورة أماني أبوزيد، وأشارت الصحيفة إلى أن فعاليات أسبوع مؤتمر سراويك العالمي للطاقة يعقد بمدينة هيوستن الأمريكية، خلال الفترة 6 – 10 مارس 2023.

زيادة الضغط

في محادثة هاتفية مع صحيفة الإندبندنت أمس الخميس، قالت رومانكو إنها شعرت بالأسى لكونها بعيدة عن وطنها مع ورود أنباء تفيد أن روسيا شنت هجمات صاروخية جديدة على المدن الأوكرانية، قائلةً إنه لأمر محبط، ولكنه يجعلها أكثر تصميمًا على المضي قدمًا، لزيادة الضغط على صانعي السياسة وأصحاب السلطة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن سفيتلانا رومانكو، الحاصلة على درجة الدكتوراه في قانون البيئة والمناخ، وسياسة المناخ، أطلقت حملة “رازوم وي ستاند”، (قف مع أوكرانيا) لحظر جميع واردات الوقود الأحفوري من روسيا، وإنهاء الحرب، وتسريع انتقال الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم، ويدعم الحملة نحو 900 منظمة من 60 دولة.

إلغاء التسجيل دون أسباب

قالت الناشطة الأوكرانية، إنها تلقت رسالة بريد إلكتروني لتأكيد حضورها أسبوع فعاليات ملتقى سراويك، وعددًا قليلًا من رسائل التذكير بالدعوة إلى الحدث، قبل افتتاحه الاثنين الماضي.

وأضافت: “تلقيت صباح الأحد رسالة ترحيب عبر البريد الإلكتروني، ثم في الساعة 11 صباحًا، تلقيت رسالة بريد إلكتروني من جملتين تفيد أن تسجيلي لم يقبل وأنه جرى إلغاؤه، وكانت الرسالة دون توقيع”.

تساؤل رومانكو

ردت رومانكو عبر البريد الإلكتروني، تتساءل عن سبب إلغاء تسجيلها، ولكنها لم تتلق سوى رد تلقائي أخبرها بالحضور إلى مكتب التسجيل للحصول على تصريح حضور المؤتمر، ويوم الاثنين، عندما وصلت إلى مكتب تسجيل سيرويك، أخبرها رئيس الأمن بأنها رفضت كونها ناشطة وليست مسؤولة حكومية.

وحاولت صحيفة الإندبندنت التواصل مع مؤسسة استاندرد آند بورز جلوبال، التي تنظم الملتقى، للتعليق على إلغاء تسجيل الناشطة الأوكرانية إلا أنها لم تتلق ردًّا، في حين قالت رومانكو إنها تحضر بانتظام الملتقيات رفيعة المستوى لمناقشة الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وهي قضية تزعم جميع شركات النفط والغاز الكبرى أنها تدعمها.

أعمق أزمة طاقة في التاريخ

أوضحت رومانكو أنها شاركت في قمة المناخ Cop27 بمصر، نوفمبر الماضي، وأنها تعمل مع قيادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لتسريع انتقال أوروبا إلى الطاقة المتجددة، كما أشار الناشط المدافع عن المناخ، بيل ماكيبين، هذا الأسبوع.

وأشارت رومانكو إلى أن موضوع ملتقى سراويك 2023، يستكشف كيف يمكن للعالم تخفيض الانبعاثات ويلبي الطلب المتزايد على الطاقة وسط تغير الجغرافيا السياسية وعدم اليقين الاقتصادي واضطراب الحرب، لافتةً إلى أن الجميع يتفق على أن الحرب الروسية الأوكرانية هي السبب وراء أعمق أزمة طاقة في التاريخ.

لوبي النفط يمنع حضورها

رغم عدم إخبارها عن سبب منعها، فإن رومانكو تعتقد أن شركات الوقود الأحفوري الكبرى لديها مخاوف من حضور شخص من أوكرانيا، مشيرة إلى أن حملتها لم تكن تدعو فقط إلى إنهاء “إدمان الوقود الأحفوري العالمي الذي يغذي آلة حرب بوتين” ولكن تدعو أيضًا إلى التخلص التدريجي في استخدام الفحم والنفط والغاز.

وأضافت الناشطة الأوكرانية أن هذه هي اللحظة الفارقة لتغيير الطاقة التحويلية، والفكرة التي تدفعنا هي أن أوكرانيا يمكن أن تصبح نموذجًا عالميًّا ساطعًا للطاقة النظيفة، ونظام طاقة حقيقي خالٍ من الصفر، مشددة على أن لوبي النفط والغاز يقف لهم بالمرصاد ويريد إسكاتهم، إلا أن كشف الحقيقة سيحقق التغيير.

وأفادت أن الدفع نحو توسيع البنية التحتية للوقود الأحفوري ينعكس بالسلب على أمن الطاقة، وأن العالم سيكون آمنًا عندما تنسحب الأموال العامة والإعانات الحكومية بالكامل من صناعة النفط والغاز، وتنفق على مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

ربما يعجبك أيضا