ما أهداف الرئيس الأمريكي في قمة الآسيان بكمبوديا؟

بسام عباس

يأمل الرئيس الأمريكي في أن يساعد ظهوره الشخصي في كمبوديا على تعزيز جهوده لمواجهة صعود الصين وتعزيز حقوق الإنسان.


شدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على عمق الشراكة الأمريكية مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يوم السبت بعَدِّها “قلب الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الهندوباسيفيك”.

وذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية، السبت 12 نوفمبر 2022، أن بايدن أعلن “خطوة حاسمة أخرى” نحو البناء على تقدم الرابطة، شارحًا بالتفصيل إطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الولايات المتحدة والآسيان، والتي ستعالج أكبر قضايا العصر.

التزام أمريكي مع الآسيان

وفق ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، فإن الرئيس الأمريكي أعلن لأعضاء الآسيان أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعميق “السلام والازدهار في جميع أنحاء المنطقة”، من خلال مواجهة التهديدات، مثل تغير المناخ والتداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس أشاد بالالتزامات المالية الأمريكية الحالية لرابطة الآسيان، وقد أشار إلى طلب ميزانية بمبلغ 850 مليون دولار كمساعدات للمنطقة، لافتةً إلى أن بايدن راهن على أن ظهوره الشخصي سيساعد في تعزيز جهود إدارته لتعزيز حقوق الإنسان في المنطقة.

مبادرات جديدة

أعلن بايدن في خطابه الموجز سلسلة من المبادرات الجديدة بين الولايات المتحدة ودول الآسيان، وتشمل المبادرات جهودًا لتعزيز استخدام السيارات الكهربائية في المنطقة، وتحسين الوصول إلى المياه النظيفة وتقديم قروض لدعم رائدات الأعمال، وفق الصحيفة الأمريكية.

وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن ركزت في سياستها الخارجية على الحرب في أوكرانيا ومحاولة مواجهة نفوذ الصين وعدوانها العسكري، لكن استراتيجية الرئيس الخاصة تركزت على مزيد من الاجتماعات الشخصية مع قادة العالم، فقد زار في مايو الماضي كوريا الجنوبية واليابان، واستضاف زعماء دول جنوب شرق آسيا في البيت الأبيض.

رسائل مهمة

أوضحت نيويورك تايمز أن وجود بايدن أرسل رسالة مهمة لقادة جنوب شرق آسيا الحاضرين حول أولويات إدارته، لافتة إلى أن دول الآسيان رفعت، قبل القمة، علاقتها مع الولايات المتحدة إلى ما يسمى بالشراكة الاستراتيجية الشاملة، ما يضعها على قدم المساواة مع أستراليا والصين.

ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج جنوب شرق آسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جريجوري بولينج، قوله إن هذه هي طريقة إدارة بايدن لإظهار التزامها بالعودة إلى الدبلوماسية العادية، مضيفًا أن الحضور الأمريكي مهم في آسيا على وجه الخصوص.

لقاءات مع الحلفاء

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جايك سوليفان، إن بايدن سيجتمع مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية يوم الأحد بعد تجارب أسلحة متعددة أجرتها كوريا الشمالية، ويحاول بايدن تعزيز العلاقة بين الحليفين المخلصين للولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته سي إن إن.

وأضاف سوليفان أن الاجتماع الثلاثي سيناقش تعزيز التعاون الأمني لمواجهة مجموعة من التهديدات، وعلى وجه التحديد تلك التي تشكلها برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية.

لقاء بايدن وشي

قالت “سي إن إن” إن لقاء الرئيس الأمريكي، يوم الاثنين المقبل 14 نوفمبر 2022، مع الرئيس الصيني، شي جين بينج، في بالي بإندونيسيا، سيكون مُعلقًا على قمة الآسيان في كمبوديا، وسيكون جزءًا من المحادثات الثلاثية مع اليابان وكوريا الجنوبية، في حين رفض المسؤولون الأمريكيون التكهن بكيفية تأثير الأوضاع السياسية للزعيمين على ديناميكية اجتماعهما.

وأوضح سوليفان أن بايدن سيناقش مع قادة كوريا الجنوبية واليابان ما ينوي فعله في اللقاء المرتقب مع شي، مضيفًا أن اجتماع بايدن وشي سيركز على “شحذ” فهم كل زعيم لأولويات الآخر، بما في ذلك قضية تايوان التي تطالب بها بكين وتعد الأكثر إثارة للجدل بينهما.

دور الصين في أزمة كوريا الشمالية

قال سوليفان إن بايدن سيثير أيضًا قضية كوريا الشمالية، مع التركيز على الدور الحاسم الذي يمكن أن تؤديه الصين في إدارة ما يمثل تهديدًا خطيرًا للمنطقة، وشدد سوليفان على وجهة نظر الولايات المتحدة بأن الصين يجب أن تنظر إلى القضية في إطار مصلحتها الذاتية، بحسب سي إن إن.

وأضاف سوليفان أن بايدن سيوضح أن كوريا الشمالية لا تمثل تهديدًا للولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية واليابان فقط، بل تمثل تهديدًا للسلام والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، لافتًا إلى أنه مع تعنتها سيزداد الوجود العسكري ​​الأمريكي في المنطقة، لذلك فمن مصلحة الصين كبح جماح كوريا الشمالية.

الآسيان محايدة

نوه قادة الآسيان في القمة بعلاقاتهم القوية مع بكين، في حين يبذلون قصارى جهدهم لإرضاء بايدن، ففي بيان مشترك يوم السبت مع الصين، كررت كمبوديا دعمها لـ”سياسة الصين الواحدة” لبكين، بما في ذلك معارضة استقلال تايوان، وفق نيويورك تايمز.

وفي تصريحات لشبكة “سي إن بي سي“، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الكمبودي، كونج فواك، إن العلاقات الأمريكية الصينية كانت حاسمة للتنمية الإقليمية في المنطقة، وإن دول الآسيان كانت بعيدة عن المنافسة الاقتصادية بين واشنطن وبكين، مؤكدًا أن الآسيان ستظل محايدة في هذه المنافسة، وأن تعمل بموثوقية مع البلدين.

ربما يعجبك أيضا