ما الدول التي ستشهد أكثر وفيات بسبب تغير المناخ بالمنطقة؟

محمد النحاس

كيف يؤثر التغير المناخي في الشرق الأوسط؟


الشرق الأوسط أحد أكثر المناطق العالمية، تأثرًا بتبعات الاحتباس الحراري، ما قد يجعل أجزاءً من المنطقة غير صالحة للعيش مستقبلًا. 

وكشفت دراسة حديثة، نشرتها مجلة “لانسينت بالينتري هيلث”، عن أن 80% من الوفيات المرتبطة بالحرارة المتوقعة في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، نهاية هذا القرن، يمكن إنقاذها إذا بقي معدل الاحتباس الحراري العالمي عند درجتين مئويتين.  

ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه

تعاني بالفعل منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا نقصًا حادًّا في المياه، ودرجات الحرارة المرتفعة، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 45 درجة مئوية، خلال أشهر الصيف، وهي معرضة بنحو خاص لتأثيرات تغير المناخ، وتداعياته السلبية، بحسب ما ذكر تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية. 

 وبحسب التقرير، الذي نشر أول من أمس أمس الثلاثاء 4 إبريل 2023، ترتفع درجة الحرارة في الشرق الأوسط بمعدل ضعف السرعة مقارنةً بالمتوسط ​​العالمي.

ويعني هذا المعد في الارتفاع الحراري أنه من المتوقع حاليًّا أن ترتفع درجات الحرارة القصوى إلى ما يقرب من 50 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ما قد يجعل بعض المناطق في الشرق الأوسط غير صالحة للعيش بالكلية حال استمرار هذه المعدلات القياسية. 

معدلات وفيات قاسية إثر الحرارة

بحلول عام  2100، من المتوقع أن يتوفى من كل 100.000 شخص، 123 شخصًا لأسباب تتعلق بارتفاع درجة الحرارة، سنويًّا، في ظل سيناريوهات تواصل معدلات زيادة الانبعاثات العالية عامة في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا.

وبحسب تقرير وكالة بلومبرج الأمريكية، فإن هذا أكبر بنحو 60 مرة من الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة هذه الأيام، وأعلى بكثير من باقي معدلات الوفاة المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في باقي مناطق العالم. 

ويأتي ذلك مع اقتراب مؤتمر المناخ كوب 28 الذي سيعقد في الإمارات، ومن المتوقع أن يسلط قادة العالم، الضوء على الآثار المناخية المستقبلية للاحتباس الحراري في المنطقة، وانعقد مؤتمر المناخ العام الماضي cop27 في مصر، وركز كذلك على ذات القضية. 

اقرأ أيضًا: جدول فعاليات مؤتمر قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ «كوب 27»

اقرأ أيضًا: «آيرينا»: «كوب 28» الحدث المناخي الأهم منذ اتفاقية باريس

تداعيات سلبية على الشرق الأوسط

في دراسة جديدة، أجراها فريق دولي من الباحثين، تحت إشراف كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وضع الباحثون نموذجًا للاتجاهات الحالية، والمستقبلية للوفيات المرتبطة بالحرارة في 19 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحللوا البيانات الحالية، لخلق نموذج تنبؤ مستقبلي.

وفي ظل سيناريوهات الانبعاثات المرتفعة، ستشهد معظم أنحاء منطقة الشرق الأوسط، مستويات عالية من الاحتباس الحراري، وبحلول ستينات القرن الـ21 سيؤدي إلى زيادة الوفيات المرتبطة بها من نحو اثنين لكل 100.000 اليوم، إلى نحو 123 لكل 100.000 في الفترة بين 2081 و2100، وفقًا للدراسة.

تفاصيل الدراسة والدول الأكثر تضررًا

من المتوقع أن تسجل إيران أعلى معدل وفيات سنوي في المنطقة 423 لكل 100.000، كما ستتأثر الأراضي الفلسطينية، والعراق، وإسرائيل بشدة بمعدلات 186 و169 و163 حالة وفاة لكل 100.000 وفاة على الترتيب. 

وستشهد دول الخليج نسب وفيات عالية مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، وفقًا للدراسة التي جرت تحت إشراف كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وذلك إذا ما استمرت المستويات الآنية لارتفاع درجات الحرارة، والاحتباس الحراري. 

هل يمكن تجنب هذه الآثار؟ 

رغم ما سلف فإنه ليس كل المؤشرات سلبية تمامًا، فإذا ما اقتصر ارتفاع درجات الحرارة على درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعة، وجد الباحثون المشاركون في الدراسة الدولية، أنه من الممكن تجنب أكثر من 80% من تلك الوفيات، وفقًا لما نقل تقرير وكالة بلومبرج.

وبحسب المؤلف الرئيس للدراسة، وأستاذ الصحة البيئية العالمية، شكور حاجات: “يجب أن يقتصر ارتفاع درجات الحرارة العالمي على درجتين مئويتين لتجنب الآثار الصحية الكارثية المقدرة في دراستنا”.

وأضاف: “حتى مع اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا، تحتاج دول المنطقة إلى تطوير طرق أخرى غير تكييف الهواء لحماية مواطنيها من مخاطر وتبعات مستويات الحرارة المرتفعة”.

 اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: تغير المناخ أسهم في انتشار الملاريا بإفريقيا

اقرأ أيضًا: مركز «فاروس» يناقش ملامح أزمة المناخ في إفريقيا ومحددات التغيير

ربما يعجبك أيضا