متجاهلا “كورونا”.. كيم يواصل استعراض القوى ويغضب دول الجوار

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في الوقت الذي يكافح فيه العالم ضد تفشي فيروس كورونا التاجي “كوفيد – 19″، كشفت كوريا الشمالية عن تفاصيل التجربة الصاروخية التي أجرتها، مؤكدة أن التجربة كانت ناجحة.

واختبرت كوريا الشمالية، قاذفات صواريخ متعددة فائقة الضخامة، وقالت إن الاختبار يهدف للتحقق مرة أخرى من السمات التكتيكية والتكنولوجية لنظام الإطلاق الذي سيتم تسليمه إلى الجيش الشعبي الكوري، مشيرة إلى أن الاختبار تم “بنجاح”.

وتعتبر تجربة “بيونج يانج” هي الأحدث في سلسلة غير مسبوقة من عمليات الإطلاق، ونددت بها كوريا الجنوبية بوصفها “غير لائقة” في الوقت الذي يحارب فيه العالم ضد جائحة الفيروس التاجي.

وأكد ري بيونج تشول، نائب رئيس حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، الذي قاد اختبار الإطلاق، أن عملية نشر النظام تعد “عملًا حازمًا وله أهمية كبيرة”، وحدد المهام المتعلقة بتسليم النظام.

ووصف الجيش الكوري الجنوبي قرار بيونج يانج بإطلاق صاروخين باليستيين، بأنه “غير ملائم”، وقالت كوريا الجنوبية واليابان: إن كوريا الشمالية أطلقت المقذوفات من مدينة ونسان شرقي البلاد.

وحث الجيش الكوري الجنوبي جارته الشمالية على الامتناع عن مثل هذا العمل العسكري، وأشار إلى أن الصواريخ حلقت على مسافة 230 كيلومترًا (143 ميلًا)، وسقطت في المياه بين شبه الجزيرة الكورية واليابان.

وعقد مستشار الأمن الوطني لكوريا الجنوبية وكبار مسؤولي الأمن الآخرين مؤتمرًا طارئًا عبر الفيديو لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية صاروخيها، فيما أعلن المكتب الرئاسي للبيت الأزرق أنه يراقب الوضع عن كثب.

وقالت وزارة الدفاع اليابانية في بيان إنه يعتقد أن الصواريخ المفترضة دخلت البحر خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

وفي إشارة إلى هذه المقذوفات وغيرها من الصواريخ قصيرة المدى التي أطلقتها بيونج يانج في الأسابيع القليلة الماضية، أضاف البيان: “إن إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية المتكررة يمثل مشكلة خطيرة للمجتمع الدولي بأسره بما في ذلك اليابان”.

يعتقد الخبراء أن عمليات الإطلاق هذه هي محاولة لإظهار سيطرة الزعيم الشمالي كيم جونج أون، في مواجهة العقوبات الأمريكية ووباء “كوفيد – 19”.

وقال كيم دونج يوب -المحلل في معهد سيول لدراسات الشرق الأقصى- إن الزعيم الكوري الشمالي “يريد أن يظهر أنه يحكم بطريقة طبيعية وسط فيروس كورونا، وأحدث اختبارات الأسلحة التي أجراها تهدف إلى حشد الوحدة داخليًّا، وليس تهديدًا خارجيًّا”.

ونفت بيونج يانج حتى الآن أن البلاد لديها أي حالات إصابة بفيروسات كورونا ولكنها اعترفت بأن الفيروس مسألة “وجود وطني”.

وتقول صحيفة “الإندبندنت”: إن نقص الإمدادات الطبية في كوريا الشمالية وضعف البنية التحتية للرعاية الصحية يجعلها عرضة بشكل خاص للوباء.

في الأسبوع الماضي، أرسل الرئيس دونالد ترامب رسالة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، يعرض فيها التعاون في مكافحة الفيروس.

ومنذ نوفمبر الماضي، تضاعف كوريا الشمالية تجارب الأسلحة بغياب تقدم في المفاوضات، التي تأمل الولايات المتحدة التوصل من خلالها إلى إقناع بيونج يانج بالتخلي عن برنامجها النووي.

وتراوح هذه المفاوضات مكانها منذ فشل القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في فبراير 2019 في هانوي، وعلى رغم حصول لقاء رمزي جدًّا بين الرجلين في يونيو الماضي بالمنطقة المنزوعة السلاح بين شطري شبه الجزيرة الكورية.

ويرى محللون أن بيونج يانج تحسن قدراتها العسكرية تدريجيا على رغم العقوبات والإدانات.

وحسب وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية، فإن بيونج يانج ترى أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن سياستها العدائية رغم أن زعيمي البلدين تربطهما علاقة جيدة.

وقال مسؤول كوري شمالي: إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يقوض رغبة كوريا الشمالية في العودة إلى الحوار، منتقدًا ملاحظة بومبيو الأخيرة بشأن العقوبات على كوريا الشمالية، وفقا لوكالة رويترز.

وقال ريو سيونج -يوب -الباحث بمعهد القرن الـ21 العسكري- “يبدو أن بيونج يانج اختبرت إطلاق القاذفة على ارتفاع منخفض، وإنه مع إطلاق القاذفة على مختلف الارتفاعات يصعب إصابة المقذوفات، ومن المقدر أنها اختبرت إطلاق القاذفة على ارتفاع منخفض مع مراجعة المسائل التقنية”.

كما يرى الخبراء أن إطلاق اليوم يعبر عن عدم ارتياح كوريا الشمالية تجاه تصريحات الرئيس الكوري الجنوبي، التي أدلى بها يوم الجمعة الماضي في فعاليات الذكرى السنوية للمناوشات البحرية، حيث عبر عن عدم تغيير موقف حكومته من أن حادثة إغراق غواصة تشونان البحرية ناجم عن هجوم بطوربيد كوري شمالي قبل 10 سنوات، وذلك لأول مرة منذ توليه منصبه.

يقول الباحث في قسم دراسة كوريا الشمالية بجامعة دونجكوك في سول كيم يونج-هيون: أستبعد وجود علاقة مباشرة بين اختبار القاذفات اليوم، وتصريحات الرئيس الكوري الجنوبي مون، حيث ظلت كوريا الشمالية تختبر قاذفاتها منذ مطلع الشهر الجاري، فيمكن القول: إن عملية إطلاق اليوم ناجمة عن الرغبة في تعزيز حالة التأهب الداخلي جراء تفشي فيروس كورونا المستجد”.

ربما يعجبك أيضا