مجلة أمريكية: تسوية الحرب الروسية الأوكرانية كارثة والحسم العسكري حتمي

أدت الزيادة الهائلة في تكاليف الوقود والغذاء في الجنوب العالمي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية إلى إطلاق محاولات للوساطة من أطراف مختلفة.

وتحدثت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، يوم أمس الخميس 3 أغسطس 2023، عن سيناريوهات المبادرات الحالية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، في مقال رأي للكاتبين بن ليفكوفيتز، وكوري شاك.

خطأ الولايات المتحدة في أفغانستان

قالت المجلة إن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، رحب في وقت سابق بهذه المبادرات، التي ترعاها أطراف تتلخص في الصين ودول إفريقية وأيضًا السعودية، لكن البيت الأبيض يواصل القول إن الولايات المتحدة لن تتفاوض بشأن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي.

ورأى الكاتبان أن تأييد واشنطن للوساطة هو تكرار لخطأ سياسة الرئيسين، السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن، في أفغانستان، التي تمثلت في نزع الشرعية عن حكومة مدعومة من واشنطن، موضحة أن تخلي الولايات المتحدة عن أفغانستان أدى إلى وصول حركة طالبان إلى السلطة، بعد أن قضت 20 عامًا وصرفت تريليوني دولار لمنعها من الحكم.

اقرأ أيضًا: فوربس: رغم الحرب الأوكرانية ثروات المليارديرات الروس تتضخم

الوساطة لوقف الحرب الأوكرانية .. ما بين النتائج الكارثية وتكرار تجربة أفغانستان

خوف مبرر

أشار المقال إلى أن إدارة ترامب تفاوضت مباشرة مع طالبان، وهذا لرغبتها في إنهاء التدخل الأمريكي، واتفقت على انسحاب القوات الأمريكية في غضون 14 شهرًا، مقابل وقف طالبان أنشطتها الإرهابية وعدم مهاجمة القوات الأمريكية. وواصلت إدارتي ترامب وبايدن التخلي عن أفغانستان، على الرغم من عدم احترام طالبان لشروط الاتفاق.

وأضاف أنه يوجد خوف مبرر لدى الأوكرانيين وحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، من تكلفة دعم كييف، والجهود السياسية المطلوبة للحفاظ على دعم الكونجرس والشعب الأمريكي، وخطر التصعيد مع روسيا، الذي قد يؤدي إلى تخلي واشنطن عن أوروبا.

اقرأ أيضًا: إيران: لم ولن نتدخل في الحرب الأوكرانية بأي صورة

الوساطة الصينية

تحدثت المجلة الأمريكية عن الوساطة الصينية، ففي مارس الماضي، سافر الرئيس شي جين بينج، إلى موسكو لإعادة تأكيد الشراكة بين البلدين، ووفقًا للمخابرات الروسية، وافقت بكين على إرسال شحنات سرية من المساعدات الضخمة إلى موسكو، في حين تعد الأولى الآن أكبر مشترٍ للنفط الروسي بالعالم.

الوساطة لوقف الحرب الأوكرانية .. ما بين النتائج الكارثية وتكرار تجربة أفغانستان

وبينت فورين بوليسي أنه حين زار المبعوث الصيني الخاص، لي هوى، كييف، في مايو الماضي، لتعزيز الوساطة، شنت روسيا سلسلة هجمات صاروخية ضد العاصمة الأوكرانية، موضحة أنها ربما كانت محاولة لدفع أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات بوساطة صينية، لكنها سلطت الضوء على إسقاط القوات الأوكرانية كل صاروخ روسي يقترب من كييف.

الحرب الروسية الأوكرانية

الوساطة الإفريقية

أشار المقال إلى أن المبادرات التي قدمها الجانب الصيني تخدم روسيا، وتفرض شروطًا قاسية على كييف. وفي حين تريد بكين أن تلعب دورًا في إعادة الإعمار بأوكرانيا ما بعد الحرب، حذرت المجلة من أنه بالنظر إلى سجل مشاريع الحزام والطريق الصينية، فإن هذه المشاركة قد تكون كارثية.

وقال الكاتبان إن الوساطة الإفريقية معرضة للخطر بسبب دعم جنوب إفريقيا روسيا، الذي تضمن عقد مناورات بحرية مع موسكو وبكين، ورفض احترام مذكرة المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الرئيس الروسي، وأضافا أن بريتوريا ترى في الحرب فرصة مواتية لزحزحة الولايات المتحدة من مكانتها كضامن للاستقرار العالمي، والترويج للاتحاد الإفريقي، والبريكس كبدائل مناسبة.

الحرب الروسية الأوكرانية

رأي الشعب الأوكراني

أوضح الكاتبان أن الشعب الأوكراني لا يريد أن تنتهي هذه الحرب بتسوية تفاوضية، لافتين إلى استطلاع ظهرت نتائجه في أوائل فبراير الماضي، ووجد أن 97% من الأوكرانيين يعتقدون أنهم سيهزمون روسيا. في حين  شدد الرئيس زيلينسكي على أن أي تسوية يجب أن تشمل انسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية كاملة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

وأضاف الكاتبان، في مفالهما، إن الأوكرانيين يفهمون أن وحدة أراضيهم هي أساس سيادة الدولة، وسيكون التضحية بأي أرض أوكرانية في التسوية انتصارًا روسيًّا مدويًا، ومع ذلك، ضغط المسؤولون الأمريكيون على زيلينسكي للتفاوض وإنهاء الحرب.

ونقل المقال عن عالم السياسة، روي ليكليدر، أن 85% من الحروب الأهلية تنتهي بانتصار عسكري، وليس بتسوية سياسية تفاوضية، في حين قال المؤرخ، جيفري بلايني، إن أي تسويات تفاوضية لإنهاء الحروب، تزيد من احتمالية نشوب حروب في المستقبل.