3 أسباب وراء إنفاق روسيا الضئيل على الحرب الأوكرانية

شروق صبري
الجيش الروسي

حققت روسيا انتصارات كبيرة خلال حربها على أوكرانيا، ومع ذلك لا تزال تحتفظ بجيش قوي واقتصاد صامد.. كيف حققت هذه المعادلة؟


شنت روسيا الحرب على أوكرانيا في فبراير 2022، وتسببت في أضرار جسيمة في البلاد، ودمرت مدنًا بكاملها وبنية تحتية بمليارات الدولارات، وقتلت آلاف الأشخاص.

ولم تنفق روسيا الكثير على هذه الحرب، بدليل أن اقتصادها صامد حتى الآن، فما تنفقه على الرجال والآلات والمعدات منخفض بقدر لا يمكن توقعه، وفقًا لصحيفة الإيكونومست البريطانية.. فكيف نجحت روسيا في الحفاظ على اقتصادها وجيشها القوي؟

ميزانية الحرب الأوكرانية

أشارت الإيكونوميست إلى أن ميزانية روسيا للحرب في أوكرانيا “ضبابية للغاية”، خاصة الميزانية العسكرية، وبناء عليه يكون الرقم الذي تنفقه روسيا على الحرب الأوكرانية غير دقيق.

ومن خلال تحليل خاص ومشاورات مع العديد من الخبراء، توصلت الإيكونوميست إلى أن الحكومة الروسية أنفقت 5 تريليونات روبل (67 مليار دولار) في السنة الواحدة على الحرب، أي 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أقل بكثير مما أنفقته روسيا عام 1945.

 

ميزانيات الحرب للدول أثناء الحرب العالمية الثانية والنسبة المئوية من الناتج المحلي الإجمالي

ميزانيات الحرب للدول أثناء الحرب العالمية الثانية والنسبة المئوية من الناتج المحلي الإجمالي

روسيا تنفق القليل على الحرب

بالعودة بالتاريخ للوراء، يعد هذا المبلغ ضئيلًا جدًّا، مقارنة بتقديرات الإنفاق على حروب أخرى، ففي ذروة الحرب العالمية الثانية عام 1945، أنفق الاتحاد السوفيتي 61% من الناتج المحلي الإجمالي على المجهود الحربي.

وأنفقت الولايات المتحدة 50% من الناتج المحلي الإجمالي على قواتها العسكرية، وتوجد 3 أسباب تفسر لماذا تنفق روسيا القليل جدًّا على الحرب.

السبب الأول «سياسي»

ينظر الكثيرون داخل الحكومة الروسية إلى الحرب الأوكرانية على أنها “عملية عسكرية خاصة”، ومن المنطقي ألا تكلف مثل هذه العملية نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي.

الجيش الروسي

الجيش الروسي

السبب الثاني «اقتصادي»

يعتقد الخبراء أن روسيا لا تسعى لتوسيع المجهود الحربي حتى لا تكلف مواطنيها الثمن غاليًا، خاصة وأن طباعة النقود تحفز التضخم، وتؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية ومستوى المعيشة، وقد تتأثر البنوك بالدين العام، وبالتالي تأتي زيادات ضريبية. وسيكون للتحول الكبير في الإنفاق العام على الدفاع تأثير كبير في الدخل.

وسيدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انتخابات رئاسية في عام 2024. وبينما يبدو فوزه مؤكدًا، لا يريد بوتين خروج مظاهرات كبيرة ضده، كما حدث في الانتخابات التشريعية عام 2011. لذلك أعلن الدفاع الوطني الروسي أن “الأولوية القصوى للمهام الاستراتيجية، لكن يجب عدم تكرار أخطاء الماضي ويجب عدم تدمير الاقتصاد”.

الجيش الروسي

الجيش الروسي

السبب الثالث متعلق بـ«اقتصاديات الدفاع»

يرجح الخبراء أن القوات المسلحة الروسية اليوم أكثر كفاءة بكثير مما كانت عليه في الماضي، وقالوا إنها بحاجة إلى عدد أقل من الأشخاص، وإن أجهزتها أصبحت أكثر دقة من أي وقت مضى.

وتشير النظرية الاقتصادية لـ”تكلفة المرض” إلى أن القطاعات عالية الإنتاجية تميل إلى السيطرة على حصة أصغر من الناتج المحلي الإجمالي بمرور الوقت، على عكس الرعاية الصحية التي تتزايد بمرور الوقت.

اقرأ أيضًا| كيف تؤثر مقاتلات إف 16 في الحرب الروسية الأوكرانية؟

اقرأ أيضًا| «داعش خراسان» احتفت بالحرب الروسية الأوكرانية.. أسباب وتحذيرات

ربما يعجبك أيضا