كيف تؤثر مقاتلات إف 16 في الحرب الروسية الأوكرانية؟

محمد النحاس
مرصد مراكز الأبحاث

إرسال مقاتلات إف 16 الأمريكية إلى أوكرانيا يحمل دلالة على رؤية الغرب لمستقبل الجيش الأوكراني.. كيف ذلك؟


ما زال الجدل مستمرًا بشأن مدى فاعلية إرسال الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع من طراز إف 16 إلى أوكرانيا، بعد إبداء واشنطن عدم ممانعتها للخطوة.

ووافقت دول غربية على تدريب طيارين أوكرانيين على المقاتلة الأمريكية، بعد أشهر من الضغوط التي مارستها كييف، في نهجٍ كان مثمرًا بالفعل وساهم في زيادة معدل الأسلحة كمًا ونوعًا، خاصةً مع انعكاس ذلك على الحرب المحتدمة منذ فبراير من العام الماضي.

عامل حاسم؟

بشأن إرسال طائرات إف 16 الأمريكية المقاتلة إلى أوكرانيا وتدريب طياريها، قال وزير القوات الجوية الأمريكية، فرانك كيندال، إن تدريب الطيارين الأوكرانيين على هذه المقاتلات يعد “لبنة أساسية في بناء القوات الجوية الأوكرانية”.

لكن كيندال خلال تصريحات أدلى بها للصحفيين ونقلها موقع ديفنس نيوز، شكك في أن تكون خطوة إرسال طائرات إف 16 عاملاً حاسمًا، وأوضح أنها لن تأتي بـ”تغير دراماتيكي في قواعد اللعبة”، مع أنها في كل الأحوال ستضيف لقوتهم قدرات إضافية لا يمتلكونها في الوقت الحالي.

تطورات مهمة

أرجع وزير القوات الجوية، فرانك كيندال، قرار تدريب الطيارين الأوكرانيين إلى موقف قوات كييف على مدار الحرب، التي أبدت بالفعل صمودًا لافتًا زاد من حماس “الداعميين الغربيين”، بعد أن رأوا فاعلية الدعم العسكري السخي في عرقلة الجيش الروسي، ما لفت إليه كيندال موضحًا أن “الأسلحة الغربية كانت فاعلة بقدر لا يصدق في صد روسيا، ومنعها من السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي”.

وتأتي هذه التصريحات بعد تطورين مهمين، أولهما أن الولايات المتحدة أوضحت أنها لن تمنع حلفاءها من إرسال مقاتلات إف 16 إلى أوكرانيا، بجانب أنها أبدت استعدادًا للمشاركة في تدريب الطيارين الأوكرانيين، وأعلن ذلك الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي.

مستقبل الهجوم الأوكراني المضاد

جاء ذلك بعد أشهر من مطالبات كييف المستمرة لحلفاءها من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وعلى رأسهم الولايات المتحدة بإرسال المقاتلات، وبعد أن أبدت دول أوروبية من بينها بريطانيا استعدادًا لتشكيل “تحالف دولي” لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.

عادةً ما تربط التصريحات الأوكرانية بين هذه المطالبات واحتياجات الواقع الميداني، خاصةً مع وجود ترجيحات تُرجع تأخر الهجوم المضاد لنقص القدرات العسكرية، لكن يوجد رؤية أخرى بعيدة المدى يشير إليها كيندال، ترتبط بمستقبل الجيش الأوكراني وما ينبغي أن يكون عليه في المستقبل.

من يرسل المقاتلات إلى أوكرانيا؟

من المتوقع أن يتأخر تسليم الطائرات، ولفت كيندال إلى ذلك عندما سأله أحد الصحفيين عن توقيت الاستلام المحتمل، مصرحًا: “حتى إذا ما عزمت بعض الدول أمرها على إرسال المقاتلات سيستغرق ذلك أشهرًا”.

أما بشأن من سيرسل الطائرات، فلم يتضح ذلك بعد على نحو نهائي، لكن من المرجح أن تشارك دول أوروبية في هذه الجهود، وحسب كيندال فإنه يوجد “عدد من الاحتمالات المتاحة”، ولم يستبعد إرسال واشنطن للطائرات المقاتلة.

وفي مارس الماضي، تدوالت وسائل إعلام أمريكية أنباء عن تدريب الولايات المتحدة لطيارين أوكرانيين بغرض “تقدير مدة التدريب المحتملة” في خطوة رجح خبراء في وقتها أنه ستليها الموافقة على إرسال المقاتلات، التي حتى لو لم ترسلها واشنطن بنفسها وأرسلها أحد حلفاءها، فيجب نيل الموافقة الأمريكية.

ما مدى فعالية المقاتلات في الحرب؟

وزير القوات الجوية الأمريكية شدد على أن إرسال المقاتلات يساعد أوكرانيا في تعزيز موقفها العسكري، لكنه في المقابل لن يغير من ميزان القوى، مرجعًا ذلك إلى أن قوة الدفاعات الجوية لدى طرفي الصرع، حدت من فاعلية الطائرات المقاتلة عمومًا، وبالتالي جعل هذا استخدامها محدودًا نسبيًّا.

ولفت كذلك إلى أن الغرب ركز جهوده على إمداد أوكرانيا بأسلحة تكون فاعلة في ساحة القتال، قبل أن يلتفت إلى ضرورة وضع الأساس لقوة جوية في المستقبل. وحسب صحيفة لوموند الفرنسية فإن طائرات إف 16 المقاتلة تعد أحد أكثر الطائرات استخدامًا في القتال عالميًّا، وجرى تصنيع 4500 وحدة، منها 2300 في الخدمة.

وحذر الكرملين من “تداعيات وخيمة” على الغرب حال إرسال هذه الطائرات، وترى موسكو أن الدور الغربي حاليًا يعد بمثابة “تورط مباشر” في الصراع.

اقرأ أيضًا:  هل دربت فرنسا طيارين أوكرانيين على طائراتها المقاتلة؟

ربما يعجبك أيضا