مجلس العلاقات الخارجية| هل يمكن للعالم أن يمنع كارثة إنسانية في إدلب بسبب كورونا؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – بسام عباس

في بداية عام 2020، كان الصراع في محافظة إدلب هو أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدتها الحرب السورية المستمرة منذ تسع سنوات. والآن، عرقلت جائحة فيروس كورونا جهود الإغاثة وجعلتها أكثر صعوبة.

قضى حوالي ثلاثة ملايين شخص شهورًا في محافظة إدلب الشمالية السورية مستهدفين بشكل متكرر من القوات الموالية للحكومة التي شنت حملة عسكرية وحشية ضد ما يعتبر آخر معقل للمتمردين في البلاد. ونتج عن ذلك وجود العديد من المدنيين من النساء والأطفال في الملاجئ المؤقتة، وهو ما يثير مخاوف المجتمع الدولي من احتمال تفشي فيروس كورونا بين السكان النازحين.

ما هو الوضع في إدلب؟

يتواجد بين السكان المدنيين آلاف المتمردين السوريين والمقاتلين الأجانب والمتطرفين من الجماعات، بما في ذلك هيئة تحرير الشام وحُراس الدين، وقد دمر قصف الجيش السوري وحلفاؤه المنطقة، تاركًا سكان إدلب يقيمون في المخيمات خارج المباني المدمرة دون حماية تذكر من العناصر.

وفي عام 2018، أعلنت روسيا (التي تدعم الأسد) وتركيا (التي تدعم المتمردين) إدلب منطقة خفض التصعيد، غير أنها أصبحت بدلًا من ذلك بؤرة توتر دولية. فقد شنت قوات النظام هجومًا لاستعادة إدلب قبل عام وجددت جهودها في ديسمبر. وأسفر القتال عن مقتل العشرات من القوات التركية في فبراير؛ ما دفع أنقرة إلى الانتقام بعملية عسكرية مضادة. وأدى تصاعد العنف إلى تشريد ما يقرب من مليون شخص، 80% منهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى مقتل المئات.

وأدى وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا، الذي تم التوصل إليه في أوائل مارس، إلى إخماد بعض أعمال العنف، لكن المدنيين في إدلب يواجهون تهديدًا وجوديًّا جديدًا في جائحة فيروس كورونا. إن مكافحة الفيروس ستكون صعبة بشكل خاص؛ لأن القصف العشوائي لنظام الأسد دمر البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المرافق الطبية، لا سيما في المحافظات الشمالية الغربية. ومع اكتظاظ المخيمات وسوء الوصول إلى المياه النظيفة، لا يملك المدنيون في إدلب سوى فرصة ضئيلة لممارسة التباعد الاجتماعي أو النظافة المناسبة اللازمة لدرء الفيروس.

ما الإجراءات المتخذة لمساعدة المدنيين؟

قدّم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) مساعدات إلى إدلب في شهر مارس أكثر من أي شهر آخر منذ أن بدأت عملياته عبر الحدود في عام 2014، حيث جلب الغذاء والإمدادات الطبية ومواد الإيواء ومعدات الطقس البارد. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة في 3 مارس عن مساعدات إنسانية للسوريين بقيمة 108 ملايين دولار، ولكن ما زال من غير الواضح إمكانية تقديم تلك المساعدة فعليًّا إلى إدلب.

بالإضافة إلى ذلك، هناك إجراءات جارية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد الذي قد يدمر السكان. ولم تبلغ إدلب بعد عن أي حالات، على الرغم من أن الاختبارات لا تزال معلقة للمرضى المحتملين في المنطقة، فيما أبلغت المحافظات الأخرى عن حالات.

ومن جانبهم، قام أعضاء في الدفاع المدني السوري – وهي منظمة إنقاذ تطوعية تُعرف باسم الخوذ البيضاء – بحملة تعقيم وتوعية في جميع أنحاء البلاد، وتنشر منظمة الصحة العالمية عاملين في مجال الرعاية الصحية ومعدات واقية في إدلب، حيث تقوم بتحويل المباني إلى مراكز عزل.

ما هي آفاق الإغاثة؟

ومما يفاقم الوضع المروع افتقار المدنيين إلى حرية الحركة؛ فإدلب تمتد على جزء من الحدود التركية المغلقة، حيث تستضيف تركيا بالفعل 3.7 ملايين لاجئ سوري، مؤكدةً أنها لا تستطيع استيعاب المزيد. وعلاوة على ذلك، فإن العديد من المدنيين غير راغبين أو غير قادرين على العودة إلى مناطق أخرى في سوريا، التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة. ويبدو أن منارة الأمل هي وقف إطلاق النار في مارس، وهو ما سمح لأكثر من 35 ألف شخص بالعودة إلى منازلهم.

إن إدلب بحاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات الخارجية، وهو أمر من غير المرجح أن يحدث قريبًا. وستؤدي زيادة المساعدات عبر الحدود إلى تخفيف العبء على المنظمات التي تخدم المنطقة حاليًا، إلا أن الصين وروسيا اعترضتا على قرار لمجلس الأمن لزيادة هذه المساعدات في ديسمبر. ولدى مجلس الأمن مهلة حتى 10 يوليو للسماح بإرسال المساعدات عبر الحدود، وعلى الرغم من أن المحلّلين قالوا إن الولايات المتحدة لديها القوة للضغط على الدول الأعضاء الأخرى لتمريرها قبل ذلك بكثير. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة والقوى الأخرى التي تأخذ زمام المبادرة في مثل هذه الأزمات عادة ما يطغى عليها مواجهة تفشي فيروس كورونا بها؛ وبالتالي يقول الخبراء إنه من المحتمل أن يتفشى الفيروس داخل إدلب.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا