محاولة اغتيال القس برونسون.. تخطيط أردوغاني أفشله ترامب

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

القس الأمريكي أندور برونسون يعود للواجهة من جديد، بعدما كشفت عصابة تركية سعيها لاغتيال برونسون بأوامر من الحزب الحاكم في تركيا، وإلقاء اللوم على حركة أتباع حركة “فتح الله غولن” لإجبار واشنطن على تسليمه والاعتراف بالحركة كمنظمة إرهابية، لكن الضغوطات التي مارستها إدارة ترامب على أنقرة وتهديدها بفرض عقوبات حالت دون تنفيذ المخطط التركي وأجبرت أنقرة على تسليمه للولايات المتحدة .

مخطط اغتيال برونسون

تطور لافت في قضية القس أندرو برونسون، بعدما أعلن رئيس عصابة تركية يدعى سيركان كورتولوش، أن حكومة بلاده طلبت منه قتل برونسون، الذي سُجن لمدة عامين في تركيا وأخلي سبيله عام 2018.

واعترف سيركان كورتولوش في حوار مع رئيس تحرير موقع “هبردار” الإخباري والمحلل السياسي سعيد صفاء أنه حصل على تعليمات بشأن اغتيال الراهب من النائبة السابقة لرئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ورئيسة جامعة دوكوز أيلول نوكهات هوتار، واتهام الحركة التي يتزعمها الداعية التركي فتح الله غولن بارتكابه، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف عام 2016.

اعترافات سيركان كورتولوش جاءت عقب اعتقاله في الأرجنتين، بناءً على مذكرة من الإنتربول، بسبب مشاركته في تجارة السلاح وأنشطة الجرائم المنظمة، بالإضافة إلى اتهامه بقتل قائد الطائرة الروسية التي أسقطت على الحدود السورية التركية، وفقا للتقرير الاستقصائي الذي قام به موقع “ميديا بولد” التركي الإخباري.

ووفي تطور مثير، تقدم شاهد جديد في ملف قضية محاولة اغتيال الراهب برانسون، يدعى أفوق جوربوز، إلى المحكمة الجنائية العليا الثالثة في إزمير، التي تنظر القضية، في 18 أغسطس الجاري، وأدلى باعترافات حول واقعة الاعتداء بالضرب على الصحفي سليمان جانتشال، ومحاولة اغتيال الراهب الأمريكي أندرو برانسون.

وقال جوربوز في اعترافاته: “تابعت تصريحات سيركان كورتولوش عن كثب. وقد أخبرت رئيس المحكمة قبل ذلك أنني شاهد بنفسي على الأحداث التي ذكرها كورتولوش في اعترافاته وذلك خوفًا على نفسي من القتل، ويبقى الموضوع سرا معي”.

واشنطن تحقق

وعقب إزاحة الستار عن تصريحات كورتولوش ، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) بفتح تحقيق في هذه القضية.

وذكر موقع “كريستيان توداي” الإلكتروني، أن مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي آي) فتح تحقيقاً حول إمكانية أن تكون الحكومة التركية تواصلت مع مجموعة إجرامية للتخطيط لاغتيال القس أندرو برونسون، الذي سبق أن سُجن في تركيا لمدة عامين بتهم إرهابية ملفقة.

ومع تواجد كورتولوس في الأرجنتين، طالب مكتب التحقيقات الفدرالي بالحصول على أجوبة من الأجهزة الأمنية في العاصمة بيونس آيرس، ولا يزال بانتظار الحصول على أجوبة.

وتقول مصادر مطلعة بأن هناك خيارين في هذا الصدد، فإما أن تتخذ السلطات الأرجنتينية قرارًا بالإفراج عن كورتولوش ومنحه حق اللجوء، أو أن يتقدم كورتولوش للإدلاء بشهادته لمسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي بإرادته الذاتية.

برونسون.. ورقة ضغط

يذكر أن أندرو برونسون خدم كقس في إزمير وتم اعتقاله لمدة عامين بتهم كاذبة بدعم حركة غولن. وتعتبر تركيا أتباع غولن إرهابيين، وتلقي باللوم عليهم في محاولة الانقلاب عام 2016.

وعندما طالبت الحكومة الأمريكية عام 2017 بإطلاق سراحه، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعرض يقضي باستبداله بالداعية فتح الله غولن المقيم منذ 1990 في المنفى الأمريكي.

ويعتبر الكثيرون سجن برونسون محاولة من جانب أنقرة لإجبار واشنطن على تسليم غولن. ويُظهر سجن القس كيف يتم استخدام المعتقلين بتركيا في كثير من الأحيان للمناورات السياسية من قبل السلطات التركية.

ضغوطات ترامب

تسبب القس برونسون في أزمة كبيرة بين أنقرة وواشنطن انتهت بالإفراج عنه وترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر 2018، بعد أن تعرضت تركيا لضغوط دبلوماسية مكثفة من إدارة ترامب.

وجاء ذلك بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على تركيا، مما انعكس فورًا على سعر الليرة التركية التي شهدت انهيارًا غير مسبوق استمر أثره حتى الآن.

وفي هذا الصدد، كشف جون بولتن، مستشار الرئيس الأمريكي السابق للأمن الوطني، تفاصيل إفراج تركيا عن الراهب الأمريكي برونسون.

وجاء في حديثه الصحفي أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان اضطر وأجبر على إعادة القس برونسون إلى الولايات المتحدة عقب العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اثنين من وزراء أردوغان ورفع قيمة الضريبة الجمركية على الصلب والألومونيوم التركي، الأمر الذي أدى إلى تدهور قيمة الليرة.

ضغوطات ترامب دفعت أردوغان لطوي صفحة القس برونسون الذي كان يواجه السجن لمدة 20 عامًا، ليتم إطلاق سراحه وإلغاء التهم الموجهة بحقه بزعم انتمائه لحركة غولن، وبعد وصوله للولايات المتحدة استقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكتبه بالبيت الأبيض، معلنًا انتصاره على مناوراته أردوغان وإفشال خطته لاغتيال برونسون.

ربما يعجبك أيضا