مرصد مراكز الأبحاث| أبرز أحداث 2023.. والشراكة السعودية الإفريقية.. وقانون الهجرة البريطاني

شهد العام 2023 الكثير من الأزمات والصراعات، التي لم يُحسم معظمها بعد وسيلقي بظلاله على العام المقبل.

ومع اقتراب العام من نهايته، يستعرض مرصد مراكز الأبحاث أهم الأحداث التي شهدها 2023، وأهمية الشراكة السعودية الإفريقية، وانسحاب إيطاليا من مبادرة الحزام والطريق، ومشروع قانون الهجرة البريطاني المثير للجدل.

أبرز 10 أحداث في 2023

مرصد مراكز الأبحاث| أبرز أحداث 2023.. والشراكة السعودية الإفريقية.. وقانون الهجرة البريطاني

بحسب نائب رئيس مجلس العلاقات الخارجية، جيمس ليندسي، فإن الحدث الأهم في 2023 هو تحطيم درجات الحرارة العالمية للأرقام القياسية، ما جعل تغير المناخ الواقع الجديد للعالم.

والثاني هجوم حماس على إسرائيل، الذي أعقبه عدوان إسرائيلي عنيف على قطاع غزة، وتظل التساؤلات مفتوحة بشأن كيف سينتهي وما سيعقبه. ويأتي بعد ذلك هجوم أوكرانيا المضاد، الذي حقق القليل من المكاسب بتكلفة باهظة، وسط مخاوف من تراجع الدعم الغربي.

وأشار ليندسي إلى أن الحدث الرابع هو استمرار التوترات في العلاقات الأمريكية الصينية. أما الخامس، فهو الآفاق الواعدة والمخاطر التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، بعد إطلاق برنامج “شات جي بي تي”، والسادس هو اندلاع الصراع في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

أما السابع، فهو استيلاء أذربيجان على ناجورنو قره باغ، والثامن هو تجاوز الهند للصين كأكثر دولة مزدحمة بالسكان، وحسب الخبير الأمريكي فإن الحدث التاسع هو احتدام سباق الفضاء، بين الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند. أما الحدث العاشر فهو استمرار التراجع الديمقراطي العالمي.

شراكة السعودية وإفريقيا

مرصد مراكز الأبحاث| أبرز أحداث 2023.. والشراكة السعودية الإفريقية.. وقانون الهجرة البريطاني

في تحليل نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لفتت الباحثة ببرنامج أمن الطاقة وتغير المناخ، جريسلين باسكاران، إلى أن واشنطن والرياض أجرتا مباحثات لتشكيل شراكة لتعزيز إمداد المعادن الحرجة من إفريقيا، وهي شراكة مربحة للدول الإفريقية، لأن السعودية لديها قدر كبير من رأس المال والخبرة في استخدام مواردها الطبيعية بنجاح.

وبهذه الشراكة، تقدم السعودية للولايات المتحدة وحلفائها أقوى ثقل موازن لهيمنة الصين على المعادن الحرجة، كما أنها تصبح مقربة من إفريقيا. وأشارت الباحثة إلى سببين رئيسين يجعلان السعودية شريكًا جذابًا للدول الإفريقية.

الأول هو أن قصة التنمية السعودية، المتمثلة في الاستفادة من القطاع الاستخراجي لتحقيق النمو الاقتصادي المنصف عبر صندوق الثروة السيادية، تروق للدول الإفريقية. والثاني هو أن السعودية ليست حساسة تجاه مؤشرات الأسعار قصيرة الأجل، ولذلك في حين تقلص استكشاف التعدين العالمي هذا العام، زادت السعودية استثماراتها في الخارج.

كيف يتعامل بايدن مع الحرب في غزة؟

مرصد مراكز الأبحاث| أبرز أحداث 2023.. والشراكة السعودية الإفريقية.. وقانون الهجرة البريطاني

رأى السفير الأمريكي السابق في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، روبرت هانتر، أنه يجب على الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الضغط من أجل وقف إطلاق النار الآن في غزة ثم العمل بجدية على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي تحليل نشره موقع ريسبونسيبل ستيت كرافت، قال هانتر إن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مناشدات الإدارة الأمريكية للحد من الضحايا المدنيين، إلى جانب استخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، أضروا بمصداقية واشنطن وموقفها السياسي والأخلاقي.

ولذلك يحتاج بايدن إلى الضغط على إسرائيل لإعلان وقف إطلاق النار. ولحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يجب أن توضح واشنطن لتل أبيب أنها يجب أن تغير سياساتها وممارساتها تجاه الفلسطينيين. ويجب أن يعلم بايدن أنه لا يمكن تنحية الصراع جانبًا عندما تنتهي الحرب الحالية.

وحسب هانتر، يحتاج الرئيس الأمريكي إلى إعادة بناء الثقة في الولايات المتحدة، وإظهار أنها ستضع مصالحها أولًا. ويحتاج إلى تعزيز دائرته للسياسة الخارجية بخبراء غير متحيزين في الاستراتيجية والديناميكات الإقليمية، والاستعداد لتحمل المخاطر في السياسة الداخلية الأمريكية.

انسحاب إيطاليا من «الحزام والطريق»

مرصد مراكز الأبحاث| أبرز أحداث 2023.. والشراكة السعودية الإفريقية.. وقانون الهجرة البريطاني

أرسلت إيطاليا إخطارًا رسميًّا للحكومة الصينية بأنها ستنسحب من مبادرة الحزام والطريق، مع التأكيد على الرغبة في الحفاظ على “الصداقة الاستراتيجية” مع الصين. وفي هذا السياق، رأت الزميلة غير المقيمة بالمجلس الأطلسي، فالبونا زينيلي، أن انسحاب إيطاليا من المبادرة سيعيد تشكيل العلاقات العابرة للأطلسي للأفضل.

وأوضحت أن قرار روما الانسحاب من الحزام والطريق ليس مجرد انعكاس للإحباط من التوقعات والوعود الاقتصادية التي لم تتحقق، بل يقوم أيضًا على الالتزام بالدفاع عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان.

وحسب الباحثة، يجب النظر إلى المبادرة باعتبارها أداة للاقتصاد، والسياسة الخارجية، واستعراض القوة للحزب الشيوعي الصيني، وأنها أساسية للطموحات العالمية للزعيم الصيني، شي جين بينج.

وتضم الحزام والطريق 149 دولة، 35 منها في أوروبا وأوراسيا، وخروج إيطاليا سيضر بسُمعة المبادرة، في الوقت الذي تواجه الصين اضطرابًا اقتصاديًّا ويتعامل شركاؤها مع ضائقة ديون، وقد يمثل سابقة للدول الأخرى كي تتبع خطاها.

التدخل الروسي في مولدوفا

مرصد مراكز الأبحاث| أبرز أحداث 2023.. والشراكة السعودية الإفريقية.. وقانون الهجرة البريطاني

أشار الزميل بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أندرو ويلسون، إلى أن الانتخابات المحلية الأخيرة في مولدوفا شهدت مستويات غير مسبوقة من التدخل الروسي، المتمثل في دعم بعض الأحزاب، ونشر المعلومات المضللة، ورشوة الناخبين.

ولفت الباحث إلى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مساعدة مولدوفا في مواجهة هذه التهديدات، قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، محذرًا من أن الفشل في مواجهتها سيعرّض أمن مولدوفا وأوروبا الشرقية للخطر، وسيخاطر بتقويض الديمقراطية في الدولة التي أكملت 94% من عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

ولذلك، يتعين على الاتحاد الأوروبي دعم مولدوفا في التصدي للأوليجارش المدعومين روسيًا بطريقة مباشرة. ويجب أن تستخدم مولدوفا قوانين مكافحة غسيل الأموال بمزيد من الصرامة، وينبغي على الاتحاد الأوروبي مساعدتها في تعزيز قدرتها على إنفاذ القانون.

ويجب على مولدوفا مكافحة الدعاية الروسية عبر عقد المزيد من الشراكات الإعلامية مع جيرانها الأكبر، أوكرانيا ورومانيا. وفي اجتماع المجلس الأوروبي في ديسمبر الحالي، من الضروري أن يقدم الاتحاد الأوروبي مؤشرًا إيجابيًا لمولدوفا لإظهار أن المحاولات الروسية لتخريب ديمقراطيتها لن تردعه عن دعم انضمامها.

قانون الهجرة البريطاني المثير للجدل

مرصد مراكز الأبحاث| أبرز أحداث 2023.. والشراكة السعودية الإفريقية.. وقانون الهجرة البريطاني

رأت مديرة برنامج القانون الدولي في مؤسسة تشاتام هاوس، راشمين ساجو، أن “مشروع قانون سلامة رواندا” البريطاني، الذي يهدف إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، يحتوي على الكثير من البنود الإشكالية ويحتاج إلى مزيد من التدقيق.

ويشير مشروع القانون إلى استعداد الحكومة لمخالفة القانون الدولي، ويوجّه المحاكم البريطانية بمعاملة رواندا على أنها بلد آمن، بغض النظر عن الأدلة الفعلية أمامها. كما يوجّه المحاكم البريطانية بعدم تطبيق جوانب من القانون المحلي ويمنع القضاة من مراعاة القانون الدولي الذي وافقت عليه بريطانيا.

ويستدعي مشروع القانون معركة لا داعي لها مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. هذا لأنه يلغي إمكانية الوصول إلى العدالة أمام المحاكم المحلية، ولا يترك للمدعين خيارًا سوى اللجوء مباشرة لمحكمة ستراسبورج، ما يثير الجدل بشأن دورها.

وبينما لا توجد حلول سريعة للتحدي الهائل المتمثل في الهجرة غير الشرعية، رأت الباحثة أن الحلول تكمن خارج مشروع القانون، بداية بتسريع معالجة طلبات اللجوء الحالية والتعاون متعدد الأطراف.