مرصد مراكز الأبحاث| صراع الشرق الأوسط.. ومكاسب إيران من دعم روسيا

محمد النحاس
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث لهذا الأسبوع، سيناريو غرق قوات الاحتلال الإسرائيلي في “حرب عصابات” طويلة الأمد بقطاع غزة، كما يتناول استراتيجية إيران تجاه روسيا، ولماذا تصر على دعمها رغم المخاطر؟

ويتضمن المرصد استمرار الحضور الأمريكي في المنطقة، وفي حين يستمر هذا الحضور بالشرق الأوسط فإنه يتراجع في دول الساحل الإفريقي، بالإضافة إلى أبرز عوامل قوة الدولار الأمريكي كعملة مهيمنة عالميًّا، وماهية السياسة الروسية تجاه الذهب كـ”مورد استراتيجي” في مواجهة الضغوط الغربية.

 

حرب عصابات طويلة بين إسرائيل وحماس

حرب عصابات طويلة بين إسرائيل وحماس

حرب عصابات طويلة بين إسرائيل وحماس

يشير تحليل نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلى أن إسرائيل حققت نجاحات كبيرة ضد حركة حماس، وفرضت سيطرة على محور فيلادلفيا الاستراتيجي.

ويزعم التحليل الذي ينقل عن مصادر عبرية، أن الجيش الإسرائيلي قضى على الآلاف من مقاتلي حماس وكبّد الحركة خسائر كبيرة؛ ومع ذلك، يقر التحليل أن حماس بدأت في إعادة تشكيل صفوفها، حيث تجمع صفوف المقاتلين، وتُجنّد عناصر جديدة.

وتشير تجارب سابقة مع تنظيم داعش الإرهابي وغيره إلى أن الجماعات المماثلة يمكن أن تستمر في تنفيذ عمليات حتى بعد خسارة السيطرة، ويخلص التحليل إلى أن حماس قد تلجأ إلى أساليب مثل حرب العصابات واستخدام الأنفاق للبقاء في ساحة القتال، حيث تقدر الاستخبارات الأمريكية أن حوالي 65% من أنفاق الحركة لا تزال نشطة، ما يعني أن إسرائيل بصدد “حرب عصابات” طويلة الأمد في غزة.

 

صراع القوى الكبرى في الشرق الأوسط

صراع القوى الكبرى في الشرق الأوسط

صراع القوى الكبرى في الشرق الأوسط

في الذاكرة الجمعيّة لشعوب الشرق الأوسط شكلت صراعات القوى العظمى مصير المنطقة في لحظات حرجة وخلال القرن العشرين، تلى المنافسة الاستعمارية بين بريطانيا وفرنسا بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية إنشاء الحدود الحديثة لدول المنطقة، ومع نهاية القرن، برز الحضور الأمريكي، وفق تقرير لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.

غزو العراق للكويت عام 1990 أدى إلى الوجود الدائم للقوات الأمريكية في المنطقة، وتوالت الأحداث حتى غزو العراق عام 2003، الذي جعل الولايات المتحدة القوة الأبرز في المنطقة، وفي تلك الأثناء تنامى النفوذ الإيراني، وبرزت قوى فاعلة غير حكومية (ميليشيات وجماعات مسلحة).

اليوم، تتنافس الولايات المتحدة مع روسيا والصين في المنطقة، حيث تسعى الصين إلى تأمين إمدادات الطاقة بينما تستثمر روسيا في حماية حلفائها وفي تعطيل النظام الأمني الذي تقوده الولايات المتحدة.

ورغم الحديث في واشنطن عن الانسحاب من المنطقة، يخلص التقرير إلى أن البيانات تظهر أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية وأمنية قوية، ورغم تصاعد التبادل التجاري بين الصين ودول المنطقة، لا تزال واشنطن تتمتع بتفوق في العلاقات العسكرية، مثل تصدير الأسلحة ونشر القوات العسكرية.

 

هل انتهى النفوذ الأمريكي في الساحل الإفريقي؟

 

هل انتهى النفوذ الأمريكي في الساحل الإفريقي؟

هل انتهى النفوذ الأمريكي في الساحل الإفريقي؟

بعد أن ألغت حكومة النيجر الاتفاق العسكري مع الولايات المتحدة في مارس 2024، انسحبت آخر القوات الأمريكية في أغسطس من قاعدة أجاديز التي كانت تمثل جزءًا أساسيًا من العمليات الأمريكية في إفريقيا، خصوصًا فيما يتعلق باستخدام المسيرات لمراقبة النشاط الإرهابي، وفق تقرير للمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI).

وفي غضون ذلك، استقبلت النيجر في أبريل 2024 طائرة روسية تحمل معدات عسكرية، بما في ذلك نظام دفاع جوي و100 جندي روسي من الفيلق الإفريقي، ويعكس ذلك تحولًا أوسع في استراتيجيات دول الساحل منذ 2021، حيث تبنت حكوماتها سياسة تنويع الشراكات بعيدًا عن الاعتماد على الحلفاء الغربيين.

حسب التقرير، هذه الاستراتيجية الجديدة تركز على تعزيز السيادة الوطنية وإبرام اتفاقيات استراتيجية متوازنة مع دول مثل روسيا والصين وتركيا؛ على سبيل المثال، تلعب الصين دورًا بارزًا في الاستثمار في مشروعات اقتصادية كبرى، مثل بناء أطول خط أنابيب نفط في إفريقيا من النيجر إلى بنين، وتعزز تركيا تعاونها في القطاع الدفاعي من خلال بيع مسيرات لدول مثل بوركينا فاسو.

إعلاميًّا، تسارع دول الساحل لتطوير استراتيجيات إعلامية جديدة، ومن المتوقع إطلاق منصة إعلامية موحدة في سبتمبر 2024 تحت مظلة “تحالف دول الساحل” الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو، لمواجهة ما يعتبرونه “حملات التضليل الإعلامي” التي تروجها وسائل الإعلام الغربية.

 

لماذا تصر إيران على دعم روسيا رغم العقوبات؟

لماذا تصر إيران على دعم روسيا رغم العقوبات؟

لماذا تصر إيران على دعم روسيا رغم العقوبات؟

أعلنت الولايات المتحدة أن إيران سلمت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، وفي الوقت نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات إضافية على أفراد وكيانات من إيران وروسيا، وهذه العقوبات تأتي كجزء من الضغوط الغربية على البلدين، لكنها من غير المتوقع أن تدفعهما لتغيير مسارهما، حسب تحليل لـ”أتلانتك كونسل”.

إيران كانت تزود روسيا سابقًا بالطائرات المُسيرة لاستخدامها في أوكرانيا، والآن تضيف الصواريخ الباليستية؛ وتسعى طهران منذ فترة للحصول على أسلحة متطورة من موسكو مثل الطائرات المقاتلة “سو-35” وأنظمة الدفاع الجوي “إس-400″، لكنها لم تتلقاها حتى الآن، وقد تستخدم طهران دعمها العسكري المتزايد لروسيا كورقة ضغط للحصول على هذه الأنظمة وغيرها من التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وفق التحليل.

ومن جانب آخر، إيران قد لا تكون مهتمة بالحصول الفوري على الأسلحة الروسية بقدر ما ترغب في الاستفادة من روسيا كقوة تحارب خصومها بالوكالة، إجمالًا تعتمد طهران بشكل كبير على حلفائها ووكلائها في المنطقة بدلًا من الانخراط المباشر في الصراعات. لذا، قد ترى طهران أن دعمها العسكري لروسيا في أوكرانيا يخدم أهدافها دون الحاجة إلى دخولها في مواجهة مباشرة.

الخطر الأكبر الذي يواجه إيران هو احتمالية خسارة روسيا في أوكرانيا، فإذا هُزمت موسكو، قد تحول أمريكا اهتمامها من الحرب في أوكرانيا إلى التصدي لطموحات إيران الإقليمية والنووية، لذا فإن توريد الأسلحة لروسيا قد يكون جزءًا من استراتيجية إيران لضمان بقاء الولايات المتحدة مشغولة في أوكرانيا لفترة أطول، ما يتيح لطهران مجالاً أكبر للمناورة.

 

هيمنة الدولار رغم تغيّر ميزان القوى العالمية

هيمنة الدولار رغم تغيّر ميزان القوى العالمية

هيمنة الدولار رغم تغيّر ميزان القوى العالمية

يرى تحليل لمعهد تشاتام هاوس البريطاني، أن الدور المهيمن للدولار الأمريكي سيستمر، رغم التحولات في توازن القوى العالمية، وتعتمد هيمنته أيضًا، على مدى شيوع الدولار عالميًّا وتداخله في عمليات التجارة الدولية؛ فكلما زاد استخدام الدولار عالميًا، زادت صعوبة استبداله.

وبالإضافة إلى ذلك، تسهم مرونة النظام القانوني الأمريكي، وسهولة تحويل الدولار إلى عملات أخرى، والسيولة العالية في الأسواق المالية الأمريكية، في تعزيز مكانته، وإجمالًا يمثل الدولار حوالي 60% من الاحتياطات العالمية، رغم أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي يشكل ربع الاقتصاد العالمي فقط.

أما اليوان الصيني، فرغم صعود بكين كقوة عالمية، إلا أنه بلا تأثير كبير كعملة احتياطية، حيث يمثل 2% فقط من الاحتياطيات العالمية حتى في ظل استخدام الصين لعملتها في 27% من تجارتها بحلول 2024، يأتي نصف هذا الارتفاع من التجارة مع روسيا فقط.

المخاطر التي تواجه الدولار تتمثل في استخدامه المتزايد كسلاح سياسي ضد دول مثل روسيا وإيران، ما قد يدفع بعض الدول للبحث عن بدائل، ومع ذلك، لا توجد بدائل قوية، لذا يخلص المقال ختامًا، إلى أن الهيمنة الأمريكية ستبقى وذلك بفضل القوة العسكرية، والتحالفات الدولية، وبطء تحول النظام المالي العالمي.

 

كيف شكلت الحرب استراتيجية روسيا حيال الذهب؟

 

كيف شكلت الحرب استراتيجية روسيا حيال الذهب؟

كيف شكلت الحرب استراتيجية روسيا حيال الذهب؟

قبل الحرب مع أوكرانيا، اتسمت سياسة الروس حيال الذهب بالتركيز على تعزيز الاحتياطيات كوسيلة لتأمين استقرار الاقتصاد وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية لكن مع بداية الصراع، تحولت السياسة الروسية إلى استغلال الذهب كأداة استراتيجية في مواجهة العقوبات الغربية والضغوط الاقتصادية، وللذهب أيضًا دور محوري في جهود موسكو لخفض الاعتماد على الدولار.

وخلال العقد الماضي، أصبحت روسيا أكبر مشترٍ للذهب على مستوى العالم، ويلعب القطاع المصرفي الروسي دورًا بارزًا في دعم قطاع الذهب من خلال تقديم التمويل والسيولة، بحسب تقرير مطوّل لمؤسسة راند الأمريكية.

كما نجحت شركات الذهب الروسية في ظل العقوبات الغربية، في تكييف استراتيجياتها لمواجهة التحديات الجديدة، وتسعى روسيا إلى أن تصبح أكبر منتج للذهب في العالم، لكن يظل أمام هذا القطاع صعوبات كبيرة تتعلق بالوصول إلى المعدات والتكنولوجيا الحديثة لارتباطها بالغرب.

 

ربما يعجبك أيضا