مسؤولون استخباراتيون: حزب الله قادر على مهاجمة الولايات المتحدة

فرصة الهجوم على الأراضي الأمريكية تتزايد في ظل تصاعد التوترات في المنطقة

آية سيد
مسؤولون استخباراتيون: حزب الله قادر على مهاجمة الولايات المتحدة

تشير معلومات استخباراتية أمريكية إلى وجود خطر متزايد أن يهاجم عناصر حزب الله الأمريكيين في الشرق الأوسط، وربما داخل الولايات المتحدة نفسها.


حذر مسؤولون أمريكيون، من أن حزب الله يشكل خطرًا على المواطنين الأمريكيين داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وحسب ما نقلت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أمس الأربعاء 10 يناير 2024، عن 4 مسؤولين أمريكيين، تشير معلومات استخباراتية أمريكية إلى وجود خطر متزايد أن يهاجم عناصر حزب الله الأمريكيين في الشرق الأوسط، وربما داخل الولايات المتحدة نفسها.

استهداف الأمريكيين

أفاد المسؤولون المطلعون، بأن الجماعة المدعومة إيرانيًا قد تستهدف الأمريكيين في الشرق الأوسط أولًا. وقال مسؤولان إن وكالات الاستخبارات الأمريكية تجمع بيانات بشأن حزب الله، التي تشير إلى أن الحزب ربما يفكر في شن هجمات على القوات الأمريكية أو أفراد البعثات الدبلوماسية بالخارج.

حرب غزة تهدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط

حرب غزة تهدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط

وأضاف المسؤولون، في تصريحاتهم للصحيفة الأمريكية، أن فرصة الهجوم على الأراضي الأمريكية تتزايد في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.

وفي هذا الشأن، قال أحد المسؤولين: “قد يستفيد حزب الله من القدرة التي يمتلكها لوضع أشخاص في أماكن بغرض تنفيذ شيء ما. وهذا أمر يستدعي القلق”.

قدرات حزب الله

بينما رفض المسؤولون توضيح تفاصيل الهجمات التي قد ينفذها حزب الله، قالوا إنه يمتلك قدرات لا تملكها الجماعات الأخرى في المنطقة. وأشار المسؤولون إلى أن الأفراد المتأثرين بتنظيمي داعش والقاعدة، لكن ليسوا أعضاء بأي منهما، نفذوا هجمات الذئب المنفرد في الولايات المتحدة وأوروبا.

لكن حزب الله لديه شبكة دولية موسعة تسمح له باستخدام عملائه لتنفيذ هجوم بالولايات المتحدة.

وفي الأشهر الأخيرة، أدلى مسؤولون استخباراتيون بارزون بشهادتهم بشأن تهديدات حزب الله. وفي جلسة استماع أمام الكونجرس في 15 نوفمبر 2023، قال مدير الإف بي آي، كريس راي، إن اعتقال أفراد في الولايات المتحدة مرتبطين بالذراع العسكرية لحزب الله “يُظهر اهتمام الحزب بأنشطة التخطيط للطوارئ بعيدة المدى هنا في الولايات المتحدة”.

التداعيات على واشنطن

حسب الصحيفة، أي من السيناريوهين، سواء هجوم بالداخل أو على القوات والدبلوماسيين بالخارج، سيوجه ضربة لإدارة جو بايدن، التي تعمل لمنع صراع حماس وإسرائيل من التوسع إلى حرب إقليمية أوسع ولإبقاء القوات الأمريكية بعيدة عن المعركة.

ومن المحتمل أيضًا أن يتسبب ذلك في إعادة واشنطن إلى الشرق الأوسط في الوقت الذي تحاول تركيز موارد أمنها القومي على مواجهة الصين وروسيا.

التنسيق مع الجماعات الأخرى

تتعرض القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لهجمات من عدة جماعات أخرى وكيلة لإيران، ومنها جماعة حركة النجباء العراقية. ووفق بوليتيكو، شنت هذه الجماعات 127 هجومًا على الأقل على القوات الأمريكية في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر 2023، ما دفع واشنطن إلى الرد عدة مرات.

الهجمات على القواعد الأمريكية

الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق حتى نوفمبر 2023

وفي حين أنه ليس من الواضح حجم تنسيق حزب الله مع الجماعات الأخرى، حدد كبار مسؤولي الاستخبارات في واشنطن أنه لديه نفس الهدف المتمثل في تقويض الموقف العسكري الأمريكي في المنطقة، وأنه يبحث عن فرص لضرب القوات الأمريكية.

هجمات سابقة

لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن حزب الله تجنب حتى الآن شن هجمات كبرى على إسرائيل أو القوات الأمريكية منذ انطلاق الصراع الأخير. إلا أن الجماعة لديها تاريخ من استهداف الأمريكيين والمصالح الأمريكية بالخارج.

وفي 2011 و2012، راقب عميلان مقيمان بالولايات المتحدة أهدافًا أمريكية وإسرائيلية في بنما ومدينة نيويورك. وهاجمت منظمة الجهاد الإسلامي، التي أصبحت لاحقًا جزءًا من حزب الله، السفارة الأمريكية في بيروت في 1983، ما أسفر عن مقتل 63 شخصًا.

وحسب أحد المسؤولين، زادت وزارة الخارجية الأمريكية الأمن في السفارة في الأسابيع الأخيرة لدرء أي هجوم على الدبلوماسيين المقيمين في لبنان.

مخاوف من توسع الصراع

قال المبعوث الخاص للمشاركة في سوريا في مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية سابقًا، أندرو تابلر: “الجبهة اللبنانية جاهزة للانطلاق. وهذه الميليشيات الإيرانية تقصف الولايات المتحدة في شرقي سوريا والعراق.

وأضاف، حسب ما نقلت بوليتيكو، “من المثير للاهتمام أن كل هذا يحدث في الخلفية والناس يركزون على مسرح غزة، لكن الحرب أكبر من ذلك بكثير”.

وفي السياق ذاته، قالت مديرة مركز مكافحة الإرهاب، كريستي أبي زيد، خلال جلسة استماع بالكونجرس في أكتوبر الماضي، إن إيران وحزب الله ووكلاءهما يحاولون تجنب الأعمال التي قد تفتح جبهة ثانية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل مع فرض تكاليف باهظة في الصراع الحالي، محذرةً من أن أفعالهم قد تؤدي حسابات خاطئة.

ربما يعجبك أيضا