مسؤول أمريكي لـ«رؤية»: أنفقنا 5 مليارات دولار لتعزيز الأمن الغذائي بالعالم وإفريقيا

مستقبل الأمن الغذائي في إفريقيا على المحك.. والاستثمار «قشة الغريق»

ولاء السيد

تتعالى التحذيرات الدولية المتكررة بشأن خطر انعدام الأمن الغذائي في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتزداد حدّة مسألة انعدام الأمن الغذائي في المنطقة بسبب العديد من العوامل التي تختلف بين كونها طبيعية أو بفعل البشر،  وذلك في ظل عجز بعض الدول عن الاستمرار في تأمين ما يكفي من الإمدادات الغذائية.

أسباب تراجع الأمن الغذائي في الشرق الأوسط

تأتي التغيرات المناخية على رأس قائمة الأسباب وراء تراجع مستوى الأمن الغذائي في المنطقة، حسب ما جاء في تقرير لمجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، يضاف إليها العوامل الهيكلية على غرار الممارسات الزراعية غير المستدامة، والنقص في التنمية الريفية.

ويضاف إلى ما سبق، الآثار المضاعفة لتغير المناخ، التي تترك بعض البلدان في جفاف أو تتسبب في اندثار مناطق كاملة، وغير ذلك من العوامل التي تساهم في تأجيج حالة انعدام الأمن الغذائي في المنطقة.

وشدد العديد من المسؤولين باستمرار في مختلف المناسبات الدولية على ضرورة تركيز منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على زيادة قدراتها للإنتاج الغذائي المحلي، واستخدام مواردها بفاعلية، ما يتطلّب المزيد من الاستثمار في التكنولوجيا والبحوث الزراعية، التي بإمكانها مواجهة التحديات القائمة.

ماذا تحتاج القارة السمراء لتعزيز الأمن الغذائي؟

قال نائب وزير الزراعة الأمريكي، خوسيه استبيان، في تصريح خاص لشبكة رؤية الإخبارية، إن الخطوة الأولى لتحقيق أمن أو سلامة الغذاء تتمثل في اتباع المعايير الدولية الخاصة بدستور سلامة الغذاء (الكودكس)، الذي يمثل المرجعية العالمية للمستهلكين ومنتجي الأغذية ومصنعيها، إلى جانب أجهزة رقابة الجودة محليًّا ودوليًا، وعلى صعيد التجارة الدولية كذلك.

وأضاف أنه حتى تحقق أي دولة أو إقليم أو منطقة هذا الهدف، فإنها تحتاج إلى توعية سكانها بشأن ما يتعلق بالنظم والطرق المتبعة دوليًا للمحافظة على سلامة الأغذية، مبينًا أن هذه تعد الخطوة الثانية في مشوار الوصول إلى هدف “غذاء إفريقي أكثر أمانًا”، موضحًا أن الخطوة الثالثة هي وجود بنية تحتية قوية قادرة على تحقيق هدف سلامة الغذاء.

الاستثمار في الغذاء.. سبيل النجاة

في منتصف عام 2021، تعهد تحالف من مصارف متعددة الأطراف للتنمية بتقديم أكثر من 17 مليار دولار على مدار عدة سنوات، لتحسين الأمن الغذائي في إفريقيا، ما أعلن عنه بعد اجتماع عقد عبر الانترنت بعنوان “الغذاء لإفريقيا”، نظمه بنك التنمية الإفريقي وصندوق الأمم المتحدة الدولي للتنمية الزراعية، حسب ما أوردته إذاعة مونت كارلو الدولية.

وخلال الاجتماع، تعهد رؤساء 17 دولة إفريقية بمضاعفة القدرات الإنتاجية لقطاعاتهم الزراعية، معتمدين على التكنولوجيا والاستثمارات في دخول الأسواق وتطوير الأبحاث.

5 مليارات دولار لتعزيز الأمن الغذائي العالمي

في هذا السياق، كشف نائب وزير الزراعة الأمريكي، في حديثه لـ«رؤية» عن أن بلاده خصصت 5 مليارات دولار خلال السنوات الـ5 الأخيرة، لتعزيز الأمن الغذائي وسلامة الغذاء للدول المحتاجة، فضلًا عن 15 مليون دولار أخرى لدعم البرامج التمويلية للاستثمارات الغذائية.

وأوضح أن بعض هذه المخصصات استهدفت تمويل أنشطة عالمية، في حين توجه البعض الآخر إلى القارة الإفريقية، في حين لم يكشف عن حجم المخصصات المالية الموجهة من أمريكا لدعم سلامة الغذاء في إفريقيا وحدها.

 مخاوف من وصول الجوع لمستويات قياسية

العام الماضي 2022، دعت 3 وكالات أممية (الفاو واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي)، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وطويلة الأمد في غرب ووسط إفريقيا، محذرة من أن المنطقة تواجه الجوع القياسي ويعاني الآلاف من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، حسب ما جاء في بيان مشترك.

وخلال الاجتماع السنوي لشبكة الوقاية من أزمة الغذاء في غرب إفريقيا في لومي (توجو) 2022، حثت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي الحكومات في جميع أنحاء المنطقة على زيادة الدعم والاستثمارات في برامج الأمن الغذائي والتغذية، التي تعزز صمود المجتمعات، وتحمي سبل عيشهم.

وحذرت المنظمات الثلاثة من أن يصل عدد الجياع في غرب ووسط إفريقيا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، عند 48 مليون شخص (بما في ذلك 9 ملايين طفل) خلال 2023، إلا في حال تقديم حلول عاجلة وطويلة الأمد لمعالجة هذه الأزمة.

مستوى خطير لانعدام الأمن الغذائي في إفريقيا

في أحدث تقارير الأمم المتحدة بهذا الشأن، قالت المنظمة إن انعدام الأمن الغذائي الحاد في غرب ووسط إفريقيا وصل إلى أعلى مستوى له منذ 10 سنوات، خلال شهر يونيو الماضي، مع تزايد مقلق لانعدام الأمن الغذائي في بلدان منطقة الساحل الإفريقية، وذلك وفق دراسة جديدة.

وحذر برنامج الأغذية العالمي من مستويات جوع كارثية في المناطق المتضررة من الصراع في بوركينا فاسو ومالي، حيث يعرقل انعدام الأمن بشدة المساعدة الإنسانية.

ربما يعجبك أيضا