مسجونة في إيران.. من هي نرجس محمدي الحائزة على نوبل للسلام 2023؟

محمد النحاس

حصلت الحقوقية نرجس محمدي على جائزة نوبل للسلام فيما تقبع خلف أسوار السجون الإيرانية


حصلت الناشطة الحقوقية، نرجس محمدي، السجينة في إيران، على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، الجمعة 6 أكتوبر 2023.

ونالت نرجس، المحكوم عليها بالسجن 10 سنوات بتهمة تهديد الأمن القومي، الجائزة العالمية من أجل “نضالها ضد اضطهاد المرأة في إيران وكفاحها لدعم حقوق الإنسان والحرية للجميع”.

احتجاجات إيران

تعارض الحقوقية أحكام الإعدام والحبس الانفرادي، وتأتي عقوبتها بزعم “تهديد الأمن القومي، ونشر دعاية مضادة للدولة”.

وجاء إعلان لجنة نوبل النرويجية في أوسلو عن فوز نرجس بالجائزة، بعد موجة احتجاجية هزّت إيران، وقادتها النساء بسبب وفاة مهسا أميني (22 عامًا)، التي كانت محتجزة لدى “شرطة الأخلاق” قبل نحو عام.

حسب ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، خلال الاحتجاجات التي حظيت بزخم داخلي كبير، واهتمام عالمي، قُتل المئات بما فيهم 44 قاصرًا، واعتقلت السلطات نحو 20 ألف إيراني، وجرى اعتقال 20 ألف إيراني، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

احتفاء بالمحتجين

من جانبها، قالت اللجنة النرويجية: “إن جائزة السلام لهذا العام تحتفي أيضًا بمئات الآلاف من الأشخاص الذين تظاهروا في العام الماضي ضد سياسات التمييز والقمع التي ينتهجها النظام الإيراني ضد النساء”.

وأشارت اللجنة إلى أن “الشعار الذي تبناه المتظاهرون (المرأة، الحياة، الحرية) يعبر على نحو عن جهود وتفاني نرجس محمدي”، وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

“كفاح حتى تحرير المرأة”

الحقوقية البارزة المسجونة في إيران، تعهدت بالبقاء داخل البلاد لمواصلة نشاطها، حتى لو كان الثمن أن تقضي ما تبقى من حياتها في السجن، وقالت: “سأواصل الكفاح ضد السياسات القمعية للحكومة الدينية حتى تحرير المرأة”.

وفازت نرجس بالجائزة من بين 351 مرشحًا هذا العام، وهو ثاني أعلى عدد من المرشحين في تاريخ الجائزة، وتنضم الحقوقية الإيرانية إلى 137 متوجًا بجائزة نوبل للسلام منذ تدشينها عام 1901 التي تضم الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، والرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، ونيلسون مانديلا، والأم تريزا.

أكبر تحدٍ للسلطة في إيران

على مدار العقود 3 الماضية، اعتقلت الحكومة الإيرانية الحقوقية نرجس محمدي عدة مرات بسبب نشاطها.

وحسب “نيويورك تايمز”، فقد حرمت السلطة من أهم جوانب حياتها، مسارها المهني كمهندسة، وصحتها، والوقت الذي تقضيه مع عائلتها.

وأعربت عائلة نرجس عن اعتزازها بهذا الاحتفاء، لكنها في التوقيت ذاته أعربت عن مخاوفها عن نرجس.

واكتسب نشاط نرجس زخمًا جديدًا، عند اندلاع الاحتجاجات في إيران سبتمبر من العام الماضي، التي مثلت أخطر تحدٍ لإيران منذ عام 2009.

والعام الماضي تقاسم جائزة نوبل للسلام نشطاء ديمقراطيين من أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا، كأنها رسالة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يخوض حربًا في الداخل ضد المعارضة منذ سنوات، وفي الخارج ضد أوكرانيا منذ فبراير 2022.

ربما يعجبك أيضا