لماذا ينبغي فرض جولة جديدة من العقوبات على إيران؟

تحليل: ينبغي توسيع العقوبات لتشمل الشركات والدول التي تزود إيران أو وكلاءها بالسلاح

آية سيد
لماذا ينبغي فرض جولة جديدة من العقوبات على إيران؟

الإرادة السياسية لعزل إيران بالعقوبات الدولية وحظر السلاح تضعف، خاصة لدى الحلفاء الأوروبيين، الذين يريدون بيع الأسلحة لكلا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإيران.


قدم تقرير “تقييم التهديدات السنوي لمجتمع الاستخبارات الأمريكية”، المنشور في 5 فبراير الماضي، تحذيرًا بشأن التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة.

وأشار الكاتب والعضو بمجلس إدارة عدد من مراكز الأبحاث، مثل المجلس الأطلسي ومجموعة الأزمات الدولية، أحمد الشرعي، إلى أن التقرير يقدم صورة ينبغي أن تقلق صناعة السياسة والعامة، ولذلك يجب أن تتحرك الولايات المتحدة لكبح التهديد الإيراني.

إنذار مبكر

في تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، أول من أمس الجمعة 15 مارس 2024، لفت الكاتب إلى أن تقرير الاستخبارات الأمريكية يقدم تحذيرًا شديد اللهجة ينبغي أن تنتبه إليه الإدارة الأمريكية حتى لا تتكرر أخطاء الماضي، مثل هجوم بيرل هاربر، وهجمات 11 سبتمبر 2001، وهجوم حماس على إسرائيل.

وكان المحور غير المعلن للتقرير هو الحاجة المُلحة إلى القيادة الأمريكية في الوقت الذي يتحالف أعداء الولايات المتحدة، ويضربون الحلفاء في إسرائيل وأوكرانيا ويهاجمون السفن الأمريكية في البحر الأحمر في حين يهددون تايوان وكوريا الجنوبية.

التهديد الإيراني

حسب التحليل، تهدد إيران النظام الأمريكي مباشرةً عبر استخدام وكلائها لإطلاق الصواريخ على إسرائيل وخطف المواطنين الإسرائيليين والأمريكيين. وفي الوقت نفسه، هاجمت جماعة الحوثي في اليمن سفن البحرية الأمريكية. وتنتج إيران أيضًا المسيّرات التي تستخدمها روسيا ضد أوكرانيا والصواريخ التي تستطيع الوصول إلى حلفاء الناتو.

وذكر تقرير الاستخبارات الأمريكية أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني هو الأكبر في الشرق الأوسط. وعقدت إيران شراكة مع روسيا والصين، وهو تحالف يمتد عبر معظم أراضي أوراسيا.

ووجد التقرير أن طهران تظل ملتزمة بتطوير شبكات وكيلة لمهاجمة مواقع داخل الولايات المتحدة. وتستمر إيران في استهداف المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين انتقامًا من مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة صاروخية أمريكية في يناير 2020.

القوات الأمريكية

الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط

الإجراءات اللازمة

حذر الشرعي في تحليله من أن الإرادة السياسية لعزل إيران بالعقوبات الدولية وحظر السلاح تضعف، خاصة لدى الحلفاء الأوروبيين، الذين يريدون بيع الأسلحة لكلا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإيران.

ولذلك سيتعين على إدارة جو بايدن حشد القادة الأوروبيين، خاصة في ألمانيا وفرنسا والسويد، وتذكيرهم أن أوكرانيا والناتو يحتاجان إلى كل الأسلحة التي يستطيع صانعو الأسلحة شحنها، وأن تزويد إيران، التي تخوض حربًا بالفعل مع الولايات المتحدة، بالسلاح يتعارض مع روح الناتو.

وينبغي توسيع العقوبات لتشمل الشركات والدول التي تزود بالسلاح إيران أو وكلاءها، حزب الله اللبناني، والحوثيين، والميليشيات المدعومة إيرانيًا في العراق وسوريا. ويتعين أن تعكس العقوبات حقيقة أن إيران تدير “اتحادًا” من الجماعات الإرهابية.

استغلال الوضع الداخلي

ينبغي أن تعزز أمريكا أيضًا دعمها للاتحادات التجارية وحركات المعارضة الديمقراطية، داخل إيران وخارجها. وحسب التحليل، تراجعت شعبية النظام، الذي صُدم بحجم احتجاجات الشوارع في إيران، في أواخر 2022 وبدايات 2023.

زيارة نادرة.. ماذا فعل قائد شرطة إيران في موسكو؟

احتجاجات إيران

وكذلك يشتكي الشعب الإيراني من فساد المسؤولين. والتضخم، الذي تجاوز الآن 4%، يحشد الجميع، حتى غير السياسيين، ضد النظام. وهكذا فإن الإيرانيين الراغبين في تغيير النظام في الشرق الأوسط هم أنفسهم عرضة لتغيير النظام داخل بلادهم.

الوضع الاقتصادي

تُعد الصين أكبر مشتري للنفط من إيران. وفي ظل تراجع اقتصادها، تقلل بكين مشترياتها من النفط. وبالنسبة لإيران، مبيعات النفط هذه ضرورية لتمويل مشروعات الأعمال العامة، والإيرانيون يطلبون المزيد من الكهرباء والمياه.

ولفت التحليل إلى أن تباطؤ صادرات النفط يعني المزيد من الاضطراب في المدن الإيرانية المحرومة من الكهرباء وعجز أكبر في الميزانية. ولذلك، قد تصبح العقوبات الأمريكية الجديدة مؤثرة هذه المرة.

ربما يعجبك أيضا