مع استمرار الهجمات.. كيف يردع بايدن الحوثيين؟

هجمات الحوثيين على السفن تستمر بلا هوادة رغم الضربات الأمريكية

آية سيد
مع استمرار الهجمات.. كيف يردع بايدن الحوثيين؟

تسلط الهجمات الضوء على تحديات ردع جماعة الحوثي، التي تسعى لتحويل نفسها من لاعب هامشي ضمن القوات المتحالفة مع إيران إلى إحدى أقوى الميليشيات في الشرق الأوسط.


يواصل الحوثيون شن الهجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، رغم استمرار الضربات الأمريكية لإضعاف قدرات الجماعة المدعومة إيرانيًّا.

ووفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الثلاثاء 20 فبراير 2024، هذه الهجمات الجريئة تثير تساؤلات جديدة لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن كيفية وقف الهجمات ومنع الحرب الدائرة في قطاع غزة من إشعال صراع إقليمي أكثر زعزعة للاستقرار.

استهداف سفينة بريطانية

تسلط الهجمات الضوء على تحديات ردع جماعة الحوثي، التي تسعى لتحويل نفسها من لاعب هامشي ضمن القوات المتحالفة مع إيران إلى إحدى أقوى الميليشيات في الشرق الأوسط، وفق الصحيفة.

ويوم الأحد الماضي، ضرب الحوثيون سفينة الشحن البريطانية “روبيمار” في البحر الأحمر، ما أجبر طاقم السفينة على إخلائها وسط مخاوف من إمكانية تعرضها للغرق، حسب شركة الحلول الرقمية البريطانية “فانجارد تك”. وقالت رئيسة الاستخبارات البحرية بالشركة، إيلي شفيق، إنه من المستبعد استرداد السفينة.

مع استمرار الهجمات.. كيف يردع بايدن الحوثيين؟

السفينة البريطانية روبيمار

ورأى الرئيس التنفيذي لشركة “ويندوارد” المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي البحري، ومقرها لندن، آمي دانيال، أنه إذا غرقت السفينة، “ستثير المزيد من الحذر لدى العديد من الأطراف المعنية الذين يعملون حول اليمن. وبالتالي، من المرجح أن يتصاعد انخفاض التجارة في المنطقة”.

تصعيد الهجمات

أعلن الحوثيون، أمس الثلاثاء 20 فبراير، أنهم شنوا سلسلة أخرى من الهجمات، التي شملت ضربات مسيّرات على سفن حربية أمريكية في خليج عدن وبحر العرب، وإطلاق صواريخ بحرية على ما قالوا إنها سفينة إسرائيلية، وأهداف جنوبي إسرائيل. وقال الجيش الأمريكي إن إحدى مدمراته أسقطت صاروخ كروز مضادًا للسفن كان متجهًا نحوها.

ووفق البنتاجون، حاول الحوثيون مهاجمة 45 سفينة على الأقل على مدار الـ4 أشهر الماضية، وأسقط الجيش الأمريكي نحو 95 مسيّرة وصاروخ. وإضافة لهذا، شن المقاتلون المدعومون إيرانيًا أكثر من 170 هجومًا في العراق وسوريا والأردن لاستهداف الجيش الأمريكي.

وفي حين أن الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن تناقصت في الأيام الأخيرة، تستمر هجمات الحوثيين بلا هوادة، حسب وول ستريت جورنال. وقال مسؤول أمريكي إن الحوثيين استهدفوا عمدًا السفن العسكرية الأمريكية يوم الأحد باستخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن للمرة الأولى.

ماذا سيردع الحوثيين؟

من جهته، استبعد مدير مشروع إيران بمجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، أن يتبع الحوثيون أي توجيهات من طهران للحد من هجماتهم. وقال: “الإيرانيون لا يستطيعون كبح الحوثيين. نحن نرى الآن أنهم نجحوا في إيقاف الهجمات على القوات الأمريكية في العراق، ربما بنحو مؤقت. لكن ليس هذا نوع النفوذ الذي يمتلكونه على الحوثيين”.

«الخيار السلبي».. كيف شجعت الولايات المتحدة الحوثيين؟

الحوثيون في اليمن

وفي سياق متصل، قال مدير برامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، ويليام ويشسلر، إن إدارة بايدن يجب أن تفكر في حملة عسكرية موسعة، تشمل ضربات تستهدف قادة الحوثيين مباشرة، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية.

لكن الزميلة غير المقيمة بمعهد الشرق الأوسط، ندوى الدوسري، رأت أن الحملة العسكرية الأمريكية الموسعة لن تكون فاعلة. وقالت: “الضربات الجوية لن تنجح في تحييد قدرات الحوثيين”، مشيرةً إلى أنها “تثبت صحة رواية الحوثيين بأنهم في حرب مع أمريكا وإسرائيل”.

الحل في غزة

حسب وول ستريت جورنال، لفت علي فايز، ونائب الأدميرال السابق، كيفن دونيجان، الذي قاد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط كقائد للأسطول الخامس من 2015 إلى 2017، إلى أن الطريقة الأكثر فاعلية لكبح تهديد الحوثيين هي إنهاء الحرب في غزة.

وقال دونيجان: “علينا حل الصراع في غزة أو وقفه بطريقة ما. هذا هو الشيء الوحيد الذي سيتيح حدوث أمور أخرى. وفي الوقت نفسه، لا يمكننا السماح للحوثيين بتفجير سلسلة الإمداد العالمية”.

ربما يعجبك أيضا