بتصعيد المواجهة مع الحوثيين.. بايدن يجر أمريكا إلى حرب جديدة

بايدن وإدارته يسحبان الولايات المتحدة باتجاه حرب أخرى في الشرق الأوسط

آية سيد
بتصعيد المواجهة مع الحوثيين.. بايدن يجر أمريكا إلى حرب جديدة

لعدة أشهر، تجنب بايدن الحل الأوضح لتجنب المواجهة الأوسع في الشرق الأوسط.


قبل توليه السلطة، تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتقييد التدخلات العسكرية الأمريكية وإنهاء “الحروب الأبدية”.

وحدد بايدن أن استخدام القوة العسكرية يجب أن يكون “للدفاع عن المصالح الحيوية، عندما يكون الهدف واضحًا وقابلًا للتحقيق”. لكن الآن، يجر بايدن الولايات المتحدة نحو حرب محتملة أخرى، لا تلبي تلك المعايير، وفق مدير مركز هاجوب كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، محمد بازي.

حرب أخرى

في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الخميس 25 يناير 2024، لفت بازي إلى أن إدارة بايدن تخاطر بالدخول في صراع أوسع مع الحوثيين في اليمن، وسط تقارير تفيد بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تستعد لـ”حملة عسكرية مستمرة” ضد الجماعة المدعومة إيرانيًا.

ويأتي ذلك بعد فشل الضربات الجوية والصاروخية، التي امتدت لأسبوعين تقريبًا، في وقف الهجمات على سفن الشحن بالبحر الأحمر. وفي 18 يناير الحالي، عندما سُئل بايدن عما إذا كانت الهجمات الأمريكية على أهداف الحوثيين تنجح، أجاب بصراحة: “هل توقف الحوثيين؟ لا. هل ستستمر؟ نعم”.

ونوّه أستاذ الصحافة بجامعة نيويورك إلى أن بايدن وإدارته يسحبان الولايات المتحدة باتجاه حرب أخرى، وهذه المرة في اليمن.

الأسلحة التي استخدمت بالضربة الأمريكية البريطانية على الحوثيين_

الأسلحة التي استخدمت بالضربة الأمريكية البريطانية على الحوثيين_

توسع الصراع

قال بايدن ومساعدوه باستمرار إن إحدى أولوياتهم هي منع غزو إسرائيل المدمر لغزة من الانتشار إلى صراع إقليمي قد يخرج عن السيطرة. لكن هذا العدوان انتشر بالفعل إلى اشتباكات في لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن والبحر الأحمر، وفق بازي.

ولعدة أشهر، تجنب بايدن الحل الأوضح لتجنب المواجهة الأوسع، وهو، حسب الكاتب، الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء عدوانها على غزة والتفاوض مع حماس على وقف إطلاق النار.

خيارات متعددة

تمتلك إدارة بايدن عدة خيارات للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وأشار بازي إلى أن الإدارة الأمريكية تستطيع التهديد بحجب المساعدات العسكرية التي تساوي مليارات الدولارات، والتي تسمح لإسرائيل بمواصلة عدوانها، أو يمكنها التوقف عن استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن لإبطال القرارات التي تدعو لوقف إطلاق النار.

إلا أن بايدن وفريقه تعاملوا مع الصراع الإقليمي وكأنه شيء منفصل عن الحرب في غزة، وهو ما وصفه الكاتب بنوع من التفكير الرغبوي المدفوع بمعالجة الأعراض بدلًا من البحث عن علاج للمرض الأساسي.

من المستفيد؟

لفت الكاتب إلى أن بايدن، بتورطه أكثر في اليمن، يعمل ضد مصالحه الشخصية، وكذلك الأولويات الأمنية الأمريكية، خلال حملة الانتخابات الرئاسية التي من المرجح أن يواجه فيها دونالد ترامب مجددًا.

وعلى الجانب الآخر، يحقق نتنياهو أكبر قدر من الاستفادة عبر إطالة أمد صراع غزة، كي يتمكن من تجنب المحاسبة السياسية في إسرائيل على خلفية اتهامات الفساد التي تلاحقه والتحقيق في ما إذا كان بوسع إدارته منع هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

هجمات الحوثيين

بدأ الحوثيون هجمات البحر الأحمر في أواخر أكتوبر الماضي، بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على السفن التجارية التي تُبحر في المنطقة. وقال الحوثيون إنهم يعملون دعمًا للفلسطينيين، وسيتوقفوا عن استهداف السفن بمجرد أن تُنهي إسرائيل عدوانها على غزة.

وهذه الهجمات دفعت كبرى شركات الشحن العالمية إلى تغيير مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ما يحمّلها تكاليف باهظة. ولذلك شكلت إدارة بايدن ائتلافًا دوليًا لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر.

وعندما لم ترتدع الجماعة، أطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية وصاروخية على عدة أهداف في اليمن 8 مرات، كان آخرها الاثنين الماضي 22 يناير. لكن الهجمات لم تتوقف وتعهد قادة الحوثيين بالانتقام من الولايات المتحدة وبريطانيا.

إنفوجراف| ما هي قوة حارس الازدهار التي شكلتها أمريكا في البحر الأحمر؟

إنفوجراف| ما هي قوة حارس الازدهار التي شكلتها أمريكا في البحر الأحمر؟

تعزيز المكانة

حسب بازي، يصوّر الحوثيون أنفسهم كإحدى القوى القليلة في الشرق الأوسط المستعدة للوقوف في وجه إسرائيل وحلفائها الغربيين دفاعًا عن القضية الفلسطينية. ويستخدم قادة الحوثي الانتباه العالمي لتعزيز سُمعتهم في الشرق الأوسط ورفع مكانتهم داخل ما يُسمى “محور المقاومة”، وهي شبكة من الميليشيات الإقليمية المدعومة إيرانيًا.

ومنذ 7 أكتوبر، حاولت هذه الشبكة، التي تضم كذلك عدة ميليشيات في العراق وسوريا وحزب الله اللبناني، زيادة مخاطر حرب غزة عن طريق ضرب أهداف إسرائيلية وأمريكية في أنحاء المنطقة.

وفي الختام، قال بازي إن بايدن، برفضه الضغط على إسرائيل لوقف قصفها لقطاع غزة وقبول وقف إطلاق النار، يصعّد المواجهة الأمريكية مع الحوثيين. وهكذا، يخاطر بايدن بتوريط الولايات المتحدة في صراع مفتوح آخر، الذي قد يتوسع بالمصادفة أو الحسابات الخاطئة. وفي كلتا الحالتين، فهو يهدد بإطالة أمد الحروب الأبدية.

ربما يعجبك أيضا