مشروع ضخم لنقل الطاقة النظيفة من المغرب إلى بريطانيا.. ما التفاصيل؟

ولاء عدلان

مجرد اكتمال مشروع إكس لينكس في المغرب سيكون قادرًا على توفير 8% من احتياجات بريطانيا من الكهرباء سنويًّا على نحو ثابت.


أستأنفت شركة “إكس لينكس” لحلول الطاقة محادثاتها مع الحكومة البريطانية بشأن مشروعها لاستيراد الكهرباء من مزارع الرياح والطاقة الشمسية في المغرب.

وكشفت الشركة المتخصصة في حلول الطاقة يوم الجمعة الماضي أنها بدأت محادثات مع مستثمرين محتملين لتأمين التمويل اللازم لاستكمال مشروعها الذي يستهدف بناء أطول كابل كهرباء بحري في العالم للربط بين بريطانيا والمغرب بتكلفة تتراوح ما بين 20 إلى 22 مليار دولار.

مشروع طموح

قال الرئيس التنفيذي لـ”إكس لينكس”، السير ديف لويس، في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” في 29 إبريل الماضي إنه من المتوقع الحصول على الشحنات الأولى من مشروع الكابل البحري بين المغرب وبريطانيا بحلول 2027، على أن يجرى تشغيله بكامل طاقته في 2029، موضحًا أن إنتاج الكابل بواسطة شركة “إكس أل سي سي” التي تتخذ من غلاسكو مقرًا لها سيستغرق نحو 4 أعوام.

وتعتزم الشركة بناء 4 كابلات كهربائية بطول 3 آلاف و800 كيلومتر لكل منها، وهذا يزيد 4 مرات عن الكابل الرابط بين بحر الشمال والنرويج، وهو الأطول حاليًا في العالم، وتأمل الشركة في أن تطلق أعمال مد الكابلات تحت المحيط الأطلسي بحلول 2025، على أثر الانتهاء من بناء مزارع لتوليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية في “كلميم واد نون” المغربية بمساحة 1500 كيلو متر مربعة، وفق “ديلي تلغراف“.

محادثات لتأمين التمويل اللازم

أجرت “إكس لينكس” حاليًا محادثات مع بنوك استثمارية لإطلاق خطة تمويل لصالح بناء مزارع الرياح والطاقة الشمسية في المغرب جنبًا إلى جنب مع بدء أعمال تشييد الكابلات البحرية في إبريل الماضي، وبحسب “ديلي تلغراف” حصلت الشركة على نحو 50.3 مليون دولار من الحكومة البريطانية، وتتطلع لجمع باقي التمويل من صناديق التقاعد والثروات السيادية والبنية التحتية المهتمة بمجال الطاقة النظيفة.

وأوضح ديف لويس أن “إكس لينكس” لا تبحث عن تمويل حكومي مباشر، لكنها تجري محادثات مع المسؤولين بشأن تأمين عقود توريد بفروق سعرية، موضحًا أنهم يعرضون توفير خدمات الكهرباء من المشروع الجديد بسعر 48 جنيهًا إسترلينيًا ما يعادل نحو 60 دولارًا لكل ميجاوات / ساعة، مقارنة بـ92.5 جنيه أو ما يعادل 116 دولارًا للكهرباء المتولدة من مفاعل “هينكلي بوينت”، ما يعني وفورات أكبر للمستهلك.

UK in huge energy boost deal struck with Morocco for game changing underwater cables 1600972 1

إضاءة 7 ملايين منزل

يتمتع مشروع إكس لينكس المغرب-المملكة المتحدة بميزة فريدة هي الجمع بين طاقتي الرياح والشمس في ظروف جغرافية مثالية تجعله قادرا على توليد طاقة شبه ثابتة بمتوسط 20 ساعة في اليوم، وقدرة تصل إلى 10.5 جيجاوات من الكهرباء النظيفة التي تكفي لتوفير طاقة منخفضة التكلفة لأكثر من 7 ملايين منزل في بريطانيا بحلول 2030، وبطاقة تتجاوز مفعل هينكلي بوينت بالضعف.

وبمجرد اكتمال المشروع سيكون قادرًا على توفير 8% من احتياجات بريطانيا من الكهرباء سنويًّا على نحو ثابت بفضل بطاريات تخزين بسعة 20 جيجاوات سيجرى تركيبها ضمن مزارع الطاقة في “كلميم واد نون” المغربية، وأوضح “لويس” أن المشروع الذي بدأ التخطيط له في 2021، حال اكتماله سيسهم في وصول بريطانيا إلى هدف صفر انبعاثات كربونية قبل 2050.

لماذا المغرب؟

قال الرئيس التنفيذي لـ”إكس لينكس” إن صحراء المغرب من أفضل الأماكن في العالم لتوليد الطاقة المتجددة، ما يجعله الشريك المثالي، وهو أيضًا شريك موثوق يتمتع بعلاقات تجارية تمتد لقرون طويلة مع المملكة المتحدة، فضلًا عن كونه رائدًا عالميًّا في مجال الطاقة المتجددة، ويمتلك أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم ” نور ورزازات”.

وفي العام 2009، أطلق المغرب استراتيجية طاقيّة طموحة تهدف إلى استكشاف مصادر جديدة للطاقة  وزيادة حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى أكثر من 52% بحلول 2030، ويوجد لديه الآن نحو 111 مشروعًا للطاقة المتجددة في طور الاستغلال أو التطوير، وخلال العام الماضي بلغ إجمالي إنتاجه من الكهرباء النظيفية نحو 3950 ميجاوات بحصة 37% من مزيج الطاقة بالبلاد.

Untitledءءء 1

مؤشرات مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بالمغرب

مميزات فريدة

يتمتع المغرب بثالث أعلى معدل للإشعاع الشمسي الأفقي عالميًّا، متجاوزًا المعدل في بريطانيا بأكثر من الضعف، في حين تولّد الألواح الشمسية فيه طاقة أكثر بـ3 أضعاف المنتجة في بريطانيا، وفي الشتاء تشرق الشمس في المغرب لمدة 10 ساعات يوميًّا، ويصل متوسط ساعات ضوء الشمس سنويًّا إلى ألفين و900 ساعة، وفق “إكس لينكس“.

وهذه المميزات ترفع قدرة المغرب على تصدير الطاقة المتجددة لأوروبا في أوقات انخفاض إنتاج طاقة الرياح والشمس في شمال القارة، ولدى المغرب خطين لتصدير الكهرباء إلى إسبانيا وعدة شراكات “طاقيّة” مع بلدان أوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وعربية مثل الإمارات التي ساهمت من خلال شركة “مصدر” في بناء أول محطة هجينة للطاقة الشمسية في العالم “نور ميدلت” بالمغرب.

ربما يعجبك أيضا