مصادر استخباراتية: إيران درّبت مقاتلي حماس قبل هجوم 7 أكتوبر

500 مقاتل فلسطيني حصلوا على تدريبات متخصصة في إيران

آية سيد
حماس

قاد ضباط فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، تدريبات لعناصر حماس قبل هجوم 7 أكتوبر بأسابيع.


كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن أن المئات من عناصر حركة حماس الفلسطينية حصلوا على تدريبات قتالية متخصصة في إيران.

وحسب ما نقلت الصحيفة عن أشخاص وصفتهم بالمطلعين على معلومات استخباراتية متعلقة بهجوم حماس على إسرائيل، شارك في التدريبات قرابة 500 مقاتل من حركتي حماس والجهاد في فلسطين، في سبتمبر الماضي.

تدريب إيراني

أفادت الصحيفة، في تقريرها المنشور أمس الأربعاء 25 أكتوبر 2023، أن ضباط فيلق القدس، الذراع المعنية بالعمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، قادوا التدريبات. وقال الأشخاص المطلعون إن مسؤولين فلسطينيين بارزين، وقائد فيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، حضروا التدريبات.

مصادر استخباراتية: إيران درّبت مقاتلي حماس قبل الهجوم على إسرائيل

قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني

وفي 7 أكتوبر، نفذت حركة حماس هجومًا أطلقت عليه “عملية طوفان الأقصى“، عندما تدفق مقاتلوها عبر الحدود من قطاع غزة إلى المستوطنات الواقعة جنوبي إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي واحتجاز نحو 250 رهينة، في ما وُصف بأنه أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل منذ حرب 1973.

غياب الأدلة

حسب تقرير وول ستريت جورنال، قال مسؤولون أمريكيون إن طهران درّبت المقاتلين في إيران وأماكن أخرى، لكنهم لا يملكون مؤشرات على حدوث تدريب جماعي، قبل هجوم حماس مباشرة.

وأشار المسؤولون الأمريكيون والأشخاص المطلعون على المعلومات الاستخباراتية إلى أنهم لا يملكون معلومات تدل على أن إيران أجرت هذه التدريبات خصيصًا للاستعداد لهجوم 7 أكتوبر.

اتهام إسرائيلي

من جهة أخرى، أدلى الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بتصريحات، هي الأكثر صراحةً حتى الآن، بشأن دور إيران في مساعدة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري: “قبل الحرب، ساعدت إيران حماس بالأموال، والتدريب، والسلاح، والمعرفة التكنولوجية مباشرة”، مضيفًا أن إيران تساعد حماس الآن بالمعلومات الاستخباراتية، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية.

مخاوف من توسع الصراع

يخاطر الصراع في قطاع غزة بالتوسع إلى مواجهة إقليمية مع إيران والجماعات المسلحة الموالية لها في عدة دول عربية.

وفي البداية، سعت إسرائيل والولايات المتحدة إلى تسليط الضوء على دور إيران في دعم حماس والجماعات المسلحة الأخرى، مثل حزب الله اللبناني، الذي يتبادل إطلاق النار بنحو متقطع مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية.

لكن في ظل ارتفاع مخاطر توسع الحرب، قالت واشنطن إنها لا تمتلك أدلة على تورط طهران مباشرة في التخطيط لهجوم حماس أو الموافقة عليه، وفق ما ذكرته وول ستريت جورنال.

المشاركة في التخطيط

مصادر استخباراتية: إيران درّبت مقاتلي حماس قبل الهجوم على إسرائيل

صورة جرى تداولها العام الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي لعناصر من حماس يتدربون في موقع غير معلوم

أشارت وول ستريت جورنال، في تقرير سابق، نقلًا عن مسؤولين بارزين في حماس وحزب الله، إلى أن فيلق القدس ساعد في التخطيط للهجوم ووافق على تنفيذه، في اجتماع في بيروت، يوم 2 أكتوبر، مع قادة حماس وحزب الله.

لكن مسؤولين أمريكيين بارزين شككوا في صحة هذه الروايات، لافتين إلى أن واشنطن لديها معلومات استخباراتية دامغة تشير إلى أن طهران تفاجأت بهجوم حماس.

وفي هذا الشأن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بات رايدر، الأسبوع الماضي: “المعلومات لدينا لا تُظهر علاقة مباشرة بين هجوم حماس وإيران. لكن هذا شيء سنواصل النظر فيه من كثب”.

تواصل مستمر

منذ هجوم 7 أكتوبر، يتباهى مسؤولو حماس بالدعم الإيراني. وفي حوار مع قناة العربية، قال المسؤول البارز في حركة حماس، خالد مشعل، إن حزب الله وإيران “دعمونا بالسلاح، والخبرة، والتكنولوجيا”.

ولفتت وول ستريت جورنال إلى أنه منذ الهجوم، يقول الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وحماس، والفصائل الأخرى في المنطقة، إنهم على اتصال وثيق لتنسيق أنشطتهم. وفي الأيام الماضية، كان قائد فيلق القدس في لبنان للتشاور مع مسؤولين من حماس وحزب الله.

آراء الخبراء

قال الخبير في شؤون الحرس الثوري الإيراني بجامعة تينيسي في تشاتانوجا، سعيد جولكار، إن إيران تقدم التدريب للفصائل المسلحة في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة.

وأضاف، في تصريح للصحيفة الأمريكية، أن هذا النوع من العمليات “من الصعب جدًا تنفيذه من دون دعم حزب الله والحرس الثوري، لأن حماس لا تمتلك القدرة على تنفيذه”.

واتفق المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق، نورمان رول، في أن الحرس الثوري يشارك في تدريب وتمويل ودعم الجماعات في المنطقة، لكنه رأى أن هذا لا يعني أن إيران وجهت هجوم 7 أكتوبر، لأنه “نادرًا ما يتحتم على طهران إشراك أفرادها”.

ربما يعجبك أيضا