مصادر مصرية: هناك ارتباط بين حادث المنيا والمواجهات العسكرية في طرابلس

عاطف عبداللطيف

رؤية

القاهرة – قالت مصادر مصرية مطلعة إن السلطات وقفت على وجود خيط يربط بين ما جرى في العاصمة الليبية طرابلس من مواجهات تستهدف إرباك سلطة فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وبين الهجوم الدموي الذي أودى بحياة العشرات من المسيحيين المصريين في المنيا، كاشفة عن أن المهاجمين تدربوا في ليبيا.

وبحسب “العرب”، أشارت المصادر إلى أن التصعيد العسكري المفاجئ في طرابلس، ثم الهجوم الدموي على المنيا الذي خلف استياء دوليًا واسعًا، كشفا عن أن المجموعات المتشددة في ليبيا تعيش حالة من الاضطراب خوفًا من أن يشملها تعهد قمة الرياض بمواجهة التنظيمات الإرهابية، خاصة أن الأمر هذه المرة مختلف في ضوء إدارة أمريكية بقيادة دونالد ترامب، عازمة على تفكيك الإرهاب في المنطقة، ولن تسمح بأي هامش للمتشددين بالإفلات من العقاب.

وكانت ميليشيات تابعة لحكومة الإنقاذ المنتهية ولايتها والتي كانت واجهة لحكم جماعة الإخوان في ليبيا قد قادت هجومًا مباغتًا على القوات الحكومية في محاولة للسيطرة عليها، وطرد فايز السراج من العاصمة طرابلس، والعودة للتحكم فيها.

وقالت أوساط ليبية مقيمة في القاهرة إن المجموعات المتشددة شعرت أن الليبيين يتجهون إلى حل سياسي متوازن يرضي مختلف الأطراف لإنهاء حرب الست سنوات، فتحركت لإفشال الاتفاق حتى لا يحسب كنجاح للدبلوماسية الإماراتية والمصرية.

ولم تستبعد أن يكون المتشددون، الذين نفذوا هجوم المنيا، جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى إرباك مصر ومنعها من الاستمرار في الضغط للوصول إلى حل ليبي ينتهي بطرد الميليشيات الأجنبية الموجودة بالبلاد، والتي تتلقّى في أغلبها دعمًا خارجيًا.

وأبلغ وزير الخارجية المصري، السفير سامح شكري، نظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون، أن منفذي الاعتداء تدربوا في معسكرات للمسلحين في ليبيا.

ولفتت الأوساط إلى أن ما يؤكد الترابط بين التصعيد في طرابلس وهجوم المنيا هو السعي لإرباك خيار الحرب على الإرهاب الذي قررته القمة الإسلامية الأميريكية في الرياض، مشيرة إلى أن هجوم المنيا كان يهدف إلى منع القاهرة من الاشتراك بفعالية في تلك الحرب وإظهارها بمظهر العاجز عن حماية الداخل المصري، فضلاً عن تزعم الحرب على الإرهاب في المحيط الإقليمي والذي تمثل ليبيا أحد أهم مواقعه.
كما أكد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز أن “المملكة تقف مع مصر بكامل إمكاناتها حتى يتم القضاء على الإرهاب بكل أشكاله وتجفيف منابعه”.

وبدا واضحًا أن الضربات التي وجهتها مصر في العمق الليبي تحمل أبعادًا إقليمية أخرى تدعمها القاهرة، إذ أنها جاءت بالتعاون مع القيادة العامة للجيش الليبي الذي يسعى جاهدًا للدخول إلى مدينة درنة شرقي ليبيا، وأنها رسالة إلى الشركاء الإقليميين والدوليين أن مصر جاهزة لأداء دورها في هذه الحرب التي يجب ألا تتأخر أكثر.

ربما يعجبك أيضا