مفتي مصر: ليس من سلطة العلماء تكفير أحد

شوقي علام: ينبغي عدم الانشغال بالتشكيك في أمور دينية ثبتت صحَّتها بالقرآن والسُّنة

بسام عباس
اسأل المفتي

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إنه ليس من سلطة العلماء تكفير أي أحد، فالحكم بتكفير أي إنسان لا يكون إلَّا عن طريق القضاء، ولا يتم إلا بعد التحقُّق الدقيق من الأمر.

وأضاف أنه ينبغي التثبت في كل الأمور قبل إلصاق أي تهمة بأي إنسان، لافتًا إلى أن القانون حدَّد طرقًا قانونية لزجر من يتجاوز في حق الثوابت الدينية الموجودة في الأديان السماوية، وهو مسار قانوني وشرعي بديلًا للتكفير.

التألي على الله

أوضح مفتي الديار المصرية أنه ينبغي عدم الجزم وعدم الحكم على الناس بأنَّ هذا في النار وهذا في الجنة؛ لأنه من التألِّى على الله، حتى إنَّ مَن لم تَصِلْه دعوة الإسلام الخاتمة لن يظلمه الله عزَّ وجلَّ، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾.

وأشار، خلال برنامج “اسأل المفتي“، على فضائية “صدى البلد”، اليوم الجمعة 24 مايو 2024، إلى أن سلوك طريق التكفير حيال المؤمنين وتكثير أسبابه فِعل يخالف المسلك النبوي الذي دلَّت عليه النصوص الشرعية من إحسان الظن والإمساك عن تكفير كل من نطق بالشهادتين.

رحمة مهداة

لفت مفتي مصر إلى أنَّ الشريعة الإسلامية قائمة على الرحمة والسماحة، فكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، رحمة مهداة، وسائر أفعاله وأقواله تُعبِّر عن هذه الرحمة، وحث على ضرورة التراحم بين العباد جميعًا، فقال: “إِنَّ اللَّه خلق الرَّحمة يوم خلقها مِائة رحمةٍ، فأمسك عِندهُ تِسعًا وتِسعِين رحمةً، وأرسل فِي خلقِهِ كُلِّهِم رحمةً واحِدةً…”.

وأشار إلى أن المؤمنين بالقرآن وصحيح السُّنة يؤمنون ويصدقون كل ما جاء بهما من قصص وأحداث حدثت مع الأنبياء، فضلًا عن الإيمان بالغيب، وهي من صفات المتَّقين التي جاءت في القرآن الكريم، مؤكدًا أن عدم العلم أو الوقوف على آثار توضِّح حياة بعض الأنبياء لا يدل ولا يعنى عدم وجودهم أو عدم حدوثها.

مراعاة فقه الأولويات

قال علام: “ينبغي عدم غياب فقه الأولويات عن حياتنا، فانشغال البعض بالتشكيك والإنكار لأمور دينية ثبتت صحَّتها بالقرآن والسُّنة والإجماع، أو بالطعن فيها وتجاهل أقوال العلماء السابقين، لهي أمور من شأنها أن تحدِث الفُرقة وعدم الاستقرار في المجتمع الواحد، وتثير البَلْبَلةَ في أمورٍ دينيةٍ مستقرة في أذهان المسلمين”.

وتابع: “خاصة وأن هذا يأتي في وقتٍ المجتمع فيه أحوج ما يكون لأن يتوحَّد أبناؤه بشأن قضايا البناء والتنمية وتقديم الأهم فالمهم كل ذلك مراعاةً لفقه الأولويات الذي يمنح الآخذ به بصيرة وتوفيقًا، ويعطيه رؤية واضحة فيما هو عام وخاص بدلًا من إنفاق الجهد والوقت في قضايا تشتِّت ولا تجمِّع”.

وشدد المفتي على ضرورة ألا يغتر المسلم بما قدمه من عمل، بل عليه الاستزادة من الطاعات والأعمال الصالحة لينال رحمة الله، لافتًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ» قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ، وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ».

ربما يعجبك أيضا