المصنع الوحيد للقاح كوفيد19 في إفريقيا مهدد بوقف الإنتاج.. ما القصة؟ «تفاعلي»

هالة عبدالرحمن

الإحجام الناتج عن تلقي اللقاحات، وسوء البنية التحتية الصحية، يعني أن إفريقيا قد تستمر في التأثر بالمرض بعد فترة طويلة من تفشي وباء كوفيد19 في أماكن أخرى.


سجلت قارة إفريقيا أقل عدد وفيات جراء الإصابة بكوفيد19 بنحو 8.3% فقط من 14.9 مليون حالة وفاة بالعالم، ووفقًا لتحليل منظمة الصحة العالمية.

ورغم أن سكان القارة السمراء، يمثلون 16.7% من إجمالي سكان العالم، فإن بعض الخبراء يقولون إن معدل الوفيات المنخفض قد يرجع إلى أن قارة إفريقيا “شابة”، بمتوسط ​​عمر 19.7 مقابل 42.5 في أوروبا، وفقًا لفاينانشال تايمز الأمريكية.

تهديدات بإغلاق أول مصنع لإنتاج اللقاحات في إفريقيا

أشار الخبراء إلى أن الإحجام عن تلقي اللقاحات وسوء البنية التحتية الصحية في إفريقيا، يمكن أن يتسببا في استمرار التأثر بالمرض بعد فترة طويلة من تفشي جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، في أماكن أخرى، ما يؤدي إلى ظهور متغيرات جديدة أكثر فعالية وأسرع انتشارًا.

في الوقت نفسه فإن الخسارة المحتملة في إنتاج اللقاحات المحلية، قد تجعل القارة غير مستعدة لمواجهة الأمراض في المستقبل. وقالت شركة آسبن فارماكير، إنه قد يتعين عليها إيقاف الإنتاج في مصنعها في جنوب إفريقيا، بعد تضررها من انخفاض الطلب.

ضعف الإقبال على اللقاحات في إفريقيا

قال المدير التنفيذي للشركة الوحيدة في القارة الإفريقية التي تصنّع جرعات من لقاح مضاد لفيروس كورونا، في تصريحات لـ“بي بي سي”، إن المنظمات العالمية التي تشتري اللقاحات للبلدان الفقيرة بحاجة إلى التعجيل وطلب الجرعات من الشركة من أجل إنقاذ خط إنتاجها، فيحصل أقل من 1 من كل 6 أفارقة على جرعتين من اللقاح مع تردد كثير منهم في تلقي اللقاح.

وأضاف الرئيس المشارك لتحالف توصيل اللقاحات في إفريقيا، أيواد ألاكيجا: “يؤثر نقص الزخم في اللقاحات في حالة الاستعداد الديناميكية لدينا للمتغير التالي، أو التهديد الفيروسي التالي، ما يعرض جهود إنتاج اللقاحات المحلية والإقليمية للخطر، لضمان عدم عودتنا إلى المرحلة صفر من الوباء”.

فشل هدف تطعيم 70% من سكان القارة

ذكر أيواد أن “الكفاح من أجل البقاء تجاريًّا لا يبشر بالخير للجهود المبذولة لبناء إنتاج اللقاح، ففي بداية جائحة كوفيد، لم يوجد سوى في 4 بلدان إفريقية لديها القدرة على تصنيع اللقاحات، هي جنوب إفريقيا ومصر والسنغال وتونس، والآن لدينا 15 دولة إفريقية لديها مشاريع تصنيع لقاحات قيد الإعداد”.

وبعد أيام قليلة من الموعد النهائي المحدد لهدف منظمة الصحة العالمية للبلدان، لضمان حصول 70% من سكانها على التطعيم المزدوج ضد كوفيد19 بحلول يونيو 2022، حققت دولتان إفريقيتان فقط هذا الهدف، فيقترب المغرب ورواندا من هدف حصول 70% من السكان على اللقاحات، في حين حصل 17.4% فقط من سكان إفريقيا على جرعتين من اللقاح، وهو أقل رقم في أي قارة، وفقًا لفاينانشال تايمز.

تراجع الاهتمام بمخاطر كوفيد

ينعكس الشعور بالمخاطر الصحية في جميع أنحاء القارة الإفريقية، فيتعين على مسؤولي الصحة العامة التعامل مع مجموعة واسعة من المشكلات، ففي نيجيريا، أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، جرى تطعيم 8.1% فقط من الناس مرتين ضد كوفيد19، وحققت إثيوبيا، ثاني أكبر دولة، أداءً أفضل قدره 18.5% لكنها لا تزال أقل بكثير من النسبة المستهدفة البالغة 70%.

وأفاد عالم الأوبئة الكاميروني والممثل الإقليمي لإيبيسنتر إفريقيا، الذراع البحثية لمنظمة أطباء بلا حدود، ياب بوم، لفاينانشال تايمز، أن كوفيد19 تراجع كثيرًا في قائمة أولويات الحكومات في إفريقيا، بسبب أوضاع صحية متردية مثل “سوء التغذية في بعض البلدان، وخطر أمراض الملاريا، والكوليرا، والحمى الصفراء، والحصبة”، كل هذا جعل الاهتمام بكوفيد ضئيلًا.

أولوية التطعيم ضد كوفيد ستكون بقرار سياسي

أوضح رئيس مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا، والمشرف على تقييم جائحة فيروس كورونا كوفيد 10 في القارة الإفريقية، الدكتور جون نكينجاسونج، أن شراء اللقاحات المضادة للفيروس من المنتجين لها داخل قارة إفريقيا “قرار سياسي”، ما يعني أن السلطات في الدول ستكون موجِّهة بذلك.

وأضاف جون لبرنامج نيوزداي على “بي بي سي”، أنه بدلًا من أن نعدها مؤسسة خيرية، يجب أن تكون جزءًا من الاستراتيجيات العالمية للتخلص من هذا الوباء والأوبئة المستقبلية، الذي بات خطره شبه مسيطر على دول العالم كافة.

ربما يعجبك أيضا