مظاهرات بغداد تزداد اشتعالًا في يومها الثاني

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

تجددت، صباح اليوم الأربعاء، التظاهرات في مناطق شمال العاصمة العراقية بغداد، فيما قطعت السُلطات الأمنية عدداً من الطُرق الحيوية وسط العاصمة.

وبدأت التظاهرات صباح اليوم في منطقة الشعب شمال بغداد، وأغلق المتظاهرون الطريق وأحرقوا إطارات السيارات”، فيما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء المنطقة.

وأغلقت السُلطات الأمنية جسر الجمهورية الرابط بين ساحة التحرير والمؤدي إلى المنطقة الخضراء، وجزءاً من جسر السنك، وساحتي التحرير والطيران وسط العاصمة وطُرق أخرى جنوبي بغداد.

اتساع رقعة المظاهرات

وبحسب مصادر أمنية وشهود عيان، فإن رقعة المظاهرات الاحتجاجية اتسعت بعد ظهر اليوم الأربعاء (الثاني من أكتوبر 2019) لتشمل مدنا ومحافظات أخرى في ظل إجراءات أمنية مشددة، ومنها الناصرية والنجف والسماوة وديالى وواسط والحلة لتصل إلى حد السيطرة على محافظة ذي قار والنجف وبابل وميسان والمطالبة برحيل رئيس الحكومة عادل عبد المهدي.

وعبر المحتجون عن رفضهم رهن القرار العراقي لإيران، كما رفعوا لافتات تطالب برحيل رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، محملين إياه مسؤولية ما تشهده البلاد.

ارتفاع حصيلة القتلى 

وتأتي احتجاجات الأربعاء بعد المظاهرات، التي شهدها العراق يوم الثلاثاء، وأدت إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 250 آخرين، بعد وفاة متظاهر الأربعاء متأثراً بجروح أصيب بها خلال تفريق تحرك احتجاجي في العاصمة بغداد في وقت متأخر الثلاثاء.

ولاحقا مساء الأربعاء، ارتفعت حصيلة القتلى إلى  5 منذ بدء الاحتجاجات، بعد مقتل متظاهرين في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبي العراق.

فيما أعلن التلفزيون العراقي عن وفاة متظاهر وإصابة 25 من بينهم 5 من قوات الأمن في المواجهات في محافظة ذي قار، فيما ذكرت مصادر عراقية رسمية أن حصيلة المواجهات بين الأمن والمحتجين، اليوم الأربعاء، قتيلان و82 مصاباً جراء احتجاجات اليوم في بغداد.

انقسام الرئاسات العراقية

ودعا الرئيس العراقي برهم صالح عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” إلى ضبط النفس واحترام القانون، مشيرا إلى أن “‏التظاهر السلمي حق دستوري مكفول للمواطنين”، ومضيفًا: “أبناءنا في القوات الأمنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين، والحفاظ على الأمن العام”.

وتابع الرئيس العراقي، قائلا “أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى”.

من جهته دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، ونائبه حسن الكعبي، إلى فتح تحقيق في الاحتجاجات والاستماع إلى المطالب المشروعة للمحتجين.

وقال الكعبي: إن السلطة التشريعية تدعم حق التظاهر السلمي في بغداد والمحافظات طالما كانت وفق الدستور والقانون، وعلى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي فتح تحقيق عاجل وعادل لأحداث أمس والاستماع إلى المطالب المشروعة لإخوتنــــــــا المتظاهرين والاستجابة لها.

كما أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس – بلاسخارت عن قلق بالغ، داعية السلطات إلى ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات.

أما رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، فقد أصدر بياناً قال فيه: “نحيي أبناء قواتنا المسلحة الأبطال الذين أظهروا قدراً عالياً من المسؤولية وضبط النفس في وجه المعتدين غير السلميين الذين تسببوا عمداً بسقوط ضحايا بين المتظاهرين”.

إطلاق الرصاص الحي

بيان رئيس الوزراء العراقي، أثار تعليقات نارية على وسائل التواصل الاجتماعي صباح الأربعاء، حيث اتسعت المظاهرات، وارتفعت هتافات العراقيين ضد إيران في ساحات العاصمة بغداد، بالتزامن مع قيام قوات الأمن وموالين لإيران بإطلاق النار على المتظاهرين وهروع سيارات الإسعاف لنقل عدد من المصابين.

وعقد رئيس الوزراء العراقي جلسة طارئة لمجلس الأمن الوطني، بينما قامت وزارة الاتصالات العراقية بحجب مواقع التواصل للحد من التظاهرات.

طهران برا برا

ونشرت مواقع تواصل اجتماعي عراقية وعربية مقاطع فيديو لمحتجين عراقيين في كركوك يرددون هتافات غاضبة ضد تدخلات طهران، كما ردد متظاهرون غاضبون أيضاً في كربلاء شعارات ضد طهران وهي “طهران برا برا كربلاء تبقى حرة”.

ربما يعجبك أيضا