معاداة اللاجئين.. ورقة كليتشدار الأخيرة للفوز برئاسة تركيا

آية سيد
معاداة اللاجئين.. ورقة كليتشدار أوغلو الأخيرة للفوز بالرئاسة

قبل انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التركية، ضاعف كليتشدار أوغلو وعوده بترحيل كل اللاجئين في غضون عام من وصوله إلى السلطة.


انطلقت جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التركية، بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.

وفي ظل المنافسة المحتدمة بينهما، اليوم الأحد 28 مايو 2023، يسعى الجانبان لكسب دعم التيار اليميني القومي المتطرف، باستخدام ورقة اللاجئين وتحويلهم إلى كبش فداء للفوز برئاسة تركيا.

ترحيل اللاجئين

بينما كليتشدار أوغلو وحزب الشعب الجمهوري صوروا أنفسهم كمنافسين ديمقراطيين لأردوغان، ركزت حملتهم قبل جولة الإعادة على الرسالة المناهضة للمهاجرين في محاولة لجذب الأصوات. وقطع كليتشدار أوغلو وعدًا بإعادة 4 ملايين لاجئ موجودين في تركيا حاليًّا إلى بلادهم.

اقرأ أيضًا| خاص| «رؤية» تحاور كليتشدار أوغلو عن سياسته الخارجية  

وحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأحد، اتهم كليتشدار أوغلو الرئيس التركي بـ”جلب 10 ملايين لاجئ إلى تركيا”، وقال: “أنا أعلن أنني سأعيد كل اللاجئين إلى بلادهم بمجرد وصولي إلى السلطة”. ووزع نشطاء من حزب الشعب الجمهوري منشورات تحمل شعار “اللاجئون سيعودون إلى بلادهم”.

التودد إلى القوميين

في الجولة الأولى من الانتخابات، تقدم أردوغان على منافسه بـ49.5% مقابل 44.5% من الأصوات. واستطاع الائتلاف المكون من حزب العدالة والتنمية و3 أحزاب قومية تجاوز التوقعات والفوز بالأغلبية في البرلمان.

ووفق الجارديان، شهدت الحملة الانتخابية قبل جولة الإعادة تودد أردوغان وكليتشدار أوغلو إلى الناخبين القوميين المتشددين، في الانتخابات التي تشهد اصطفاف عدد متنامٍ من الأتراك المستائين من حكم أردوغان، مع العناصر القومية المتطرفة والمناهضة للاجئين في السياسة التركية.

وفي حين أن أغلبية الناخبين قالوا في الاستطلاعات إن الأزمة الاقتصادية هي أكبر مخاوفهم، استخدمت العناصر اليمينية المتطرفة المهاجرين ككبش فداء، مستغلةً المشاعر المناهضة للاجئين في البلاد، ومروجةً الخطاب العنصري بشأن الهجرة بطريقة تبناها التيار الرئيس، ويبدو أنها ستستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الانتخابات.

تحالف المعارضة مع القوميين

أعلن زعيم حزب النصر التركي، أوميت أوزداغ، دعمه لكليتشدار أوغلو في جولة الإعادة، واتفاقهما على خطة لإعادة ملايين المهاجرين إلى بلادهم في غضون عام، حسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في 25 مايو الجاري.

ويتناقض هذا القرار بشدة مع قرار حليفه، سنان أوغان، الذي حصل على المركز الثالث في الجولة الأولى بـ5% من الأصوات، وقرر دعم أردوغان مطلع الأسبوع الماضي.

اقرأ أيضًا| من هو سنان أوغان.. مفتاح فوز أردوغان المحتمل بالانتخابات التركية

وتعليقًا على تحالف أوزداغ وكليتشدار أوغلو، قال المحلل بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، سليم كورو، في تصريحات إلى الجارديان: “هذا يغير تركيبة تحالف المعارضة إلى شيء مختلف عما كانت عليه قبل الجولة الأولى”.

كبش فداء

ضاعف كليتشدار أوغلو وعوده بترحيل كل اللاجئين في غضون عام من وصوله إلى السلطة، حسب الجارديان. وسعت المعارضة التركية لمعارضة أردوغان عبر تحدي قراره بمنح الحماية المؤقتة لحوالي 3.6 مليون سوري، وعقد اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمنح تركيا دعمًا بقيمة 6 مليارات يورو (6.43 مليار دولار) مقابل منع تدفق الهجرة إلى الاتحاد.

وتحت حكم أردوغان، اتخذت السلطات التركية إجراءات مشددة ضد تدفقات الهجرة من أفغانستان وسوريا. وبينما الرئيس التركي يحاول إصلاح العلاقات مع دمشق في الفترة الأخيرة، قال إنه يعتقد أن السوريين أصبحوا آمنين للعودة إلى بلادهم.

وفي أكتوبر الماضي، أوردت منظمة حقوقية أن مئات الرجال والفتية السوريين تعرضوا للاعتقال التعسفي والضرب والترحيل، وفي بعض الحالات جرى إجبارهم على عبور الحدود مع سوريا تحت تهديد السلاح.

تزايد العنف

هذا الموقف المتشدد تجاه اللاجئين وجد آذانًا صاغية لدى الكثير من مؤيدي حزب الشعب الجمهوري الشباب. ووفق الجارديان، نشر عضو قيادي في جناح الشباب بالحزب مقطع فيديو على تويتر يحمل عبارة “السوريون سيرحلون”. وأصبح اللاجئون هدفًا للهجمات العنيفة التي تمر في أكثر الأحيان دون عقاب.

وفي سياق متصل، أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس الأول الجمعة، نبأ عن مقتل شاب سوري على يد زميله التركي، بعد ظهور ملصقات الدعاية الانتخابية التي تعد بترحيل اللاجئين.

اقرأ أيضًا| فيديو| القبض على شخص حاول توجيه المصوتين بالانتخابات التركية

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن اللاجئين السوريين وطالبي اللجوء أصبحوا أهدافًا سهلة للقادة من مختلف التيارات السياسية، الذين يزعمون أن المهاجرين يغيرون طبيعة الأمة، ولا بد من إعادتهم إلى بلادهم بالقوة.

هل تأتي الاستراتيجية الجديدة ثمارها؟

في تصريحات إلى صحيفة دويتشه فيله الألمانية، في 24 مايو 2023، رأى الخبير في مركز أبحاث التطرف التابع للجامعة الدولية للعلوم التطبيقية بكولونيا في ألمانيا، كمال بوزاي، أن التغيير في استراتيجية كليتشدار أوغلو “متطرف”، وأن حملته أصبحت أكثر عدائية.

لكن بوزاي لفت إلى أن الخطة التي تهدف إلى كسب دعم مؤيدي سنان أوغان محفوفة بالمخاطر. وقال: “لا يجب أن ينسى كليتشدار أوغلو أن الناخبين الكرد واليساريين والتقدميين انتخبوه في المدن الكبرى وفي معاقل الكرد”، مشيرًا إلى أن هؤلاء الناخبين قد لا يدعمون نهجه المُعادي للاجئين، وقد يمتنعون عن التصويت.

اقرأ أيضًا| الشعوب الكردي يعلن دعم كيليتشدار أوغلو لرئاسة تركيا

ربما يعجبك أيضا