معاريف| من أجل السلطة.. حكومة ليكود بلا «نتنياهو»!

مترجمو رؤية
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو

ترجمة – محمد فوزي

إن الاستطلاع الذي قامت به صحيفة (معاريف) بشأن توزيع المقاعد البرلمانية في إسرائيل بشكل عام والأحزاب اليمينية والليكود بشكل خاص، لا يروي قصة الائتلاف أو المعارضة فقط، بل يعكس المأزق المعتاد الذي اعتدنا عليه منذ الانتخابات، فالائتلاف الليكودي ضعيف نوعًا ما، والمعارضة داخل الحزب في قوة، ومع ذلك لا توجد كتلة منهما لديها القدرة على تشكيل حكومة، حيث إن نيامين نتنياهو يفتقر إلى نفس المقاعد التي افتقدها في جميع الحملات الأخيرة لتشكيل الحكومة.

وقد تكون نتائج الاستطلاع صادمة، ومع ذلك فهو يعكس اتجاهًا حقيقيًّا، إذ إنه لأول مرة يحصل “نير بركات” على نتائج مشابهة جدًّا لنتائج نتنياهو.

فالاستطلاع الذي أجري لصالح جريدة معاريف وراديو 103، بواسطة معهد السياسات، ضم عينة واسعة من المصوتين (تم تقسيم الاستطلاع إلى عينتين، كل منهما 650 مشاركًا) وفحص الوضع الحالي للمقاعد في الوضع المحدد، ولكن أيضًا عدة سيناريوهات أخرى في الليكود، ومنها ماذا يحدث إذا تم استبدال نتنياهو بنير بركات، أو يولي إدلشتاين، أو حتى إسرائيل كاتس أو ميري ريجيف. إن ما يحدث أمر كبير، فقد حصل نتنياهو على 33 مقعدًا لليكود، وهو رقم استقر حوله في استطلاعات الرأي الأخيرة، بينما بركات حصل على 29، فقط 4 مقاعد أقل من نتنياهو.

فقبل بضعة أشهر، نُشر استطلاع على القناة 12 لفحص سيناريوهات مماثلة، جلب نتنياهو 35 مقعدا هناك، وبركات 24 مقعدًا فقط، كما هزم نتنياهو لبيد بـ 15 مقعدًا، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، تقلصت الفجوة بين نتنياهو وبركات من 11 مقعداً إلى 4 مقاعد فقط، والحقيقة المذهلة أنه إذا كان بركات يترأس الليكود، فإن الحزب سيعود إلى السلطة بالفعل.

هذا التغيير أصبح واضحًا بمرور الوقت، إذ أقرت حكومة بينيت – لابيد الميزانية، ولا يلوح في الأفق سقوطها، كما بدأ ناخبو الليكود في استيعاب حقيقة أنهم إذا أرادوا العودة إلى السلطة، فيجب عليهم الانفصال عن نتنياهو وبينيت وليبرمان وجدعون سار، وربما لابيد أيضًا.

في الواقع، ظل رجال بركات يدورون حول هذه الانتخابات منذ عدة أشهر، والترويج إلى أنه الوحيد الذي يمكنه الحفاظ على قوة الليكود وإحضار السلطة، ولكن حتى يومنا هذا، لم يتم أخذهم على محمل الجد، ونشرت معاريف مؤخرًا تحقيقين في الأساليب التي يُزعم أن بركات يستخدمها لتوليد دعم مصطنع لنفسه على الشبكات الاجتماعية؛ حيث إن بركات نفسه ينفي أي اتصال بشبكات الملف الشخصي المزيفة التي تردد رسائله، ولكن اتضح الآن أن هذا الادعاء على الأقل بدأ يتحقق، والادعاء بأن بركات يزيد من سلطته ويجلب الحكم إلى الليكود.

وإلى جانب ذلك، كاتس مع 22 مقعدًا، وجهًا لوجه مع لابيد الذي حصل على 20، وأدلشتاين 21 مقعدًا، فقط يفرقه مقعد واحد عن لابيد، فيما حصلت ميري ريجيف من حزب “ييش عاتيد” على ٢٠ مقعدًا لتتعادل مع لابيد، إذ يُتوقع أن يحصل الليكود بين ١٥ و٢٠ مقعدًا على أي حال تحت كل مرشح تقريبًا، وربما يحصل نير بركات على نحو 10 مقاعد إضافية، وهو تقدم كبير في طريق تشكيل الحكومة، وفيما يخص الثلاثة الآخرين التابعين لليكود، فعليهم بذل الجهود وعمل حملات قوية للقتال على تشكيل حكومة.

والذي يمكن تعلمه أيضًا من هذا الاستطلاع أن حزب نفتالي بينيت مستقر مع 6 مقاعد في جميع السيناريوهات تقريبًا، وقد يصل إلى 7 مقاعد في حال ترأست ميري ريجيف حزب الليكود، حزب ييش عاتيد مع لابيد سوف يكتسح 19 مقعدًا في المستقبل ضد نتنياهو (مع مقعدين أكثر من موقعه الحالي في الكنيست)، وعلى الأقل سوف يزيد له مقعد واحد في جميع السيناريوهات.

وفيما يخص الحزب التابع للصهيونية الدينية تحت قيادة بتسلئيل سموتريتش، فقد حصل في الاستطلاع على 9 مقاعد، قد ترتفع إلى 10 مقاعد لو تخلى عن دعم نتنياهو، وحزب أزرق أبيض التابع لجانتس فقد حصل على 9 في الاستطلاع الحالي وقد يزيد مقعدًا، فيما يتوقع أن يحصل حزب شاس تحت قيادة درعي على مقعد إضافي إن تخلى عن نتنياهو، تمامًا مثل أفيجدور ليبرمان.

فحزب العمل وميرتس مستقران وعادةً ما يحافظان على قوتهما الحالية، ربما تضعف ميرتس قليلًا في معظم السيناريوهات إلى 5 مقاعد، بينما حزب الأمل الجديد لجدعون ساعار يدور حول 3 مقاعد، وهو أقل من نسبة الحسم، كما أن الاستطلاع أظهر بشرى سارة لمنصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، والذي يظهر في كل استطلاعات الرأي 5 مقاعد مستقرة، وهي أكثر مما حصل عليه في الانتخابات الأخيرة، أي بنسبة زيادة 25٪، إذ إن الجمهور العربي يحب ما يفعله عباس.

للاطلاع على الرابط الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا