معرض برلين الدولي للحدائق يخلق جسرا لحوار الثقافات

شيرين صبحي

رؤية
برلين- يسعى معرض برلين الدولي للحدائق إلى تجاوز طابعه التقليدي بوصفه ساحة عرض لأنواع عديدة من النباتات والزهور الجميلة والنادرة من قارات العالم الخمس، والتحول إلى جسر للحوار والتواصل بين الثقافات والأديان عبر الحدائق والمساحات الخضر.

ولفت الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير لهذا الدور الجديد، معتبرا أن هذا المعرض يوجه رسالة خاصة باتجاه التأكيد على الانفتاح الموجود في برلين، وتعزيز إمكانيات الحوار بين الثقافات والأديان في العالم، وفقا لـ”الجزيرة. نت”.

وقال شتاينماير، في كلمته أمام خمسة آلاف شخص من نخبة المجتمع الألماني، إنه لمس خلال مشاركته وزيرا للخارجية في افتتاح حديقة بايوار القديمة في العاصمة الأفغانية كابل كيف يمكن تحول الحدائق إلى رمز للأمل في السلام لسكان بلد حطمته الحرب، ورأى أن “أهمية الحدائق تتعدى الحواس البشرية والمظاهر الجمالية إلى مستقبل المساحات الخضر ودورها في جعل ضواحي المدن الكبرى أكثر جمالا”.

ويضم معرض الحدائق الدولي المقام بحي مارتسان البرليني الشرقي خلال الفترة بين منتصفي أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول القادم، جناحا خاصا للحوار بين الثقافات والأديان من المخطط أن يشهد عددا كبيرا من الفعاليات، من بينها خمسة آلاف فعالية فنية وثقافية ستقام بهذا المعرض الدولي خلال أيامه الـ 186.

ويحمل المعرض -المقام على 104 هكتارات تماثل مساحة 140 ملعبا قانونيا لكرة القدم- عنوان “بحر من الألوان”، وبلغت تكلفته 130 مليون يورو، وتتجاور فيه حدائق تمثل الأديان السماوية والأرضية برموزها المختلفة، وتتيح 64 عربة تليفريك معلقة للتنقل بين أهم معالم هذا المعرض وإلقاء نظرة عليها من على ارتفاع مئة متر.

وإلى جانب حديقة لبنانية عصرية تعتبر الوحيدة الممثلة لدولة عربية، يطغى المعمار العربي والإسلامي للحدائق على الجناح الشرقي الذي يبدأ بقاعة فسيحة كتب عليها بالعربية والألمانية “قاعة الاستقبال”، وتلفت هذه القاعة الأنظار بأثاثها وديكوراتها العربية.

وصمم الجناح الشرقي بمعرض الحدائق الدولي كنموذج مشابه لبهو السباع بقصر الحمراء الشهير بمدينة غرناطة الأندلسية، وجذبت نوافير وجداول المياه والنقوش والزخارف العربية بهذا الجناح أعدادا كبيرة من زائري المعرض في يومه الأول، وغير بعيد من الجناح الشرقي مثلت إيطاليا نفسها بمعرض برلين للحدائق بنموذج لحديقة عربية تعود لفترة الحكم العربي لجزيرة صقلية.

وقالت مديرة معرض برلين الدولي للحدائق كاترينا لومان إن هذا المعرض الذي يقام مرة كل عشر سنوات منذ العام 1951 بمدينة ألمانية، يقدم عبر نسخته البرلينية نافذة عصرية على عالم ومعمار الحدائق عبر ثقافات العالم المختلفة، ومكانا للتعلم والتجربة ومعملا للأفكار ومنتدى لحوار الحضارات.

ربما يعجبك أيضا