مع دخولها مرحلة جديدة.. احتجاجات هونج كونج تشتعل وبكين ترفض التسوية

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تصاعدت الاشتباكات في هونج كونج، بين قوات الشرطة والمحتجين، في حرم إحدى الجامعات التي يحتلها المتظاهرون منذ الأسبوع الماضي، حيث حاول المحتجون وقف تقدم الشرطة.

وعند مداخل جامعة العلوم التطبيقية، اندلعت حرائق كبيرة، حيث ألقى المتظاهرون القنابل اليدوية، وأطلقوا السهام من وراء المتاريس على قوات الأمن، فيما حذر ضباط الشرطة من أنهم قد يستخدمون الرصاص الحي، في حال لم يتوقف المحتجون عن مهاجمتهم.

وحاولت مجموعة من المتظاهرين الفرار من الحرم الجامعي كانوا محاصرين بداخلها منذ الإثنين، لكن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على مخارج مختلفة، ومنعتهم من المغادرة.

وتعد أعمال العنف الأخيرة هي أسوأ ما شهدته هونج كونج منذ بدء حركة الاحتجاجات، حيث أصبحت الشرطة أهدافا للمتظاهرين الغاضبين الذين يتهمونها باستخدام القوة المفرطة.

تصاعد الاحتجاجات

وتصاعدت حدة الاشتباكات أمس الأحد، عندما حاولت الشرطة استعادة السيطرة على الحرم الجامعي، لكن المتظاهرين ألقوا القنابل اليدوية، ما أدى إلى اشتعال النار في أنحاء الحرم الجامعي، وانسحاب قوات الشرطة ومحاصرتهم بالخارج.

وقال المتحدث باسم الشرطة، لويس لاو، أمس الأحد: “أحذر مثيري الشغب من استخدام قنابل البنزين والسهام والسيارات، أو أي أسلحة مميتة لمهاجمة ضباط الشرطة، وفي حال استمروا في مثل هذه الأعمال الخطيرة، فلن يكون لدينا خيار سوى استخدام الحد الأدنى من القوة اللازمة، بما في ذلك الرصاص الحي”.

وأشعل المتظاهرون حريق كبير، عند المدخل الرئيسي للجامعة، بهدف إبقاء الشرطة في الخارج، لكن قوات الإطفاء قامت باحتواء النيران.

وفي وقت سابق من المواجهات، أطلقت الشرطة طلقة حية ردا على ما قالت إنه سيارة كانت تندفع بسرعة، في اتجاه ضباط بالقرب من الجامعة.

الجامعة تحث المتظاهرين على المغادرة

حث رئيس الجامعة، تينغ جين – جوان، المتظاهرين على المغادرة، قائلًا “الجامعات أماكن لتطوير المعرفة ورعاية المواهب، وليست ساحات للمعارك والنزاعات السياسية، ويجب عدم جرها إلى المواجهات العنيفة”.

وأشار رئيس الجامعة إلى إن قوات الشرطة وافقت على وقف لإطلاق النار شريطة أن يوقف المتظاهرون هجماتهم، بحسب صحيفة “الجارديان”.

وحاول المتظاهرين الخروج لكن الغاز المسيل للدموع منعهم من الفرار، بالرغم أن رئيس الجامعة أكد لهم أن الخروج سيكون آمن.

قال تانغ سيو وا، 41 عامًا، وهو متطوع في مجموعة “حماية الأطفال”، التي كانت موجودة في الحرم الجامعي خلال اليومين الماضيين، إن نحو 800 شخص محاصرون داخل الجامعة يبحثون عن سبل للخروج.

وأضاف “رسميًا يقولون إن على الناس مغادرة الجامعة الآن، لكن عندما يحاول الناس الخروج، فإنهم يحاصرونهم، ولا يسمحون لأي شخص داخل الحرم الجامعي بالرحيل”.

وقال تانغ إن الناس مرهقة وتواجه تضاؤل ​​إمدادات الغذاء والماء، ويريد بعض المتظاهرين المسالمين المغادرة بينما يريد آخرون البقاء، مضيفا:”الناس يشعرون بالتعب ولكنهم لا يريدون الاستسلام”.

صرح كين وو كوك وانغ ،القائم بأعمال رئيس اتحاد طلاب الجامعة لمجلة “ساوث تشاينا مورنينج” بأن ما بين 600 و 700 شخص ما زالوا هناك.

و في وقت سابق أصدرت الشرطة، بيانًا يأمر الجميع داخل الجامعة “بإسقاط أسلحتهم، وإزالة أقنعة الغاز الخاصة بهم والمغادرة، وقالت الشرطة إن “بنحذر مثيري الشغب وعليهم وقف أعمالهم غير القانونية”.
نشر ممثلو اتحاد الطلاب بالجامعة بيانًا على “فيسبوك” قائلين، إن الشرطة أغلقت جميع المخارج أمس الأحد، وهناك العديد من المحتجين بحاجة إلى مساعدة طبية، بما في ذلك ثلاثة أشخاص يعانون من إصابات في العين وحوالي 40 يعانون من انخفاض حرارة الجسم بعد أطلقت الشرطة عليهم خراطيم المياه.

وقال البيان “معظم فريق الإغاثة في حالات الطوارئ والمسعفين قد تم اعتقالهم ونقلهم بعيدا، فليس هناك ما يكفي من الإسعافات والموظفين داخل الحرم الجامعي لعلاج المصابين”، واصفا الوضع بأنه “أزمة إنسانية حادة”.

في الأحياء الأخرى، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على المتظاهرين وغيرهم من المؤيدين الذين احتلوا الشوارع،  وشوهدت الشرطة تعتقل عشرات الأشخاص.

لماذا اندلعت احتجاجات؟

تواجه هونج كونج أخطر أزمة سياسية منذ عقود، بعد أن حاولت الحكومة المضي قدما في مشروع قانون تسليم مثير للجدل كان من شأنه أن يسمح بإرسال المشتبه بهم إلى الصين، وهي خطوة يعتبرها الكثيرون تقوض الحريات في المدينة وتوسيع لسيطرة بكين عليها.

تشكل الاحتجاجات على مشروع القانون الذي تم سحبه تحديًا مباشرًا للصين، التي تحكم هونج كونج في إطار “دولة واحدة ونظامان”.

أصدرت بكين تحذيرات شديدة، وأدلى الزعيم الصيني شي جين بينغ بأول تصريحات علنية له بشأن الأزمة يوم الخميس الماضي، داعيا سلطات إنفاذ القانون في هونج كونج إلى “معاقبة جميع المجرمين”.

تقول صحيفة الشعب اليومية في افتتاحيتها، اليوم الإثنين، إنه لا مجال للتسوية، وما نواجهه اليوم هو صراع بين حماية دولة واحدة ونظامان “وتدميره”، وفيما يتعلق بمسألة السيادة الوطنية ومستقبل هونج كونج، لا يوجد حل وسط ولا مجال إطلاقًا للتسوية”.

ربما يعجبك أيضا